تصل تقارير مروعة الى خارج العراق عن أعمال تطهير ومذابح منظمة وإعدام المواطنين السنة في محافظة ديالى وتفجير المساجد السنية، وبخاصة في المقدادية. وللأسف، فإن الحكومة العراقية وحكومة الولايات المتحدة لزمتا الصمت في مواجهة هذه الأعمال الوحشية التي ترتكبها الميليشيات التابعة لإيران والتي تعمل تحت قيادة هادي العامري.
وتقول تقارير محلية أكدتها مصادر مختلفة، عراقية وإقليمية، ان هذه الميليشيات الشيعية قد وجهت مهلة للسكان السنة في المقدادية للمغادرة على الفور أو مواجهة الموت. لا شك أن هذه الأعمال الوحشية جريمة ضد الإنسانية، وأن الصمت تجاه هذه الأعمال يزود داعش بالوقود ويعززه و يؤجج دوامة العنف في المنطقة.
وقال الرئيس السابق للجنة أمن محافظة ديالى حسين الزبيدي لقناة الجزيرة في 10 يناير/ كانون الثاني ان قتل المواطنين في المقدادية كان عملية معد لها مسبقا وبعد أن حدث الانفجار في مسجد نسب تفجيره الى داعش اتجهت ميلشيات هادي العامري التي كانت معدة مسبقا مباشرة الى مركز الشرطة وسيطرت عليه وبدأت بارتكاب جرائمها في محافظة ديالى.
كما قال محافظ ديالى السابق عمر الحميري في مقابلته مع قناة الجزيرة وقناة التغيير في 12 يناير ان ” أكثر من 90 شابا من أهالي حي العروبة وأهالي الحي العصري الآن (في المقدادية) قد أعدموا من قبل هذه الميليشيات وتم احراق المساجد على مرأى الشرطة وأيضا على مرأى الشرطة الاتحادية المتواجدة في المكان. الميليشيات تجوب المنطقة وتدخل الى المنازل واحدا تلو الآخر في عمليات اعدام منظمة تقوم هذه الميليشيات “. وأضاف “حتى الان، والميليشيات فجرت 10 مساجد سنية في المقدادية محملا منظمة بدر ومحافظ ديالى التابع لمنظمة بدر الذي يقوده هادي العامري التابعة لفيلق القدس الإيراني مسؤولية هذه المجازر.
ووفقا لتقارير موثوق بها، قتل اثنان من مراسلي قناة الشرقية لحد الآن على أيدي الميليشيات.
المحافظ الحالي في ديالى مثنى التميمي الذي هو من قادة ميليشيات 9 بدر ، أقصى المحافظ السابق في ديالى قبل بضعة أشهر واحتل مبنى المحافظة تحت تهديد السلاح باستخدام ميليشيات 9 بدر. انه يواصل العمل في هذه المنصب بطريقة غير شرعية رغم أن المحكمة العليا في العراق قد أصدرت قرارا بعدم شرعيته.
ويبدو أن النظام الإيراني الذي اضطر الى التراجع القسري من الطموحات النووية وتلقى هزائم نكراء في سوريا، قد لجأ الآن إلى المغامرة وارتكاب فظائع جديدة في العراق. اننا ومثلما حذرنا مرارا وتكرارا، نؤكد أن النظام الإيراني هو الذي لا يزال يعرقل المصالحة الوطنية والتضامن بين أبناء الشعب العراقي، مما يساعد على استمرار حياة داعش.
ان الجمعية الاوروبية لحرية العراق (EIFA) تؤكد ضرورة قيام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي باتخاذ تدابير حازمة وعملية جنبا إلى جنب البلدان الأخرى في المنطقة لإحباط التدخلات الايرانية الإجرامية والإرهابية في العراق و إحالة ملف تدخلات النظام الايراني في العراق الى مجلس الامن الدولي والمحاكم الجنائية الدولية.
ان المجتمع الدولي يتوقع من رئيس الوزراء حيدر العبادي، وضع حد لصمته وتقاعسه فيما يتعلق بفظائع ميليشيات هادي العامري في العراق، وبخاصة في ديالى، وأن يحل ويحظر بسرعة جميع الميليشيات. كما (EIFA)يحث على الفور المرجعية الدينية على التدخل الفوري لمنع الأعمال الوحشية التي ترتكبها المليشيات الشيعية.