تقرير عن ندوة عبر الانترنت بعنوان ” الخسائر البشرية لنظام الملالي في سوريا واسبابها”

انعقدت يوم الاثنين 04 كانون الثاني / يناير ندوة عبر الانترنت بعنوان ”الخسائر البشرية لنظام الملالي في سوريا واسبابها” بمشاركة كل من السيد احمد رمضان عضو الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والسيد صالح حميد ناشط حقوق الانسان من الأهواز ود. سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
 واستهل الندوة الدكتور زاهدي بقوله انه  في شهر حزيران من العام الماضي أعلنت وكالة الأنباء الحكومية الرسمية الإيرانية «إرنا» أن 400 شخص من الإيرانيين من قوات النظام لقوا مصرعهم في سوريا. وشاركت قوات الحرس التابع لنظام ولاية الفقيه في سوريا من بدايات الثورة السورية، لكن التدخل العسكري للنظام الإيراني تعاظم في بدايات العام 2013 وتعيين حسين همداني من قبل خامنئي قائدا لقوات الحرس في سوريا والزجّ بقوات حزب الله والميليشيات العراقية إلى الساحة السورية. وهذه الوتيرة كانت مستمرة حتى أواسط العام 2015.هناك  تقارير سرية من داخل النظام الإيراني حصلت عليها المقاومة الإيرانية بشأن أحداث سوريا تضمّ معلومات دامغة عن التطورات الجارية آنذاك هذه التقارير تعود إلى شهري مايو وحزيران من العام 2015 وتتحدث عن واقع جبهات المعارك خاصة بعد الهزائم التي مني بها النظام الإيراني وحليفه بشار الأسد في إدلب وجسر الشغور ودرعا وغيرها بعد هذه التطورات الميدانية أعلن النظام رسمياً أنه خسر 400 عنصر من قواته. ولاشك أن هذا الرقم لايشمل جميع الخسائر حيث أننا قرأنا في التقرير الداخلي أن في معركة واحدة خسر النظام 100 عنصر من قواته. المهم أن هذه  المعلومات وهذه الخسائر كانت تشير إلى انتهاء مرحلة في حرب نظام ولاية الفقيه ونظام بشار الأسد ضد أبناء الشعب السوري وفشلهما في المعارك. ويمكن تحديد بداية نهاية هذه المرحلة بتطورين كبيرين أحدهما في سوريا المتمثل بتوحيد القوى السورية صفوفها في جيش الفتح في الشمال وتوحيد القوى الأخرى في الجنوب في الجيش الأول. والتطور الثاني تمثّل في عاصفة الحزم وتشكيل الإئتلاف العربي بقياده السعودية لوضع حدّ لممارسات النظام الإيراني في المنطقة وتحديداً تقليم أظفاره في اليمن.
 المرحلة الثانية تبدأ من هزيمة ولاية الفقيه في سوريا. ولأن النظام الإيراني لايمكن له خسارة سوريا بسبب الحسابات الستراتجية، فالتجأ إلى روسيا للتدخل، وزار قاسم سليماني موسكو في آب 2015 واجتمع ببوتين. في هذا اللقاء اتفقا على التدخل الروسي وقيامها بشنّ غارات جوية مكثفة على «الارهابيين» المعارضين وفي المقابل تعهد النظام الإيراني أن يجعل من تدخله حالة جديدة بزيادة قواته حتي يستطيع من استعادة الأراضي المسيطرة عليها المعارضة بإسناد الغارات الجوية الروسية. وهذا معناه قبول نهاية هيمنة النظام الإيراني على الأرض السورية. بعد ذلك هرع بوتين للقاء بخامنئي في طهران في 23 نوفمبر الماضي. فتعهد خامنئي أمام بوتين بأن تتولّى قوات الحرس الإيراني الهجمات البرية في المعارك وأن روسيا تقوم بالغارات الجوية والقصف. هذه هي المرحلة الثانية من حرب نظام ولاية الفقيه ضد أبناء الشعب السوري، وهذه المرة في تحالف مع روسيا، وهذه الحرب بدأت مباشرة بعد بداية الغارات الجوية الروسية. لاشك أن القوات التابعة لنظام ولاية الفقيه وقوات بشار الأسد استطاعت تحت القصف الروسي العنيف من تحقيق بعض التقدم التكتيكي، لكن استراتيجيا لم تتغير المعادلة السورية وموازنة القوى على الأرض. لكن عسكريا وعلى الأرض لم تكن حصة الملالي سوى مزيد من الخسائر كماً ونوعاً. صحيح أن نظام الملالي ضاعف من حجم قواته ثلاث مرات وجاء  بما مجموعه أكثر من 30 ألفا من القوات التي كانت التقارير الداخلية تؤكد عليها. وهذه القوات مكوّنة من نخبة قوات الحرس ومن حزب الشيطان ومن مختلف ميليشيات الشيعة العراقيين من حركة النجباء، ولواء ابولفضل العباس، وقوات منظمة بدر، وعصائب أهل الحق و… ولواء الفاطميون من الأفغان والزينبيون من