دفع تزايد التوتر بين السعودية وإيران إلى ارتفاع أسعار النفط للقفز في جلسة التداول الأولى من عام 2016، الأمر الذي يوضح أن الوضع السياسي غير المستقر في الشرق الاوسط يمكن أن يعقد توقعات أسعار النفط في العام الجاري.
وارتفعت أسعار خام برنت في العقود الآجلة التسليم منتصف فبراير/ شباط المقبل بنسبة 1.07% لتصل إلى 37.89 دولارا للبرميل.
يأتي ذلك، بعدما أعلنت السعودية مساء أمس الأحد قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، العضو الزميل في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وجاء التحرك السعودي بعدما أضرم محتجون إيرانيون، أمس الأول، النار في مبنى السفارة السعودية في العاصمة طهران، كما اعتدى محتجون على مبنى القنصلية السعودية في مشهد، احتجاجاً على إعدام المملكة رجل الدين السعودي (شيعي) نمر باقر النمر.
ومن شأن زيادة التوتر بين السعودية وإيران المنتجين الرئيسيين للنفط، زيادة عدم القدرة على التنبؤ بأسعار النفط التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها لعدة سنوات في عام 2015 وسط وفرة في المعروض.
وتسود توقعات بأن تضخ إيران مزيداً من النفط خلال العام الجاري، الأمر الذي مثل عاملاً رئيسياً في تراجع النفط بعد اتفاق دولي بشأن برنامجها النووي يمهد الطريق لرفع العقوبات الغربية وبدء الإقبال على شراء نفطها.
وقالت إيران التي تحتل المرتبة الثالثة في إنتاج النفط بالشرق الأوسط العام الماضي، إنها تعتزم زيادة صادراتها النفطية بمقدار 500 ألف برميل يومياً بمجرد رفع العقوبات.
ويعمل تدهور العلاقات السعودية الإيرانية أيضاُ على زيادة الخلافات بشأن السياسة النفطية داخل “أوبك”، التي تنتج نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط.
ويسود انقسام داخل “أوبك“، حيث يحرص كبار المنتجين مثل السعودية والكويت على الحفاظ على الإنتاجية العالية لحماية الحصة السوقية في مواجهة الدول المنتجة من خارج “أوبك”، في حين أن صغار المنتجين داخل “أوبك” مثل إيران وفنزويلا يحثون المنظمة على خفض الإنتاج الكلي لمواجهة استمرار نزيف الأسعار.
وبسبب هذا الانقسام بين الدول الأعضاء في “أوبك”، تضاءل نفوذ المنظمة في أسواق النفط.