تشهد مدينة “القصرين” التونسية، اليوم الأربعاء، حالة من الهدوء، عقب احتجاجات اندلعت شرارتها، الأحد الماضي، إثر وفاة أحد العاطلين عن العمل في حادثة صعق كهربائي.
وقال مصدر إعلامي من المدينة إن الهدوء يسود المدينة، في حين ما تزال وحدات عسكرية منتشرة أمام المقرات الحكومية، كما تتواجد وحدات أمنية في عدد من الشوارع الرئيسية، وفقاً للألمانية.
وبدأ التوتر في المدينة إثر تشييع جنازة الشاب رضا اليحياوي، الذي سقط من أعلى عامود كهربائي، أثناء احتجاجه مع عدد آخر من العاطلين عن العمل ضد نتائج انتداب في الوظيفة العمومية.
ويتهم المحتجون المسؤولين الجهويين بالتلاعب بقائمة المنتدبين، كما يطالبون بفرص عمل وبالتنمية في “القصرين”.
وأسفرت مواجهات بين المحتجين وأعوان الأمن، أمس، عن سقوط العشرات من الإصابات، أغلبها حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بينما أصيب عنصران من الأمن وعنصر آخر من الجيش بحسب مصادر طبية بمستشفى “القصرين”.
وأعلنت الداخلية أمس حظر تجوال في المدينة بدءاً من الساعة السادسة مساء حتى الساعة الخامسة صباحاً.
ويلتقي رئيس الحكومة الحبيب الصيد اليوم نوابا في البرلمان عن دائرة “القصرين” لبحث الاجراءات عاجلة لفائدة الجهة، وكان الصيد أعلن في وقت سابق عن عزل المعتمد الأول في المدينة، وفتح تحقيق في إجراءات الانتداب وحادثة وفاة رضا اليحياوي.
و”القصرين” الواقعة وسط غرب البلاد بمحاذاة جبل الشعانبي، حيث تتحصن جماعات مسلحة، كانت من بين المدن الأولى التي شهدت احتجاجات شعبية ضد حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في العام 2010م.
وترتفع البطالة في “القصرين” إلى نحو 40% مقابل 15.6% على المستوى الوطني، ما يجعلها من بين المناطق الداخلية الأكثر فقراً في البلاد.