تحت هذا العنوان انعقدت ندوة مساء الاثنين د11 كانون الثاني / يناير عبر الانترنت بمشاركة كل من معالي. بسام العموش نائب اردني ووزير وسفير سابق في إيران ود. محمد السلمي كاتب وباحث سعودي مختص في شؤون إيران والسيد أحمد كامل ناشط اعلامي من المعارضة السورية ود. سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
فاستهل د. سنابرق زاهدي حديثه بالإشارة إلى الوقائع الأخيرة وقال إن مبادرة المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الملالي كانت خطوة مشرّفة وجرئية وضرورية. ولحسن الحظّ شاهدنا أن العديد من الدول العربية والإسلامية أيدت هذه المبادرة إما من خلال قطع علاقاتها مع نظام الملالي او من خلال تقليص مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع هذا النظام. وأكثر من ذلك شاهدنا الموقف القوي من دول الخليج العربية في الرياض وكذلك موقف وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة في تأييد المبادرة السعودية.
ثم جاءت إلاعيب نظام ولاية الفقيه للقيام باعتقال مسؤل أمن السفارات في طهران والقيام باعتقال بعض المشاركين في عملية اقتحام السفارة وحرقها وكذلك رسالة رسمية إلى مجلس الأمن في إدانة هذا التصرف و… لاشك أن هذه الألاعيت لاتنطلي على أحد حيث أن لايشك أحد أن الهجوم على سفارة بلد بحجم السعودية لايمكن إلا وأن قراره أتخذ من أعلى السلطات في إيران. وهؤلاء عناصر البسيج الذين جاؤوا لاقتحام السفارة كانوا مؤتمرين بأمر قادتهم.
ثم أضاف د. زاهدي لانريد سرد هذه الأحداث لأن الجميع يعرفونها لكنني أريد أن أشير إلى نقطة مهمة وهي مغزي هذا التصرف الإجرامي حيث أنه جاء في ظرف سياسي خاص وهو أن نظام ولاية الفقيه يعيش مرحلة متأزمة جداً في حياته حيث أنها اضطرت خلال العام الماضي بالاتفاق النووي وبالرغم الامتيازات التي أعطاها الغرب لهذا النظام لكن المهم أن خامنئي تراجع عن الخطوط الحمر التي رسمها مرات وبذلك تنازل عن أحدى ركائز حياته وهي القنبلة النووية. النظام استغل المفاوضات مع الغرب ليصول في البلدان الأخرى يتحدث عن الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط من جهة وإلى باب المندب من جهة أخرى. فجاء الحادث الثاني والصاعق الذي أيقظ هذا النظام من عميق أحلامه وهو عملية عاصفة الحزم التي جاءت لتضع حداً لتمادي هذا النظام في التوسع. متزامنا مع هذين الحدثين كانت التطورات التي شدتها ساحة سوريا في النصف الأول من العام الماضي حيث تقدمت قوات المعارضة في شمال وجنوب سوريا ووصولوا إلى نقطة تهديد اسقاط بشار الأسد وهنا شعر نظام الملالي بالهزيمة في سياسته في سوريا فالتجأ إلى روسيا للتدخل. لكن دخول العامل الروسي أيضاً لم يستطع من تغيير المعادلة الستراتيجية وهنا تلقى نظام الملالي الهزية الرابعة حيث أن جنرالات حرسه بدأوا يتساقطون في أرض سوريا.
في هذه الظروف جاء قطع العلاقات الدبلوماسية وغيرها، ولذا يجب أن ننظر إلى ردود فعل النظام الإيراني بأنها تأتي موقع ضعف. ويجب أن ننظر إلى المعادلة كما هي بأن نظام الملالي محاصر بأزمات قاتلة ويجب الحديث معه بلغة القوة والحسم والحزم أي اللغة الوحيدة التي يفهمها. وعند ذاك يمكن وضعه عند حده دون أدنى شك.
وفي مجال فاعلية الإجرءات التي أتخذت وتتخذ ضد نظام ولاية الفقيه أشاره د. زاهدي إلى ضرورة وجود وإشراك عنصر إيراني فعال ومؤثر في المعادلة حتى تكون المعادلة متكاملة وذلك باشراك العنصر الإيراني الذي يمثل الشعب الإيراني وطموحاتي في الحرية والديمقراطية.
