نفذ الاتفاق الذي تم بموجبه إجلاء العوائل المحاصرة في بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، مقابل مغادرة المسلحين، ومعظمهم مصابون، وعوائلهم مدينة الزبداني في ريف دمشق.
وأظهرت لقطات تلفزيونية عبور القافلة التي غادرت الزبداني، إلى داخل الحدود اللبنانية لتتجه بعدها إلى مطار بيروت قبل الطيران إلى تركيا، بحسب الاتفاق.
وأوضح عمال إغاثة ومصادر مطلعة بشان الاتفاق لوكالة “رويترز قائلين، الاثنين 28 ديسمبر/ كانون الأول، إن 130 مسلحا على الأقل، معظمهم مصابون، غادروا مدينة الزبداني الحدودية في طريقهم إلى لبنان، في نفس الوقت الذي توجه فيه نحو 350 شخصا من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في شمال غرب سوريا باتجاه معبر حدودي مع تركيا.
من جهتها أكدت وكالة “سانا” أنه تم بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر إخراج نحو 300 أسرة من كفريا والفوعة. وأضافت “سانا” أنه بالتوازي مع إخراج العائلات من الفوعة وكفريا تم إخراج المسلحين المصابين وعائلاتهم من الزبداني وذلك في إطار الجهود المبذولة لإخلاء المدينة من السلاح والمسلحين.
وأفاد مراسلنا بأن 6 سيارات إسعاف نقلت الجرحى و9 حافلات قلت ذويهم من مدينتي الفوعة وكفريا باتجاه الأراضي التركية بالتزامن مع خروج 13 سيارة إسعاف تقل الجرحى و4 حافلات تقل ذويهم من مدينة الزبداني باتجاه المصنع اللبناني، ومنه إلى مطار بيروت الدولي.
وفتح الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة للعشرات من المسلحين الذين يتحصنون منذ عدة أشهر في الزبداني قرب الحدود اللبنانية ممرا آمنا إلى مطار بيروت، ثم إلى وجهتهم النهائية في تركيا برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكانت الأطراف توصلت في 24 سبتمبر/ أيلول إلى اتفاق، يشمل في بنده الأول وقف إطلاق النار في كفريا والفوعة والزبداني لمدة 6 اشهر. والبند الثاني هو إخراج مدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا مقابل خروج مسلحين من الزبداني.
وخرق خلال الفترة الماضية أكثر من مرة اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في سبتمبر/ أيلول الماضي في الزبداني والفوعة وكفريا.
وذكرت مصادر معارضة مقربة من المفاوضات لوكالة “رويترز” أنه سيتاح لمسلحي الزبداني الذين سيتوجهون لتركيا بعد ذلك إما العودة للمناطق التي تسيطر عليها الجماعات المعارضة في سوريا عبر الحدود الشمالية مع تركيا، أو البقاء للعلاج هناك. وأضافت المصادر أن السكان الذين غادروا كفريا والفوعة سيتاح لهم التوجه للبنان حيث سيكونون تحت إشراف حزب الله.
وكانت مدينة الزبداني الواقعة شمال غربي العاصمة دمشق مصيفا سياحيا شهيرا، وكانت آخر معقل لمقاتلي المعارضة المسلحة على طول الحدود مع لبنان. ودُمرت مناطق عدة من المدينة في المعارك بين الجيش السوري والمسلحين.
من جهتها نفذت الجماعات المسلحة هجمات على كفريا والفوعة في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد وهي منطقة قريبة من تركيا وتقع معظمها تحت سيطرة المسلحين.
وبذلت الأمم المتحدة وحكومات أجنبية محاولات للتوسط في اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة في إطار التحركات لإنهاء الحرب في سوريا التي دخلت عامها الخامس.