باكستانيين، وأخيرا وليس آخرا من أهل سنة بلوتشستان باسم «نبويون» و من بلدان أخرى. كان هناك حديث جاد أيضا عن مجيء ثلاثة آلاف من النيجريين. ما شاهدناه على الأرض هو أنه منذ بداية القصف الروسي وتطبيق الخطة أو المرحلة الجديدة من الحرب تضاعف سقوط كبار جنرالات الحرس واحداً تلو آخر. وفي هذا المجال يكفي أن نشير إلى سقوط حسين همداني بصفته أشرس قائد ميداني في قوات الحرس، وإصابة قاسم سليماني الذي يعتبر اليد اليمنى لخامنئي وهو الذي كان يدير الحكم في سوريا وفي العراق واليمن ولبنان أيضا. كما أن حوالي 20 من جنرالات الحرس سقطوا قبل وبعد التدخل الروسي، و هؤلاء أسماؤهم معروفة ولايستطيع النظام التستر على سقوطهم بسبب شهرتهم بين قوات الحرس ورجالات النظام. الحقيقة أن نظام ولاية الفقيه لم يستطع من تعبئة القوات بهذا المعنى إلا  في الحرب الإيرانية العراقية وأوضح دليل على عدم إمكانية تحمل هذه الخسائر من قبل النظام لجوئه بقوات  مرتزقة له من البلدان الأخرى. في الوقت الحالي هناك حوالي ثلاثين ألف شخص تابع لنظام الملالي في سوريا، بينهم حوالي 5 آلاف منهم من قوات الحرس و 25 ألفا منهم من العراقيين واللبنانيين والأفغان والباكستانيين وغيرهم. هذه التركيبة تقول أن نظام ولاية الفقيه لايقدر تعبئة قوات إيرانيين للقتال في سوريا. 
و اكد الدكتور احمد رمضان من أئتلاف الوطني السوري في مداخلته بان النظام الايراني على مدى اكثر من 35 او 36 سنة وحجم المؤسسات التي بناها، الان بعد كل تلك السنوات وكل المبالغ والاستثمارات التي دفعها في عديد من البدان نجد أن النظام الايراني فعليا يتراجع علي المستوي الستراتيجي ليس فقط عندما وقع على الاتفاق النووي ولم يخرج بشئ الذي كان يعد به ولم يعد يستطيع أن يتحدث عن الانتصار كما روج في البداية لكن ايضا أن النظام الايراني خلال العقود الاخيرة حاول أن يقيم مجموعة من المواجهات والمعارك خارج ايران لاستثمارها في الداخل الايراني و استثمارها ايضا في العلاقات مع والولايات المتحدة  والغرب ولكن اكتشف نظام أنه لم يستطع فعلا استثمرها لا في العلاقة مع الغرب و لا في الحصول علي الخيار النووي الذي سعي اليه و ايضا هو الان يتفقر من ناحية الفعلية و اصبح نظام الايراني رمزا للفوضي ورمزا للارهاب ورمزا للعدوان ليس فقط في منطقتنا بل في كثير من الدول والان نجد أن مشروع ايران في اليمن يتراجع ويلفظ انفاسه الاخيرة و هو غير قادر الان فعلا أن يعتبر نفسه في حالة التقدم. مشروع ايران في العراق ايضا ضرب  وتحول الي عبء اليها والي المجموعة التي تمثلها في النظام العراقي و ايضا اهم من ذلك هو مشروع ايران في سوريا. ايران استثمرت في سوريا ليس حديثا منذ مجيئ هذا النظام الى الحكم في عام 1979 و هو يتمتع بعلاقات وثيقة مع نظام حافظ الاسد و بعد ذلك مع بشار الاسد و خلال منذ عام 2000 وحتي الان بدعت مرحله التغول والهيمنة علي مفاصل النظام في سوريا حتي قال لي مسئول عربي مرة أنه يعتقد أن سيطرة الحرس الثوري علي مطار دمشق تفوق سيطرته علي مطار تهران نفسه أي أنه يستطيع أن يتصرف في مطار دمشق بما لايستطيع أن يتصرف به في مطار تهران نفسه أنا أتحدث هنا قبل عام 2011 ، هناك سيطره علي اجهزة الامن،كانت قناة العالم علي سبيل المثال، من خلال مكتبه المرتبط بالقصر الجمهوري في دمشق لديها القدرة وصلاحية للبث المباشر من داخل سوريا دون العودة الي أي جهه امنية بينما تلفزيون النظام السوري لم يكن يستطيع البث المباشر بمعني استخدام اجهزة البث المباشر دون حصول علي موافقة امنية. واضاف السيد رمضان ربما يكون من المفيد الآن ان يتم عقد مؤتمر يضم القوى المعارضة السياسية في العربية والإيرانية ويضم ايضا القوى الشعبية في الطرفين لتوجيه رسالة للعالم بان هذا النظام في إيران لا يعبر عن الشعب الإيراني وايضا انه نظام معزول في الداخل وليس فقط في الخارج .. نحن دائما نقول نحن كعرب لسنا ضد الشعب في إيران على الاطلاق لكن ضد نظام يقوم بممارسات تضر الشعب الإيراني وتضر ايضا بالعرب وتضر بشعوب المنطقة عموما.
