أكد مرصد الفتاوى التابع لدار الإفتاء المصرية أن دول ليبيا والصومال ونيجيريا تعد بدائل جديدة لإقامة عناصر داعش، الذين يفرون من ضربات التحالف في سوريا والعراق.
وقال المرصد في بيان له الثلاثاء إن هناك حالة من التنافس والصراع المحتدم بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش” لفرض السيطرة وإعلان النفوذ على مناطق الصومال وكينيا، خاصة أن هذه المناطق تشهد العديد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، بالإضافة إلى كونها بيئة حاضنة ومناسبة لنمو مثل تلك التنظيمات واستقرارها.
ولفت المرصد إلى أن وتيرة الصراع زادت بشكل محتدم بين القاعدة وداعش، بعد عدة محاولات من جانب تنظيم “داعش” لاستقطاب عناصر من حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، وهو ما نجح فيه التنظيم بالفعل، وعزز ذلك ظهور عدة مقاطع مصورة لعناصر تابعة لحركة الشباب المجاهدين وهي تعلن الولاء لزعيم تنظيم “داعش”، مما دفع حركة الشباب إلى إعلان نيتها عن قتل كل من يعلن ولاءه لتنظيم “داعش” بديلاً عن القاعدة، وهو الأمر الذي لم يمنع انضمام العديد من مقاتلي الحركة إلى “داعش” حتى الآن.
وتابع مرصد الإفتاء أن حركة شباب المجاهدين الصومالية قد صعدت للمشهد في الصومال في عام 2007، إثر تفكك اتحاد المحاكم الإسلامية المتشدد، وأعلنت الحركة أنها تقاتل أعداء الصومال وترفض التسوية السياسية مع السلطة الحاكمة هناك، مؤكدين على أنهم يسعون إلى إقامة دولة إسلامية، وتطبيق الشريعة في الصومال.
وتابع المرصد أن تنظيم القاعدة يتخوف من التمدد الداعشي في مناطق شرق إفريقيا بعد سيطرته على الكثير من معاقل التنظيم في غربها، خاصة بعد إعلان جماعة “بوكوحرام” مبايعتها الرسمية لتنظيم “داعش” في مارس الماضي، وسيطرة عناصر تابعة للتنظيم على مساحات واسعة في ليبيا، وهو ما يشير إلى تمدد السيطرة الداعشية في غرب إفريقيا وتقلص نفوذ القاعدة، وهو الأمر الذي يخشى تنظيم القاعدة من تكراره في شرق إفريقيا.
وأكد مرصد الإفتاء أن هذه الأحداث تشير إلى انتقال مراكز القوة التابعة لجماعات العنف والتكفير إلى إفريقيا وتمركزها بها بدلاً من آسيا، خاصة وأن العمليات العسكرية هناك تدفع تلك العناصر إلى الهروب واللجوء إلى دول إفريقية عديدة، يأتي على رأسها ليبيا والصومال ونيجيريا، وهي دول تمثل مراكز انطلاق وإدارة عمليات لتنظيمات العنف والتكفير.