ماذا يحمل الغد للعالم العربى

 تتجه اليوم بسرعة عدد من الدول العربية نحو الفوضى الشاملة،أو بتعبير كوندي «الفوضى الخلاقة». ولا احد فى العالم الان رغم كل مايطرح من حلول واجتماعات ومقترحات وجهود ان يتنبأ بما هو قادم هل ذلك لأن الشعوب العربية من الشياطين أو الفوضويين؟ أم لأن تلك الشعوب فقيرة وجائعون، ولذلك يتقاتلون على اللقمة؟ أم لأنهم شعوب قبلية فمختلفون ويتصارعون على النفوذ لدرجة ان بعضهم يستقوى ويستعين بالخارج للتدخل وتخريب وتقسيم اوطانهم ونهب ثرواتها هل وهل وهل… وكثير من التنظيرات والاتهامات تساق بحق تلك الاوطان واهلها وكثير من الاتهامات كذلك تساق بحق الأطراف المشتبكة فى كل بلد ونجد بلاد تؤجج تلك الصراعات منها دولى مثل امريكا وفرنسا وانجلترا وتركيا واسرئيل وروسيا وايران وبلاد عربية منها السعودية وقطر إلى آخر القائمة.
لا أدّعي الحكمة عندما أحاول أن أفكّك ما يعتبر «اللغزالعربى»، وأحاول جاهدة تحليل الأزمة ومحاولة فهمها. والحقيقة أن ما آل إليه العالم العربى من فوضى نشهدها منذ 2011 حتى اليوم هو مسئولية النخبة الحاكمة وايضا النخبة السياسية المعارضة على السواء، وبالطبع النخب الثقافية، وإلا لما تحولت آمال الشعوب بعد ثوراتهم الشعبية بعد التخلص من حكامها وانظمتها الديكتاتورية الفاسدة ببناء دولة السلم والرفاهية والديمقراطية بعد طول احتراب، إلى كابوس، لتنتهي بحروب أهلية وتدمير اوطانها وبحور من الدماء ونهب ثرواتها لتنتهي باستباحة مدنها من قبل قوات اجنبية وميليشيات الاسلاميين الارهابيين ولتدشن مرحلة من الانقسام العميق بين أبناء الوطن الواحد، وحقبة سوداء من الحكم الاستبدادي الفاسد.عندما هبت رياح ماسمى الربيع العربي رحبت بها الشعوب لتعيد الاعتبار إلى المواطن العادي، والشباب المخلص، والنخب الثقافية ذات الضمير الحي، ولتطلق حراكاً شعبيّاً سلميّاً، وثار المواطنيين بمختلف مناطقهم وقبائلهم ومذاهبهم وانتماءاتهم. وعلى رغم قسوة بعض الانظمة فإن المنتفضين تمسّكوا بالسلمية، — وقد زرت ساحات التغيير فى عدد من تلك الدول فى حين اندلاع ثوراتها بصفتى الصحفية لمتابعة الموقف وكتبت تقارير صحفية، وتناقشت وتحوارت مليّاً مع قادته من الشباب وشعرت بوطنيتهم واخلاصهم ووطنيتهم – لكن للاسف تكالبت كل القوى السياسية والمعارضة وفى مقدمتهم جماعات الاخوان المسلمين لإجهاض هذا الحراك وانتصار الثورة السلمية وإحداث تغيير ديمقراطي حقيقي.وسعوا جميعا لااحتواء نتائجها لمصالحهم ولخدمة اسيادهم الذين يتحالفون معهم فى الخارج ويتلقون منهم الدعم والتمويل لتمرير المخطط الدولى المشروع الامريكى الصهيونى الشرق اوسطى الجديد باعادة خريطة التقسيم الجديدة للمنطقة -ومن هنا بداءت الثورات الشعبية السلمية تتحول الى قتال وصراع وتدمير وحرق وتخريب وقتل وتشريد وبحور دماء وحرب اهلية يقتل فيها العربى اخيه العربى وبدءت عملية هدم الدولة الموحدة وتفكيكها وإسقاط المناطق واحدة تلو أخرى، انتهاءً باستباحة كل شئ باسم الدين مرة وباسم الثورة مرة اخرى أما المعارضة والتي ظلت تطرح شعارات الإصلاح