تمكنت العالمة السورية الأصل دينا قتابي التي تقود فريقا علميا من “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” MIT في الولايات المتحدة من اختراع نظام يمكن معه تتبع الكائن الحي خلف كل ما يحجب رؤيته، عبر استخدام إشارات راديو مرجعة للصدى عن بعد ولتردد طيف الحرارة المنبعث من الجسم المحجوب، للتعرف إلى مكانه تماما داخل ما يستحيل على العين أن تراه فيه.
وأصبح “نظام مراقبة العلامات الحيوية وحركة كبار السن” أو Emerald واعدا على الصعيد الأمني، بعد الصحي، بحيث يمكن معرفة أين يختبئ إرهابي أو مجرم مطارد في مبنى فر إليه، إذ أصبح بالإمكان “رؤية” ما يستحيل على العين اختراقه لترى العصيّ خلفه على البصر، كالجدران وكل غير شفاف.
ويستخدم نظام “الزمردة” أصلا، موجات لاسلكية مخفوضة الطاقة، للاستماع إلى الإشارات المرتدة، بعد التقاطه انعكاسات عشوائية تحدد حركة أي جسم داخل نطاق مستهدف، وهو ما يساعد على ر صد كبار السن، وعددهم في أمريكا أكثر من مليونين و500 ألف، ممن تتم معالجتهم سنويا بسب اختلال توازنهم وسقوطهم، وهو ما يكلف الخزينة الأمريكية 34 مليار دولار سنويا.
وبسبب الاختراع الذي كانت أهدافه صحية في البداية، تمكنت القتابي من الوصول إلى المراحل النهائية في مسابقة MIT لريادة الأعمال.
بعدها حصلت من المعهد على دكتوراه بعلوم الكمبيوتر، ثم انضمت إليه ونالت فيه لقب بروفسور بالهندسة الكهربائية وعلوم الكومبيوتر، وارتقت حتى أصبحت المديرة المشاركة لقسم خاص بالشبكات “اللاسلكومبيوتيرية” المتنقلة، وأصبحت الباحثة الرئيسية فيه بمختبر علوم الكومبيوتر والذكاء الاصطناعي، وهو الذي بدأ في 2012 باختراع جهاز استخدام الإشارات اللاسلكية لرصد حركة الأجسام، ثم طوّره حاليا لرصد حتى نبضات قلب الكائن الحي عن بعد وهو خلف جدار، ومعرفة مكانه بالتحديد، وهو ما يمكن استخدامه في مطاردة المطلوبين، من إرهابيين ومجرمين، لاعتقالهم أو تصفيتهم، في قفزة مهمة بالحرب على الإرهاب.
والتطوير الجديد هو نظام توصل إليه الفريق العلمي بقيادة دينا القتابي، يقوم بعمليات حسابية ورياضية للإشارات المرتدة عن الجسم المستهدف، ثم يحولها إلى صورة ملونة شبيهة للملتقطة بأشعة اكس، ليظهر عبرها مكان شخص موجود في غرفة لم يكن بالإمكان رؤيته فيها قبل تطوير النظام الجديد، استنادا إلى أن الاختلاف في انعكاس تردد كل نبضة قلب، يسمح للاختراع بتحديد مكان رأس المختبئ أو صدره أو أطرافه، وهو محجوب خلف الجدار، وفقا للعربية نت.
ويمكن حتى استخراج صور ثلاثية الأبعاد لكائن تمت رؤيته من خلف جسم غير شفاف، لمعرفة ما إذا كان جالسا أو واقفا على قدميه أو مرميا أرضا، وهو ما تم عبر تجارب قام بها الفريق العلمي على كلبة يستخدمها في مختبره، واسمها ميكا، وكان النظام ناجحا أيضا حتى برصد تنفس جنين طير وهو داخل البيضة قبل أن يكسر قشرتها ويشق طريقه ليخرج إلى النور كمولود جديد.
وطمأنت القتابي القلقين من حساسية استخدام Emerald في “رؤية” المحظور من حياة أشخاص آخرين والاطلاع على خصوصياتهم، بقولها الثلاثاء الماضي لمحطة CBS News الأمريكية إن في “الزمردة” موانع يمكن بها سد الطريق على أصحاب النوايا السيئة ممن قد يستخدمونه لغير هدفه الرئيسي.