لم تتخلف المرأة في البلدان العربية عن شقيقاتها في أنحاء المعمورة في النضال من أجل نيل حقوقها وتحمل مسؤوليات كبيرة في الدولة والمجتمع.
لقد برزت المرأة في البلدان العربية الى جانب أخيها الرجل في حركة التحرر الوطني وقدمت التضحيات الكبيرة خلال مراحل النضال ضد المستعمرين والمحتلين الأجانب وساهمت في المعارك التي خاضتها الجماهير من أجل الاستقلال والحرية.
كما نظمت النساء العربيات صفوفهن وشكلن المنظمات النسائية والاجتماعية غير مبالين بالتقاليد المحافظة السائدة، وذلك من أجل الحصول على حقوقهن المشروعة في هذه الحياة.
تكلل نضال المرأة في البلدان العربية بحصولها في بعض البلدان على كامل حقوقها وفي بلدان أخرى على جزء من هذه الحقوق، لذلك فهي لا تزال تناضل وتسعى من أجل ذلك.
لقد قدمت المرأة في البلدان العربية خلال فترة النضال الذي خاضته وتخوضه العديد من الشهيدات اللواتي ضحين بحياتهن من أجل قضيتهن وقضية شعبهن العادل
فهل يمكن أن ننسى المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، والفلسطينيتين ليلى خالد ودلال المغربي، واللبنانية سناء محيدلي، والعالمة المصرية سميرة موسى التي اختفت في ظروف غامضة، والعشرات، لا بل والمئات غيرهن اللواتي سقطن على مذبح الحرية.
لقد تمكنت المرأة العربية، رغم كل المعوقات، من تبوء مراكز ومناصب قيادية في الدولة والمجتمع، وبرزت أيضا على مستوى العالم كمناضلة وعالمة وطبيبة ومربية ومسؤولة، فشغلت مناصب وزارية مختلفة، مثل الدكتورة نزيهة الدليمي التي كانت أول امرأة في العراق، وفي العالم العربي عموما تتبوأ منصب وزير(عام 1958)، ولبنى قاسم وزيرة التجارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونجاح العطار وزيرة الثقافة في سوريا، التي ارتقت إلى منصب نائب رئيس الجمهورية العربية السورية لاحقا،وراوية شمس الدين عطية أول نائب برلمانية في مصر والعالم العربي والشرق الأوسط
وميرنا البستاني أول نائب في تاريخ المجلس النيابي اللبناني، وسعود الحمادي الرئيسة التنفيذية للمجموعة التجارية في الكويت والشيخة موزا، والدة أمير قطر الحالي التي ترأس مجلس إدارة المؤسسة العربية للديمقراطية، والدكتورة منى المجد، الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة، وزها حديد – المهندسة العراقية المعمارية الأشهر على الإطلاق في العالم، وهي أول امرأة في العالم تحصل على جائزة بريتزكر في مجال التصميم المعماري والتي تعادل في قيمتها جائزة نوبل، والتي امتدت تصاميمها المعمارية إلى جميع دول العالم كالملعب الأولمبي في لندن والمبنى الرئيسي لشركة السيارات BMW، ومركز روزنتال للفن المعاصر في الولايات المتحدة، ودار الأوبرا في مدينة جوانكتشو في الصين.
وغادة المطيري العالمة السعودية ورئيسة مركز أبحاث في جامعة كاليفورنيا.
ولا ننسى الكاتبة الصحفية ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، المناضلة اليمنية توكل كرمان التي منحت جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهودها في الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق المرأة خاصة والإنسان عموما.