في ندوة انعقدت بمشاركة كل من العميد زاهر ساكت من الجيش السوري الحر والسيد احمد نوري ناشط سياسي افغاني والدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، ناقش المشاركون موضوع الميليشيات الافغان في سوريا ودون النظام الإيراني في ارسال المرتزقة التابعة له من الأفغان المقيمين في إيران إلى جبهات الحرب في سوريا.
وقال العميد ساكت في مداخلته بعد تقديم شرح عن الموقف الحالي للمعارك في مختلف الجبهات وخاصة الجبهة الشمالي وجبهة حلب مؤكدًا ان الإحتلال الروسي والقصف الهمجي للطيران الروسي خلال فترة شهرين تم قتل حوالي 25 ألف من السكان المدنيين وتهجير 200 ألف اما التحالف الدولي الذي اعد من اجل القضاء على تنظيم داعش لم نجد هذه الأعداد الا من بين السكان المدنيين ونحن نقول لكم المؤامرة كبيرة .. ولكن كانت هذه المؤامرة على الشعب السوري وعلى السكان المدنيين في تهجيرهم وفي قتلهم وفي خطفهم بكل وسائل العنف والإجرام التي تحتوى الطابع الطائفي البغيض الذي زرعه ملالي نظام طهران في نفوس هولاء هذا هو الوضع الميداني نأمل من الله وحدة الصف.. يجب ان نقولها بصراحة اليوم التحالف الروسي الإيراني الأميركي اصبح واضحا ان لم ينقذوا الثورة السورية فالدور قادم على الدول بالمنطقة بالكامل بدءًا بتركيا إلى الكويت إلى السعودية .. هو الذي اثبتناه في المرحلة الأخيرة عندما يقول وزير ايراني نحن محتلين لاربع عواصم عربية بغداد، دمشق، بيروت وصنعا… واضاف العميد زاهر ساكت بالنسبة للميليشيات الأفغان يوجد هناك كثير من الأسرى الذين تم التحقيق معهم من قبل فصائل الجيش الحر .. قالوا ما يلي : نحن اتينا إلى إيران لا نملك وثائق رسمية واذ بهم يغرورننا بالمال ومنهم كانوا معتقلين لدي ملالي طهران اقنعوهم بالحرية مقابل العمل على أرض سوريا مدة عام ومنهم من كان في نفسه طابع طائفي بغيض زرعه في نفوسهم هولاء الملالي ويوجد الكثير من عصائب اهل الحق والفاطميون والكثير من الميليشيات المرتزقة التي تم استقطابها من قبل الحرس الثوري الإيراني إما بإغراءات مالية او بالإعفاءات عن عقوبات او بضغوط نفسية لعودة هولاء المقيمين غير الشرعيين في إيران إلى بلادهم .
وعن مدى تأثير الميليشيات الموالية إلى جانب قوات النظام السوري اكد العميد زاهر ساكت : ..نحن نملك عقيدة ونحن اصحاب الأرض ومعاركنا ان كانت عمليات كرّ وفرّ لا يهم الاستيلاء على مدينة أو قرية ولكن عندما يكون النهار ويكون هناك قصف جوي روسي وحشي فتقوم الميليشيات الغادرة الطائفية المرتزقة بالدخول وفي الليل نحن نسترجعها ..ليس لديهم القدرة القتالية .. لهم قدرة ارهابية على السكان المدنيين لهم قدرة على اطفال سوريا ليس لديهم في مواجهة الأحرار الثوار اختبرناهم في ارض المعارك فوجدناهم جبناء هم لا يقاتلون عن عقيدة وهم يعلمون ان ملالي طهران هم الذين حرضوهم ولكن اقول لكم المرتزقة لا يمكن ان يقاتل ولا يملك قدرة قتالية وليس لديه اي عمل غير انهم مرتزق فقط اتى لسوريا ولم نسمح لعودتهم سالمين ..لن نسمح لهم بالخروج الأ ان شاء الله محملا على توابيت خشبية وهذا القصف الهمجي السوري لم ينفع مهما طال الزمان هم يحتلون كما قلت نتيجة القصف والوحشية ويدمرون القرى والبنية التحتية والمدارس والجوامع ويقتلون سكان مدنيين ثم تدخل الميليشيات والقوات المرتزقة وفي ثاني يوم نمتص الصدمة نقوم بهجمات معاكسة ونستعيد هذه القرى.. تأكدوا تماما اني ارى النصر كما اتحدث اليوم معكم باذن الله.
وبدوره قال د. زاهدي بهذا الشأن إن حسن روحاني صرّح في مؤتمره الصحفي بروما قبل أيام ثلاثة ملايين من الافغان موجودون في إيران لكن الإحصائيات الرسمية الإيرانية الناتج من عمليه التعداد السكاني لاتذكر سوى أقل من مليون شخص منهم. وهذا معناه أن هناك أكثر من مليون أفغاني موجودين في إيران دون أوراق ثبوتية وبالمآل النظام الإيراني يستطيع من فرض مختلف صنوف القمع عليهم واستغلالهم واللجوء ببمارسات لاإنسانية بحقهم.
كما أن هناك أخبار مؤيدة أن قبل سنوات كانت هناك ثلاثة آلاف من الأفغان المحكومين عليهم بالإعدام في مدينة مشهد. والنظام يفرض على هؤلاء المغلوبين على أمرهم مختلف الممارسات اللاإنسانية لزجّهم في أتون الحرب السورية وجعلهم جنوداً لاستهلاك مرة واحدة. وكان عدد الأفغان الذين أرسلهم قوات القدس إلى سوريا حوالي ألفين وخمسمائة قبل التدخل الروسي، لكن بعد التدخل الروسي وبعد ما تعهد خامنئي أمام بوتين بتوفير القوات اللازمة على الأرض زجّ بمزيد منهم إلى أرض المعركة حيث بلغ عددهم في الوقت الحالي أكثر من سبعة آلاف.
