تفاقمت السجالات والصراع على السلطة الداخلية لنظام الملالي بشكل غير مسبوق عشية مسرحية انتخابات البرلمان ومجلس الخبراء وسط تخطيط خامنئي لحذف مرشحين من الزمرة المنافسة. ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه نظام ولاية الفقية أزمات داخلية وخارجية عديدة بعد قبول الإتفاق النووي و الهزائم المتتالية التي اصيب بها في سوريا .
و من جانب آخر بينما يرفض ويقاطع الشعب الإيراني هذه المسرحية السخيفة أكثرمما مضى يمهد خامنئي الأرضية لأعمال الغش والتزوير بأعداد نجومية وإعلان أعداد وأرقام هائلة. انه أكد لخطباء صلاة الجمعة بصراحة أن «المسألة الهامة في الإنتخابات حضورأغلبية الناس، كلما يشارك عدد أكثر كلما يزيد تحصين النظام واعتبار البلاد أكثر… والإنتخابات بحمدالله حرة وهي تشكل سمعة و اعتبارا للنظام خارج البلاد. وحقا ان هذه الانتخابات محل اعتبار ومصداقية للنظام في المناخ العالمي. اذن تعتبر الإنتخابات نفسها امرا هاما للغاية ونعمة كبيرة. البعض يحبون أن يدقوا على طبل عدم الاطمئنان من الانتخابات ويعد ذلك عادة سيئة ومرض سيئ، الانتخابات نزيهة… ولا توجد مخالفات منتظمة اطلاقا….[لا يجب] أن يدعي أحد أن في الإنتخابات جرت خيانة اوأعمال تزوير… كانت الانتخابات نزيهة في جميع الادوار».(موقع خامنئي-4كانون الثاني/يناير2016)
وكتبت وسائل الإعلام الحكومية يوم 5كانون الثاني/يناير نقلا عن احمد جنتي من المقربين لخامنئي ورئيس مجلس صيانة الدستور قوله إن بعضا من المرشحين لمجلس الخبراء« من المقامرين ومن وشاربي الكحول والفاسدين من حيث الاخلاق. والبعض الآخر من المدنيين اللابسين السترة والبنطلون وهناك بعض النساء. اولئك المنهزمون في المجال السياسي يسعون للجلوس على مقاعد البرلمان من جديد… هؤلاء الأفراد اذا استطاعوا أن يحصلوا على الأكثرية في مجلس الخبراء فهم يستدرجون عناصرهم المندسين في المجلس وفي حال عدم تحقيقه يشكلون اقلية قوية قادرة على التعبير لارباك عمل المجلس واعاقة الأمور للأكثرية وعند توفيقهم في الأمر لاسمح الله يريدون ان يثيروا موضوع مجلس القيادة في الخبراء. ان طرح موضوع مجلس القيادة أمر سيئ وقبيح. القوة تأتي عندما تتمركز القيادة في يد شخص واحد والا ستتوزع السلطة بين عدة افراد»
ومن جانب آخرقام «تجمع المدرسين المناضلين» و« جمعية رجال الدين المناضلين» المحسوبين على زمرة خامنئي وفي اجراء عدائي بحذف اسم رفسنجاني من قوائمهما لمجلس الخبراء.(وكالة أنباء فارس المحسوبة على قوات الحرس -6كانون الثاني/ يناير2016). فيما كان رفسنجاني في قوائمهما عادة.
وأكد خامنئي في تصريحات له لخطباء صلاة الجمعة « اذا كان شخص غيرصالح، فلايجوز له المشاركة… في اي مكان توجد فيه الإنتخابات- واذا كان شخص غير مؤهل ونحن نغض النظرعنه…فمعناه ابطال حق الناس، وتخريب حق الناس وهذا ضد حق الناس» كما أعرب عن ذعره من تكرار انتفاضة عام 2010 مشددا على وجوب «قبول نتيجة الإنتخابات من قبل الجميع» وأضاف أن في عام 2010 طرحوا كلاما منكر ومستهجنا أن في الانتخابات جرت عملية تزوير و لابد ان تعاد الإنتخابات؛…لا اعلم متى تعوض هذه الخسائر التي تحملناها عام 2010؟ ومازالت لم تعوض».
ان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أكد في اجتماعات النصف السنوي للمجلس التي انعقدت في 19و20 ديسمبر/كانون الأول 2015 أن« مسرحية انتخابات البرلمان و مجلس الخبراء لنظام الملالي- مثل الانتخابات الأخرى للنظام التي ما هي الا صراعات بين عناصر تابعة للولي الفقية ضد الشعب الإيراني- سيتم رفضها ومقاطعتها من قبل المواطنين وجميع القوى الإيرانية التحررية. لقد تحولت هذه المسرحية من الان إلى مشهد للصراعات والنزاعات بين العصابات الحكومية المتخاصمة. الموضوع الرئيسي لصراعات النظام الداخلية هو ايجاد حل لانقاذ النظام من مهلكة الأزمات التي تهدد كيان النظام برمته. إن السجالات في مسرحية الإنتخابات وتحذيرات زعماء الاجنحة المنافسة اليومية تعكس موقع الولي الفقيه المنكوب من جهة ومن جهة آخرى تعكس ذعر كل النظام من الانتفاضة وهبة الشعب الايراني إثرالشرخة والانشقاق في قمة السلطة