واشار الدكتور محمد السلمي كاتب وباحث سعودي مختص في الشؤون الإيرانيه في مداخلته : لا شك ان النظام الإيراني قام طوال ثلاثة عقود ونيف الماضية بكثير من العمليات التي استهدفت جيرانهم وليس العرب فحسب بل انه اضطهد الشعب الإيراني في الداخل حيث هناك مكونات عرقية واثنية ودينية كما ساهم هذا النظام في الفقر والفساد وانتشار المخدرات في المجتمع الإيراني. هذه العوامل الكبيرة انعكست على سياسة النظام الإيراني تجاه جيرانه العرب وشاهدنا في بعض المراحل كثير من الجزر والمد في العلاقات الخليجية الإيرانية والعلاقات الإيرانية العربية الان انها في المجمل اتسمت باتجاه واحد وهو التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وكذلك نشر الطائفية التي لم تكون موجودة في المنطقة قبل 1979 وكذلك دعم العمليات الإرهاربية في البحرين وفي شرق السعودية والكويت واليمن ولبنان والعراق… طيلة السنوات الماضية تعاملت هذه الدول تجاه إيران باسلوب دبلوماسي وسياسي وفقا للمعاهدات والمواثيق الدولية وكذلك الالتزام بحسن الجوار و… يبدوا انه نظام الملالي في طهران فهم هذه الرسالة بشكل خاطىء وترى ان منطقة الدول العربية مفتوحة لإعتداءاته…فلذلك نجد انه منذ عام 2011 نشاهد تصعيدا من التدخلات الإيرانية وكذلك الاستعراض العسكري والميليشي. ثم اشار الدكتور السلمي الى عاصفة الحزم قائلا ان هذا القرار جاء لمواجهة المشروع الإيراني ضد بلادنا والتصدي لهذا المشروع. … بعد ذلك جاء مشروع التحالف الإسلامي ليقول بان النظام الإيراني هو النظام الذي يدعم ويمول الارهاب في هذه المنطقة…. وشاهدنا في الكويت حيث تم العثورعلي خلية مرتبطة بالنظام الإيراني في حوزتها من السلاح والذخيرة تكفي القضاء على الكويت بكاملها وكذلك الحال بالنسبة للبحرين ومن هنا اتخذت المملكة العربية السعودية قرارها باعتماد عاصفة الحزم لصد هذا المشروع للنظام الإيراني لوضع حد للتدخلات الإيرانية . ثم اشار الدكتور السلمي الى السفارات التابعة لبلدان اخري والتي تعرضت لمداهمات واعتداءات من قبل النظام و ازلامه في إيران… وبعد الاعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل السعودية فقد شاهدنا اصطفافة عربية مباركة الى جانب المملكة العربية السعودية والقادم قد يكون اكبر. كانت ايران تريد ان تخرج من عزلته الدبلوماسية وان تكون بمستوى العولمة الان ان قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل دول المحور الجغرافي التي تحاصرها من كل جانب…ان هذا النظام اعدم 120 الف من الإيرانيين وثلاثين الف عام 1988 معظهم من مجاهدي خلق كما اعدم كثيرا من علماء السنة في إيران.
وقال الدكتور بسام العموش في مداخلته : النظام الايراني مشكلة للشعب الايراني ومشكلة للمنطقة كلها… الشعب الايراني مظلوم وايران من حيث المقدرات و الممتلكات النفطية و الطبيعية يجب ابنائها يعيشون في حالة من الرفاه و العيش الرخي، لاكن نحن نعلم أن الشعب الايراني يعيش حالة من الفقر يرثى لها . ..هذا نظام من اول يوم استلمه خميني اعلن تصدير الثورة و لما بدأت هذه الاعلانات، مباشرة الدول خشيت علي نفسها و بدأت تأخذ حذرها مما دعي النظام الايراني أن يغير اللهجه و اصبح لا يتحدث في الاعلام عن تصدير الثورة ولاكن سياسة تصدير الثورة مستمرة و كل السفارات الايرانية في العالم ما هي الا اوكار للتخريب .. ايران بدأت تنشا خلايا لها في معظم الاقطار العربية، انشأت خلية في لبنان، انشأت خلية في اليمن، بدأت تستخدم طلبة و تصنع عقولهم في مدينة قم عبر هولاء الايات ثم تخزنهم في بلادهم حتي اذا حانت الساعة التي يريدونها حركوهم وهذا ما نراه في حسن نصرالله هذا الذي اخذوه من لبنان ثم علموهم في قم وثم رجعوه وبعد فترة يتحدث كأنه رئيس الدولة ويمنع انتخاب رئيس الدولة في لبنان وهذه يعني ظاهرة غريبة جدا في السياق التاريخي و الاممي. ايضا الحوثي، انهم استضافوا الحوثي الكبير و بعد ذلك اتفقوا معه بدأت حركة الحوثي كانها اداة اخري في الجنوب .. المغرب يشكوا من تدخلهم، الجزائر تشكوا من تدخلهم وكذلك تونس…الحقيقة هذا النظام لا يؤمن بحسن الجوار ولا يؤمن بأن قيم همّه شعبه و داخل حدوده…. هم يقولون الموت لامريكا وهم الذين دخلوا مع امريكا الي افغانستان و هم كذلك الذين دخلوا مع امريكا الي العراق و هم الان الذين ينسقون مع روسيا و مع امريكا في الساحة السورية….