ما يزال اليهود المغاربة يحتفظون بطقوسهم الخاصة في موسم الهيلولة على قبر “دافيد بن باروخ”، والذي يحيونه على مدى 15 يوما بالصلاة والتبتل والدعوات لنيل البركة وطلبا للشفاء ونيل الحظ.
في قرية “أغزو نبهمو”، التي تبعد بنحو 45 كيلومترا عن تارودانت، جنوب غربي المغرب، تمارس هذه الطقوس من قبل يهود، لا يتجاوز عددهم كل عام الـ 1200 شخص، أطفالًا وشبابًا وكهولًا وشيوخًا، ذكورًا وإناثًا من كل بقاع العالم، وقد انطلق الموسم الحالي مع الايام الأخيرة من عام 2015.
وتنطلق أولى الطقوس بتلاوة أحد أحفاد “بن باروخ” التاريخيين، القداس اليهودي باللغة العبرية على قبر الضريح.
يقول بنحاس كوهين، وهو إسرائيلي من أصول مغربية: “ورثنا طقوسنا عن آبائنا وأجدادنا لأكثر من 229 عامًا، نصلي وننحر الذبائح ونغني ونوقد الشموع، وندعو على قبر الضريح حتى ننال البركة ونحظى بالحفظ والصون، ويبارك الله في حياتنا وتجارتنا على مدار العام”.
ويضيف الحاخام ألبير داغون أنه خلال ليلة الهيلولة، يتم تلاوة مناقب دفين الضريح وبركاته، التي لا تعد ولا تحصى، جعلت يهود العالم يفدون إليه من كل فج عميق.
ويشرح: “نشعل الشموع على قبور اليهود المدفونين بالضريح، ونقرأ الأدعية على القبر ونقدم الهدايا من المال للضريح”.
وتشكل مراسيم الذبيحة حدثًا كبيرًا في طقوس احتفالات الهيلولة، تبتدئ بما يتطوع بها اليهود الزائرين.
يقول بينحاس كوهن: “يتولى الحزان (الفقيه) لوحده إذكاء (ذبح) الذبيحة من الأبقار أو الخرفان أو الدجاج، وتقدم قربانًا للضريح وهدية للحجيج والزوار لنيل البركة أو طلبا للحظ أو الشفاء أو الانجاب وزوال السقم والعلل”.
وعن طريقة الذبح، يشرح الحزان موشي أوحيون: “يشترط في البهائم ذبح الودجين، أما الدجاج فليس في حكمها، إذ يكفي فقط أن يقطع ودج واحد بسكين يشترط أن يكون حادًا حتى تكون الذبيحة المهداة جائزة”. وحينما يرفع يده اليمنى عن الذبيحة، ترتفع أصوات الفرح والزغاريد ويبدأ الرقص والغناء.
وحتى تكون الذبيحة سليمة، فإن الحاخام كبارييل دافيد هو من يراقب سلامتها ومدى مطابقتها لمعايير الذبح، حتى يسمح بذبحها.
ويضيف الحاخام كبارييل دافيد: “بعد سلخ البهيمة أراقب أمعاءها وبطنها ورئتها إن كانت سليمة فجائز استهلاكها في الضريح، وإن كان بها عيب فيتخلص منهاط.
ويقول الحزان أوحيون: ذبيحة الهيلولة تقدم قربانا للضريح لنيل البركة وطلبا للشفاء والحظ وبركة الزواج للعرسان (ليلة الدخلة) ولدرء النحس وجلب الرزق.
يقول الحزان اليهودي نحمان بيطون: “الإقبال على الشموع يكون وافرًا في هيلولة، أسعاره تتراوح ما بين 10 دراهم (دولار واحد) إلى 40 درهمًا (4 دولارات)”. ويرمى به في محرقة الضريح أو يوضع في إناء على قبور الضريح الـ 140.
أما الشمع الذي يباع على قبر الضريح، فيصل سعره إلى 100 درهم (10 دولارات) لرمزيته، ريعه يخصص لصندوق الضريح، وفق توضيحات بيطون.
وإيقاد الشموع يرتبط بـ”حانوكا”، ذات الشمعات التسع، المثبتة في فناء الضريح.
و”حانوكا” مجسم توقد فيها تسع شمعات، بمعدل شمعة كل يوم، وفي ليلة اليوم التاسع توقد الشمعة التاسعة