هز انفجار قلب منطقة السلطان أحمد التاريخية في اسطنبول، اليوم الثلاثاء، مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى على الأقل و15 مصابا وذكرت تقارير إعلامية محلية أن الهجوم ربما كان انتحاريا.
وقال مسؤولان أمنيان كبيران لرويترز إن هناك احتمالا قويا لأن يكون تنظيم الدولة الإسلامية وراء الانفجار.
وتناثرت الجثث على الأرض في ساحة السلطان أحمد قرب المسجد الأزرق وآيا صوفيا وهي نقطة جذب سياحي رئيسي في أكثر المدن التركية سكانا. وقال شرطي وشاهد في المكان إنهما شاهدا أيضا جثثا وأشلاء.
وقالت قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية التركية إن سياحا من ألمانيا والنرويج يبن المصابين. وقال مسؤول من شركة سياحية لرويترز إن فوجا سياحيا ألمانيا كان في المنطقة عندما وقع الانفجار إلا أنه ليست هناك معلومات على الفور حول ما إذا كان أي من أفراد الفوج أصيب.
وقالت وزارة الخارجية النرويجية اليوم إن نرويجيا أصيب في الانفجار ويتلقى حاليا العلاج في مستشفى بتركيا.
وذكرت المتحدثة باسم الوزارة لرويترز أن إصابته “لا تهدد حياته”.
وقالت وكالة دوجان للأنباء إن ستة ألمان ونرويجيا ومواطنا من بيرو من بين المصابين.
ويأتي الهجوم الذي وقع في قلب واحدة من أكثر مدن العالم جذبا للسياحة في وقت تقاتل فيه تركيا مسلحين أكرادا في جنوب شرق البلاد ومقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية عبر حدودها الجنوبية في سوريا والعراق.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم إلا أن أكرادا ويساريين وإسلاميين نفذوا من قبل هجمات في تركيا.
وقال مكتب حاكم اسطنبول إن السلطات تحقق لتحديد نوع المتفجرات المستخدمة والجهة المسؤولة عن الانفجار.
وقالت السائحة الكويتية فرح زماني (24 عاما) التي كانت تتسوق في أحد الأسواق المغطاة مع والدها وشقيقتها “سمعنا صوتا عاليا ونظرت إلى السماء حتى أرى إن كانت تمطر لأني اعتقدت أنه صوت رعد ولكن السماء كانت صافية”.
وقالت قناة خبر ترك التلفزيونية إن الانفجار ربما نجم عن هجوم انتحاري لكن لم يتأكد هذا من مصدر مستقل. وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان ونقلت المصابين فيما طوقت الشرطة الشوارع خشية وقوع انفجار ثان.
وقالت امرأة تعمل في متجر قريب للتحف لرويترز دون أن تكشف عن اسمها “كان صوت الانفجار عاليا للغاية. شعرنا باهتزاز قوي وجرينا ورأينا أشلاء.”
* الاشتباه في صلات بإرهابيين
عقد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اجتماعا طارئا في أنقرة مع وزير الداخلية وقادة الأمن. وقال مسؤول كبير إنه يشتبه أن يكون للهجوم “صلة بإرهابيين”.
وقبل عام فجرت انتحارية نفسها في مركز للشرطة في نفس الساحة مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة آخر. وأعلنت جماعة يسارية في بادئ الأمر مسؤوليتها عن الهجوم إلا أن مسؤولين قالوا بعد ذلك إنه يعتقد أن منفذة الهجوم لها صلات بإسلاميين متشددين.
وأصبحت تركيا هدفا لتنظيم الدولة الإسلامية إذ ألقي باللوم على التنظيم المتشدد في انفجارين وقعا العام الماضي أحدهما في بلدة سروج القريبة من الحدود السورية والآخر في العاصمة أنقرة وقتل فيه أكثر من مئة شخص.
وتصاعد العنف في جنوب شرق تركيا منذ انهيار اتفاق وقف لإطلاق النار دام لمدة عامين في يوليو تموز بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل منذ ثلاثة عقود من أجل حكم ذاتي للأكراد.
ولكن حزب العمال الكردستاني تفادى بوجه عام مهاجمة أهداف مدنية في مراكز حضرية خارج جنوب شرق تركيا في السنوات الأخيرة.
وقال علي إبراهيم بيلتيك (40 عاما) الذي يدير كشكا للوجبات الخفيفة والمشروبات في الساحة “تدفقت عربات الإسعاف وعلمت أنها قنبلة على الفور لأن نفس الأمر حدث هنا العام الماضي. هذا ليس جيداً بالنسبة لتركيا لكن الكل كان يتوقع هجوماً إرهابيًا”.
وفرض مكتب داود أوغلو حظر نشر تماشيا مع قانون يسمح باتخاذ مثل هذه الخطوات عندما يكون هناك احتمال إضرار بالأمن القومي أو النظام العام.