الشامل والنزاهة، وجدتها فرصة لتقاسم الغنائم،لدرجة انها ساندت التيارات الارهابية عامة والاخوان المسلمين خاصة لمد وبسط نفوذها وحركتها على مقاليد التغلغل فى اجهزة الدولة والسيطرة باغلبية على المجالس التشريعية والتحالف معهم انتخابيا ومساندة مرشح الرئاسة التابع لهم كما حدث فى مصر أما الخطيئة الثانية للنخبة السياسية، فهي تحويل اى حواروطني إلى «حوار طرشان» ومبارزة للظهور والمزايدات وعدم تحمل المسئولية إذاً، فالنخبة السياسية والثقافية هي المسئولة عن هذا الانحدار ثم نأتي لمسئولية الدول الإقليمية العربية التى لم يمسها الخراب والتدمير حيث كان همهم تأمين النفوذ وليس إنقاذ بلدٍ يغرق، وامام هذا الانبطاح والانكساربداءت مرحلة التدخل العسكري الخارجى كلا يحاول التواجد لإنقاذ نفوذه داخل البلاد التى سقطت في مواجهة ما اعتبروه تدخل دول اخرى ىاستيلاءها عليها واصبحت هناك بشائر لحروب دولية كما نراه الان فى سوريا واليمن وليبيا ولبنان والبحرين وننتظر مستقبلا دول اخرى كل ذلك في ظل تفكك الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً، لينفتح المجال واسعاً أمام تفكك البلاد، ورجوعها إلى مكوناتها القبلية والجهوية، وتحل الميلشيات محل جيش الدولة وأمنها، لتتصارع على النفوذ، اذن بتلك الصورة فقد انهار كل شئ فى تلك الاوطان وكل مايطرح من الخارج بقيادة امريكا القبول بدولة فيدرالية ديمقراطية كأهون الشرور.وبالتالى يتم تنفيذ مخطط الشرق اوسطى بصورة اخرى ولكن نفس الهدف – بتلك الصورة اصبح المشهد الحالى سقوط اكثر من 75% من بلاد الوطن العربى وكان ممكن ان يصبح دمار كل الوطن العربى لولا جيش مصر الوطنى ووقوفه ضد المؤامرة وانحاز متحالفا مع شعب مصر العظيم واسقط حكم الجماعة الارهابية ويقف الان صامدا فى مواجهتهم فى مناطق عربية اخرى 
والسؤال الان هل هناك امل ام العرب فى خبر كان ؟
هذا يقتضي بالطبع بعد هذه القناعة إيقاف الحرب فوراً، حرب الداخل وحرب الخارج، وبدلاً من الصراع الإقليمي، فالمطلوب التوافق الإقليمي ويكون بدعم المجتمع الدولي المحب للسلام ليس فقط للتسوية، بل لإعادة إلاعمارللدول التى انهارت وإنهاضه اقتصادياً، لان ذلك يعنى ان نشر السلام فى المنطقة جاد لانه يعنى الامان للشعب والاستقرار وعودة الحياة المعيشية الانسانية فما فائدة الديمقراطية والحرية والحكم العادل لوطن مدمر وشعب جائع مشرد غير امن على حياته وحياة ابنائه ويعاد تنظيم جيشه ليحمى الوطن وشرطته لضمان امن المواطن وبعد ذلك يمكن ان تحتضن تلك الدولة الحوار الوطني بين كل فئاته برعاية إقليمية ودولية، للوصول الى اتفاق عام على اليات السلطة والحكم والوفاق على ان يصبح وطنهم دولة ديمقراطية وطنية للجميع دون طائفية او فبلية موحدة فهل يفعل ذلك كل ابناء وطن لينقذوا اوطانهم من الدمار وشعوبهم من التشرد والا اصبح عندنا اكثر من فلسطين اخرى ولكن تلك المرة ليس بايدى الصهيانة الكلاب بل بايدى عربية وينتهى شعار امجاد ياعرب امجاد للابد …. ولا عزاء لكم ياهل العروبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *