الطفل الذي تشاهدونه في الصورة وهو ميت واحد من 50 ألف مواطن من بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق. ويقول تقرير لقناة الجزيرة في 3 كانون الثاني أن الحصار والتجويع اللذين اعتمدهما النظام السوري أدىا الى موت العديد من السكان. وكشف اسامه خريطة من قياديي حركة أحرار الشام الذي خرج من المنطقة عن صور التقطها بهاتفه النقال ان المجاعة الشديدة التي تكابد سكان مضايا والزبداني أجبرتهم على أكل الحيوانات مثل الكلب والقطة والأعلاف وأوراق الأشجار وحتى العلب البلاسيكية… 50 ألفا من سكان الزبداني عاشوا عدة أشهر في الجوع وكان النظام الآسدي يمنع وصول أي نوع من الطعام اليهم منها حليب الأطفال والدواء والوقود. الحصار كان يرافقه انقطاع الكهرباء وقصف المواطنين بمختلف الأسلحة…
طبعا من يهتم بأخبار اليمن فقد قرأ أخبار تعز منها ما نقلته الجزيرة في 12 ديسمبر حيث كانت تؤكد أن الميليشيات الحوثية وعناصر الديكتاتور المخلوع علي عبدالله الصالح تمنع وصول قناني الاوكسيجن الى مستشفيات تعز وهذا النقص أدى الى وقف عمل المستشفيات. المراكز الطبية في المدينة تعرضت للقصف من قبل عناصر علي عبدالله الصالح.
أو نموذج آخر ورد يوم 2 كانون الثاني في تقرير منظمة الغذاء العالمي : «عشرة محافظات يمنية منها محافظة تعز تكابد الأمن الغذائي… المانع الرئيسي للاغاثات الانسانية هو ميليشيات الحوثيين الذين حاصروا مدينة تعز وتسببوا في خلق أزمة انسانية».
لو أمعنا النظر في هذه النماذج لوجدنا مشاهد أخرى من هذا القبيل في سوريا واليمن والعراق فتصيبنا الدهشة.
ولكن من الأحرى أن نفكر في جذور هذا التطبع المعادي للانسانية والهمجية التي تشبه سلوكيات النازية في معسكرات الاشوويتز وداخائو وربما أسوأ من ذلك . تحويل المستشفيات الى قواعد عسكرية وفرض الحصار على المدنيين وقطع المياه والطعام والأدوية على المدن ومخيمات اللاجئين. قصف المخيمات وتعذيب المعتقلين في السجون حد الموت وتمثيلهم وخرق رؤوسهم بالمثقاب وحرق الأسرى واطلاق الرصاص على أفراد مكبلي الأيدي العزل واغتصاب السجناء…
في هذا البحث نصل الى عبارة واحدة تتكرر في أدبيات المقاومة بكثرة وهي الفاشية الدينية. الفاشيون هم كانوا أتباع هتلر الذين كانوا يمارسون في معسكر الاشوويتز التجويع لمدد طويلة لكي يتحول الناس الى مجرد عظام ثم قتلهم في غرف الغاز وتحويلهم الى رماد. ثم نرى قبل بشار الأسد وسوريا والعراق واليمن اذا راجعنا قليلا الى الوراء نجد هذه الأعمال في سجن كهريزك وفي ايفين قد تكررت عدة مرات!
وكمثال على ذلك جاء في جانب من تقرير احمد شهيد المقرر الخاص المعني بحقوق الانسان في ايران في مارس / آذار 2012: «عدد من الأفراد الذين هم على صلة بسجن اروميه وسجن رجايي شهر أفادوا أن السجناء السياسيين مازالوا محرومين من الوصول الى الخدمات الطبية ما أدى الى موت مالايقل عن سجينين بينهم منصور رادبور في سجن رجايي شهر».
أو: تاجر السوق المسجون محسن دوكمه تشي كان يعاني من السرطان المتقدم وتم منعه من العلاج بالطريقة الكيمياوية وتوفي جرائه في السجن.
كلما نرجع الى الوراء نجد نماذج عديدة. من مسلسل الاغتيالات من مجزرة 30 ألف سجين سياسي كان بعضهم مشلولين وتم سحبهم من الأسرة الى خشبة الاعدام الى أن نصل الى منبع هذا التعامل البربري، الى خميني الذي كان يقول «اننا نريد خليفة يبتر الأطراف ويرجم…». واذا نظرنا الى مشاهد اليوم مازلنا نجد نماذج من أعمال خلفاء خميني:
السجين السياسي علي معزي يعاني مرض سرطان البروستات ومرض الكلى وأمراض أخرى. وعندما كان يخضع لعلاج سرطان بروستات، حيث تم اعتقاله ومنذ ذلك اليوم ولحد الآن يمنعونه من تلقي العلاج بشكل جاد.
ونموذج آخر كان مهدي فتحي في أشرف الذي تحول الى هيكل عظمي اثر الحصار الطبي فقضى نحبه.
كما أن الحصار الدوائي والطبي المفروض على السكان سواء في أشرف أو ليبرتي لحد الآن تسبب في استشهاد 26 مريضا أو جريحا. وفي الهجوم على أشرف في الأول من ايلول 2013 استشهد 52 من السكان مكبلي الأيدي برصاص في الرأس.
الحظر والحصار على مخيم ليبرتي وبعد اطلاق 80 صاروخا وسقوط 24 شهيدا مازالا مستمرين.
هذه نماذج من أعمال بديعة لخلفاء خميني ممن تربوا على حاضنة نظام خميني والمتعاونين معهم حيث مازالت مستمرة. ومازلنا نسمع أخبارا عن أعمال القصف التي تطال المواطنين في زملكا وعزه ودير العصافير في الغوطة الشرقية في ريف دمشق من قبل الطائرات الروسية حيث تحصد أرواح مدنيين بينهم أطفال ونساء بالاضافة الى اصابات.
ولنتذكر كم من المتشردين السوريين والعراقيين و… ألقوا أنفسهم الى مياه البحر الأبيض المتوسط ليصلوا الى بر الأمان ولكن المياه قد أعادتهم جثثا هامدة..
نعم.. الجرائم مستمرة وعرفنا جذورها… ويجب أن نتذكر الواجب الوجداني. الشعب المحاصر في بلدات سوريا يعاني الجوع الذي يفرضه بشار الأسد..