وفي مداخلته اشار السيد صالح حميد الى الخلافات الإيرانية الروسية مؤخرا حول تقاسم الأدوار في سوريا فصرح بعض المسؤولين في الخارجية الإيرانية على سبيل المثال المسؤول السابق لدائرة الشرق الاوسط في حكومة احمدي نجاد السيد جاويد قربان اوغلي كشف عن وجود الخلافات بين ايران وروسيا حول ادارة الصراع في سوريا وكشف ان الايرانيين يشعرون بان روسيا تريد ان تستثمر تضحياتهم هناك اي الاعداد الكبيرة للقتلى والانفاق المالي على حساب قوت الإيرانيين والخسائر كلها تدفعها إيران وبالنهاية روسيا هي التي تمسك بالملف السوري وفي الواقع ان الاوساط الإيرانية تقول ان النظامين الإيراني والسوري كلاهما اصبح مصيرهما بيد روسيا فيما يتعلق بالشأن السوري ومستقبل التغيير في سوريا وفي الواقع هذا ما خلق تذمرا داخليا في إيران وحتى على المستوى الشعبي الايرانيون يرون بان هذه التضحيات الكبيرة التي تقدمها إيران وهي التضحيات بنخبة الحرس الثوري وكذلك المليارات التي ينفقها النظام الإيراني وهناك 15 مليونا إيراني يعيشون تحت خط الفقر وارتفاع معدلات البطالة والإدمان والأزمات المعيشية التي تعيشها الشعوب في داخل إيران كل هذا يتم على حساب الشعب الإيراني ولم يحقق خلال السنوات الخمس الماضية اي مردود ايجابي على واقع الإيرانيين انفسهم في الداخل او حتى على سمعة إيران مع جوارها او مع سمعة إيران الدولية ايضا.  واستمرار هذا الدعم يزيد من التذمر الشعبي في داخل إيران. وهذا ما يجب ان ينتبه اليه خاصة الاخوة في المعارضة السورية. ثم تطرق السيد صالح حميد إلى التصعيد الذي حصل اخيرا بين دول الخليج العربية وإيران وبالمعارضة الإيرانية وبالاصوات التي تنادي بالتغيير والديمقراطية في إيران هناك تذمر شعبي كبير واسع ليس فقط من جانب المعارضين بل من قبل الاقليات القومية والدينية والاعداد المترفعة للإْعدامات في إيران وصلت الى ذروتها خاصة خلال حقبة روحاني الذي يدعي بانه معتدل..احدى تجليات هذا التذمر الشعبي هو تدخل النظام الإيراني في سوريا. واضاف السيد حميد بان مصير قاسم سليماني غامض وتحاول وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني وخاصة ما يتبع للحرس الثوري ان تتكتم على مصيره وكما نعرف ان المعارضة السورية هي التي استهدفته في معارك حلب بصاروخ تاو مع ثلاثة ضباط آخرين وهولاء الضباط قتلوا حسب مصادر المعارضة الإيرانية و المعارضة السورية ولكن مصير سليماني مازال مجهولا وحتي انه لم يحضر الشهر الماضي في ندوة كان مقرر ان يلقي كلمة خلالها وايضا تعيين جنرال جديد بدلا عن حسين همداني الجنرال الذي قتل في شهر نوفمبر الماضي وعدم التطرق إلى مصير سليماني، يزيد من حدة الخلاقات والخسائر الكبيرة التي مني بها الحرس الثوري. واختتم السيد صالح حميد مداخلته بمطالبة المعارضة السورية والدول العربية بالوقوف إلى جانب المعارضة الإيرانية والى جانب الشعب الإيراني الذي يتذمركثيرا من النظام الحاكم في إيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *