في مَوقعِ الإفتاءِ يَسْأَلُ سائل عن فِقْهِ ظُلمٍ مُضرَمِ
يا سيدي.. والحُلْمُ صار حقيقةَ المُتوهِّمِ
وتَحلَّقَت حولَ الموائدِ أنجُمي
أيجوزُ لي أنْ آكلَ الخبزَ المُضرَّجَ بالدمِ؟
أخشى وُلوجَ المأثَمِ؛
علمًا بأنّ الأرصفةْ – والأرغفةْ
شرِبتْ دَمًا للأهلِ غيرَ مُعلَّمِ – إذْ أمطرتنا القاذِفةْ
بعد انتظارٍ والرياحُ معَ الثلوجِ عَواذِلُ
وإذا بأفواهِ المنايا للدماءِ نواهِلُ
والجوعُ مُستَعِرٌ وأكبادُ الصِّغارِ تُعلَّلُ.
….
فأتاهُ ردٌّ بالدموعِ مُبَلَّلُ؛
يا سائلي.. إن كان خُبزَ الشامِ فهو مُحلَّلُ!!
فكُلوا وإن سُمِعَ الوجيبْ!
***
واسألْ ملوكَ العُربِ عمَّا صيَّرَ الخبزَ المُغمَّسَ بالدمِ؛
أُنشودةَ الشعبِ المُحاصَرِ باللظى المُتَجَهِّمِ،
أُعجوبةَ الثوراتِ إنْ تتكلَّمِ
واسألْ ضميرَ العالَمِينَ وقد غَفا
يصحو على قِططٍ تُدلَّلُ في سُويعاتِ الصَّفا
وعلى أضاحٍ إذْ تَوَحَّشَ ناحِروها بينما عَدَّ الطُّقوسَ تَخَلُّفا
ويغُضُّ طرْفًا عن: مَواجعِنا، نِصالٍ في مَخادِعِنا؛
تَلَمَّظُ وهْو ينتَحِلُ الوَفا – هذا هو الغَرْبُ المُدَجَّجُ بالنَّحيبْ!
***
يا حسرةَ المدنِ التي باتت مُدَنَّسَةَ الثَّرَى
وسحابةٍ ثكلى تُضمِّدُ جُرحَها والقَطْرُ عزَّ على الوَرَى
يا وردةَ الخبزِ استحيلي خِنجَرا؛
ما زال في حِضْنِ الجهادِ ملاذُنا مِن غدرِ بعثٍ مُفتَرَى
وغَدٌ لناظرِهِ قريبْ! — سوريا سوف تنتصر
***