بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة جديدة إلى الرياض السبت 23 كانون الثاني ـ يناير، بهدف طمأنة الشركاء الخليجيين للولايات المتحدة بشأن تقارب محتمل بين طهران وواشنطن بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ.وسيبحث كيري الذي وصل فجرا إلى العاصمة السعودية، بعد مشاركته ليومين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، مع مضيفيه في مفاوضات السلام السورية التي يفترض أ تبدأ بعد يومين في جنيف.
محادثات مع الملك سلمان
وسيحضر الوزير الأميركي اجتماعا لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ثم سيجري محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير وكذلك منسق الهيئة العليا للتفاوض باسم المعارضة السورية رياض حجاب.
والدول الخليجية السنية متحالفة تاريخيا مع الولايات المتحدة لكنها تختلف معها بشأن عودة إيران القوة الشيعية في المنطقة، إلى الساحة الدولية بعد توقيع الاتفاق النووي في تموز ـ يوليو 2014 ودخوله حيز التنفيذ قبل أسبوع.
مخاوف الرياض
وتخشى الرياض أن يحدث انفراج في العلاقات بين طهران واشنطن على حسابها وإن كان الأميركيون ينفون رسميا أي مشروع مصالحة مع إيران كدولة “تزعزع الاستقرار” في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، تحول التنافس بين السعودية وإيران المختلفتين أيضا بشأن النزاعات في سوريا واليمن ولبنان، مطلع كانون الثاني ـ يناير إلى أزمة مباشرة اتسمت بقطع العلاقات الدبلوماسية بعد مهاجمة متظاهرين للسفارة والقنصلية السعوديتين في طهران.
وكان المتظاهرون يحتجون على إعدام رجل دين سعودي شيعي معارض في المملكة.
خفض التوتر مهم للمنطقة
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية “نريد أن نناقش مع وزراء مجلس التعاون الخليجي في أهمية الغضب السعودي الذي نجم عن الهجمات على بعثتيها في إيران”.
وأضاف “نقف معهم بالكامل في هذه القضايا لكننا نرى أن خفض التوتر هدف مهم ليس للولايات المتحدة فقط بل للمنطقة”.
وعبر هذا الدبلوماسي الأميركي عن الأمل في أن تفكر الرياض في احتمال “إعادة فتح سفارتها في طهران”. وقال “من المهم أن يتوصل السعوديون والإيرانيون إلى طريقة للتعايش”.
إلا أن واشنطن تشعر بالارتياح لأن الأزمة بين الرياض وطهران لم تعرقل مواصلة العملية الدبلوماسية في سوريا.
ويفترض مبدئيا أن تبدأ مفاوضات بين ممثلين من النظام السوري ومجموعات معارضة الأسبوع المقبل في جنيف برعاية الأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل للنزاع