ولا معنى لقيام نظام ولاية الفقيه بإرسال الأفغان إلى سوريا سوى أن هذا النظام لايستطيع من تعبئة قواته الخاصة أي قوات الحرس والباسيج وإرسالهم للقتال. نحن لم نعهد مثلا في الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي أن يقوم النظام بمثل هذه العملية. بالعكس كان يزجّ بمئات الألاف من الحرس والباسيج إلى جبهات الحرب. فالنظام الإيراني يعيش مأزقاً حقيقياً في هذا المجال حيث تجاوز عدد الأفغان الموجودين في سوريا عن عدد قوات الحرس.
وكان هناك خبر أن خلال معركة واحدة في جنوب سوريا لقي أكثر من مائة من هؤلاء الأفغان مصرعهم. والمعلومات المتوفرة للمقاومة تقول أن مجمل عدد قتلى بين صفوف «لواء الفاطميين» الذي شكّلته قوات القدس من الأفغان لقي أكثر من خسمائة منهم حفتهم في سوريا. وأهم نقطة في هذا المجال هو الممارسات اللاإنسانية التي يلجؤ إليها نظام الملالي وقوات القدس لجرّ الأفغان إلى أتون الحرب في سوريا. صحيح أن هناك إغراءات مالية وصحيح أن هناك حافز طائفي لدى الأفغان الشيعة، لكن نظام الملالي يستخدم جميع أنواع القمع والحيل حتى يرسل هؤلاء إلى سوريا. على سبيل المثال يدينهم بالحبس طويل المدة أو حتى الإعدام وبعد ذلك يرسل مجموعات أخرى إليهم للحديث معهم أن هناك طريق للتخص من الحبس أو الإعدام وهو الذهاب إلى سوريا.
إذن من الصعب جدا أن نصف هؤلاء الأفغان بالمرتزقة بل يعتبرون ضحايا لنظام ولاية الفقيه. ويكفي في هذا المجال أن نشير إلى حقيقة مرة أخرى في هذا المجال وهي أن بعض من هؤلاء الذين أصيبوا بجروح في المعارك وتمت إعادتهم إلى إيران لايعتني بهم النظام الإيراني إطلاقاً بل يتركهم في العراء دون مأوى ودون راتب ودون أدنى شيئ من الحاجيات المعيشية، وأحياناً حتى لايوفّر لهم أمكانيات العلاج. بعض من هؤلاء كانوا بمستوى قيادة القوات الأفغانية في المعارك وعلى مستوى قائد الكتائب. من هنا يمكن فهم جانب آخر من طبيعة نظام ولاية الفقيه اللّاإنسانية.
واكد السيد احمد نوري الناشط السياسي الأفغاني في مداخلته : انني اتحدث عن بلد عاش الحرب فيه منذ 35 عاما فلذلك بامكاني ان المس واشعر بمعاناة الشعب السوري بسب الحرب هناك وفيما يتعلق بموضوع هذه الحلقة وخاصة المواطنين الأفغان الذين يتم إرسالهم إلى سوريا، في الحقيقة ان حجم المشكلة الافغانية هو كبير ومقعد .. في البداية حاول نظام الملالي ان يقوم بتعبئة بشرية من اجل ارسال القوات إلى سوريا من داخل افغانستان وذلك من خلال إشعال حرب طائفية هناك لكنه فشل في خطته وضمن الإطار نفسه حاول النظام في افغانستان العمل على رجال الدين الشيعة لكسبهم وذلك من خلال ملا اسمه رحمة الله مرتضوي من اجل تحقيق مآربه لكنه برز خلاف بينه وبين العلماء الشيعة الافغان بعد احداث اليمن حيث وقفت الحكومة الافغانية وكذلك علماء الدين مع الشرعية في اليمن فلذلك فشلت خطة النظام للتعبئة البشرية من داخل افغانستان. ثم ركز النظام على الافغان المقيمين داخل إيران وخلافا لما يشاع في الاخبار بان النظام الإيراني يمارس الضغط على الافغان الذين لا يملكون اوراق الإقامة في إيران، بل ان النظام الإيراني يضغط على من يحمل هذه الاوراق بين الأفغان المقيمين في إيران ويهددهم بسحب هذه الاوراق اوتأجيل تجديدها مقابل الذهاب إلى جبهات الحرب في سوريا. واكد السيد نوري خلال العامين الاخيرين اللذين اشتدت الحرب في سوريا فنرى اكثر من 300 ألف من طالبي اللجوء الافغان وصلوا إلى اوروبا حيث ان 250 ألف منهم جاؤوا من داخل إيران وكان لمعظهم اوراق قانونية للإقامة في إيران وهذه الحالة تعكس حقيقة ما يجري في إيران ضد الأفغان المقميين في هذا المجال. وشرح السيد نوري ما جرى لاحد اصدقائة القريبين من الأفغان الشيعة عندما راجع دائرة الاقامة في إيران لتجديد إقامته السنوية قيل له عليك ان تؤدى دينك للجمهورية الإسلامية وذلك من خلال التطوع للذهاب إلى سوريا والدفاع عن الحرم والمقدسات في سوريا….ثم شرح السيد نوري اسلوبا آخر لأزلام نظام الملالي وهو تشكيل ”مجاميع ناصحة” من الافغان لمفاتحة النزلاء من الافغان في سجون النظام والذين صدرت احكام بحقهم وهذه المجاميع لاتحمل صفة حكومية كإنها غير مرتبطة بالملالي وهي تطالب السجناء بقبول التوجه إلى حرب سوريا مقابل تخفيض القرارالصادر بحقه او إلغائه.