في توقيت متزامن خرج علينا «خليفة داعش» أبو بكر البغدادي بتسجيل صوتي يحاول به شحذ همم «رعاياه» في دولة الرقة والموصل، ويتوعد الجميع، ويتوجع من الخسائر بوصفها «محنة» من الله، وخرج علينا زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله بكلمات شبيهة، في نسخة إيرانية.
«بغدادي داعش» و«نصر الله إيران»، يتشابهان كثيرًا في السلوكيات والتكتيكات والتوقيتات، حتى في لون السواد الذي يفضلانه على العباءات والعمائم، بوصفهما من الدوحة العلوية، وهذه ميزة لـ«أمير المؤمنين»، في حال «خليفة داعش»، أو ممثله في حالة حسن نصر الله.
خسرت «داعش»، مؤخرًا، كثيرًا، بسبب تتابع القصف عليها، من كل حدب وصوب، والأهم بسبب حرمانها من شريان البترول المسروق من العراق وسوريا. وخسر نصر الله وحاضنته إيران الكثير في سوريا، من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وهم الأهم، ومن نخبة قوات حزب الله، وأخيرًا، خسرا الورقة «الدرزية» الخادمة لصورة الحزب الإيراني، وهو سمير القنطار، بعد قتله في غارة، يقال إنها روسية، في الأرض السورية.
لا تنتهي أوجه التشابه عند هذا الحد، بل يتشاطر خليفة «داعش»، مع ممثل خامنئي «ولي أمر المسلمين» حسن نصر الله، البغض الصافي النقي الدائم للسعودية، فهي في نظر حسن نصر الله «جوهر الشر» في المنطقة، وهي كذلك في نظر خليفة «داعش» إبراهيم عواد، أو أبو بكر البغدادي، لذلك خصص جانبًا من خطبته الصوتية الأخيرة للهجوم على السعودية، بسبب قيادتها للتحالف الإسلامي العسكري الأمني الفكري ضد الإرهاب، وفي مقدمه «داعش»، لا «داعش» وحدها، فحزب الله، وكل عصابات إيران، مشمولة بهذا.
البغدادي قال عن التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب إنه تحالف صليبي كافر، وحرض أتباعه على القيام بعمليات داعشية في الأراضي السعودية، وكذلك يفعل حزب الله عبر تدريب عناصر سعودية وبحرينية ويمنية في معسكراته الإرهابية في البقاع والجنوب وشقق الضاحية وحارة حريك.
أخيرًا، يتشابه معمما «داعش» وحزب الله في «تمثيلية» الهجوم اللفظي على إسرائيل، فقد توعد نصر الله في خطابه الأخير، بسبب مقتل عميله سمير القنطار، إسرائيل بالويل والثبور، ولكن في الوقت الذي يختاره الحزب الأصفر، وهكذا قال البغدادي في خطبته الأخيرة، بأن على الجميع أن ينتظر بشائر «الجهاد الداعشي» ضد إسرائيل، مطمئنا الجميع بأن «الخليفة» لم ينس فلسطين «الحبيبة». وربما قام بعملية استعراضية لهذا الغرض.
عقل المتاجرة بالدين، واستخدام الميليشيا الكافرة بالدولة، لا يختلف، إلا بتفاصيل صغيرة، مثل أن يدعي هذا التسنن، وذاك التشيع.