بالنسبة سفاراتهم في سائر الدول، السفارة مثل بالاردن، السفير الإيراني في عمان – قبل سفيرين اوثلاثة- قبض عليه وهو ينشىء تنظيم مسلح داخل الأردن والأردن باعتبار عنده دبلوماسية عميقة لم يثير القضية في الإعلام ولكن طلب بهدوء ان يغادر الاردن ذلك السفير… وانا اجزم ان جميع الدول العربية تقيم العلاقات مع هذا النظام من باب مكافحة الشر من باب حتى لا يقال بان هناك معركة بين هذه الدول وبين النظام الإيراني.. وليس من باب مطمح خير من الملالي..واضاف الدكتور العموش هناك ايرانيون مظلمون والإيراني السياسي مثلا مجاهدي خلق هم ايرانيون وهم مطاردون حتي في العراق في الفترة الاخيرة بمخيم ليبرتي عبر ادوات (نظام) ايران..كنا تعودنا ان يحرق الناس علم اسرائيل الان يحرقون علم نظام الملالي وعمائم اصحاب الملالي….العرب يستطيعون دعم المعارضة الإيرانية وانني اطالب رسميا بان يتم الإعتراف بمجاهدي خلق كحركة سياسية ايرانية حتي لا يقال اننا ضد الإيرانيين نحن ضد نظام ولاية الفقيه ان تفتح لها مكاتب وان تمكنوا من الإعلام ….نحن لا نريد التدخل في الداخل الإيراني لكن من حق ايراني هذا الذي ظلم والذي طرد إلى العراق وطرد إلى بلاد الغربة اين يحتض من قبل الدول التي تتأذى من النظام الإيراني.
واما السيد احمد كامل فقد اشار في مداخلته : قطع المملكة العربيه السعوديه لعلاقاتها مع نظام الملالي في ايران كانت صدمة ثانيه هذا العام لنظام الملالي، الصدمة الاولي كان التدخل العسكري في اليمن، كانت صدمة كبيره، كان واضحا تماما من الضجيج الذي صدر عن نظام الملالي و اتباعه في كل المنطقه وخاصة المدعو حسن نصرالله أنهم مصدومون صدمة كبيره و انهم لم يكونوا يتوقعوا ذالك من المملكة العربية السعوديه وتحالف العربي. عند نظام الملالي قناعة تمامة بأن العرب يجب تعامل معهم بالعنف و التعالي و انهم يقولون ما لا يفعلون وجائت رد من خلال عاصفة الحزم بأن العرب احيانا يفعلون ما يقولون وجاء قطع العلاقات ليشكل الصدمة الثانية ايضا من الضجيح ومن الصراخ الذي صدر عن النظام الايراني واضح تماما بأنه مفاجئ كليا من الرد و أنه لم يكون يتوقع هذا رد، لا رد المملكة العربيه السعودية ولا انضمام الدول الاخري بهذا رد مثل البحرين و الكويت والامارات والسودان والدول الاخري. هذا رد ثاني تعد الصفعة الثانية التي تواجه ها المملكة العربيه السعوديه للنظام الايراني تعطي بعد صفعه اكبر وهي الحاجة إلى روسيا عندما استدعي النظام السوري، روسيا لكي تدافع عنه كان هذا اعلان رسمي بهزيمة نظام الملالي في سوريا وانه عاجز عن حماية عميله النظام السوري. اعلان رسمي ، فلا شك فيه ولا لبس فيه من أنه عاجز هو وحزب الله و كل عملائه في المنطقة و الميليشيات والكتائب العراقية والافغانية والباكستانية التي جلبها نظام الملالي إلى سورية كلهم هزموا. طلب تدخل روسيا يعني انه كل هذه العصابات التي يقودها نظام الملالي لم تنجح في تحقيق ما تريد و بتالي سوريه الان هي تحت سيطرة بدرجة اولي النظام روسي و نظام الملالي خسره سورية إلى حد كبير وهو يحاول بشتى وسائل أن يظهر للسيد الجديد، لسيد سوريا الجديدة الروسي، من أنه يستطيع أن يفعل شيئا ، يستطيع أن يخدم ولذلك زاد عدد قتلى النظام الايراني في سوريا ولأنه يحاول عن يظهر لروسي من أنه مفيد ، من أنه يستطيع أن يخدم من أنه روس يقصفوا في الجو وهو يتحرك علي الارض عن طريق الحرس الثوري و عن طريق عملائه حزب الله اللبناني والميليشيات العراقيه الطائفية والميليشيات الافغانية والباكستانية. هذه ثلاث صفعات متوالية على رأس نظام الملالي .. نحن الان مقتنعون من أن استمرارنا في الحياة الطبيعية، استمرار وجودنا في بلادنا مرتبط بنهاية هذا النظام الطائفي المتخلف العدواني الارهابي الذي هو النظام الايراني.