قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن تردي الوضع الأمني والاقتصادي في تونس يعود إلى مخلفات تجربة حكم الإسلام السياسي، الذي كان متساهلاً مع الإرهابيين والمجموعات المتطرفة، في إشارة إلى حركة النهضة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السبسي عن الإسلام السياسي والدور الذي لعبه خلال الأربع سنوات التي سبقت حكم حزب نداء تونس، وفقاً لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
ومنذ عام 2014، يشترك حزب نداء تونس مع حركة النهضة، إلى جانب حزبي آفاق تونس والاتحاد الوطني الحر، في حكومة برئاسة الحبيب الصيد، برغم رفض عدد من قيادات حزب النداء للتحالف مع الإسلاميين.
وصرح السبسي في أكثر من مناسبة، أنه ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، يقفان وراء استقرار تونس بفضل مبدأ التوافق الذي يعملان به و يسيران على نهجه منذ اجتماعهما عام 2013 بالعاصمة الفرنسية باريس.
واعتبر ملاحظون للشأن السياسي في تونس أن تصريح السبسي واتهامه للإسلام السياسي لأول مرة بعد نحو سنة من دخوله قصر قرطاج، يعد تغييراً في سياسته وتعامله مع حركة النهضة، ولا يمكن أن يكون “زلة لسان”، وهو ما قد يحيل إلى تسريبات أخيرة تشير إلى إقالة الحبيب الصيد وتكوين حكومة جديدة برئاسة شخصية أخرى، قد لا تضم حركة النهضة.
وأكد السبسي في مؤتمر صحفي جمعه مع ممثلي وسائل الإعلام البحرينية، على أن التحركات الاحتجاجية الأخيرة “تقف وراءها أياد تونسية خبيثة تهدف إلى توتير الأوضاع وهو ما حدا بالاحتجاجات إلى الانحراف والحرق والسرقة”، مضيفاً أن “وزارة الداخلية تعرف جيداً هذه الأيادي الخبيثة، وستتم محاسبتها قضائياً”.
وبرغم الاتهام الصريح لحركة النهضة بما يحصل من احتجاجات بسبب سياستها خلال السنوات الأخيرة التي أعقبت الثورة في 2011، فقد علق القيادي في الحركة العجمي الوريمي على ذلك بالقول: “نحن لا نعلق على تصريحات رئيس الجمهورية ولم نتعود على ذلك في حركة النهضة فهو رئيس كل التونسيين ويحظى بدعمنا”.
وأشار الوريمي إلى إمكانية حصول “سوء فهم” لتصريح الباجي قائد السبسي، مؤكداً أن حركة النهضة “ستواصل دعمها لرئيس الجمهورية”.
وختم تعليقه بالقول: “ما يجمعنا معه أكثر مما يفرقنا”.
وشدد السبسي في المؤتمر الصحفي على أن تونس “تواجه مخاطر تهدد أمنها واستقرارها بمفردها، ولم تتلق بعد أية مساعدة من الخارج”، مشيراً إلى أن “مقاومة آفة الإرهاب ذات البعد الدولي تتطلب إستراتيجية موحدة بين مختلف البلدان”.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد قام بزيارتين إلى كل من الكويت والبحرين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.