لا يهدأ الجدل الدائر حول الأهرامات وبناتها منذ قرون، ولا يزال العلماء عاجزين عن إعطاء أجوبة شافية حول الطريقة التي بنيت بها هذه الصروح الضخمة.
وعلى الرغم من الكنوز الكثيرة التي تم العثور عليها من مقابر وتماثيل ومعابد، إلا أن الأدوات التي استخدمها المصريون القدماء لاقتطاع كتل ضخمة من الحجارة وتسويتها وتشذيبها ومن ثم رصفها على علو شاهق ظلت سرا دفينا، عجز العلماء عن فك طلاسمه المحيرة.
ليس ذلك فقط، بل لم يجد المختصون تفسيرا واضحا لأداة فريدة عُثر عليها في مقبرة فرعونية قديمة قرب وادي الموتى عام 1906 تعود لمهندس يحمل اسم “خا”، عاش في فترة السلالة 18، أي نحو 1400 عام قبل التاريخ.
وجد عالم الآثار إرنيستو سكياباريللي أن المهندس “خا” قد ترك بين المواد التي جمعت له لاستخدامها في العالم الآخر إداة خشبية طولها أقل من نصف متر تشبه إلى حد كبير الأدوات العصرية المستخدمة في رسم الزوايا، وأداة خشبية أخرى مجوفة رجّح أن تكون لتحديد المستويات، إلا أنه على الرغم من مرور نحو 110 عام على الاكتشاف لم يفصل بشكل قاطع في تحديد ماهية هذه الأداة الفرعونية.
بدورها، استنتجت الباحثة أميليا سبارافيغنا بعد دراسة دقيقة للأداة القديمة أنها لا تعدو عن كونها منقلة، في حين أكدت عالمة الآثار البريطانية كيت سبينس أن القطعة الخشبية الفرعونية ما هي إلا زخرفة أضيفت للنعش.
وخرجت فرضية أخرى تقول إن القطعة الخشبية الأثرية هي أداة قياس استنادا إلى الأرقام التي تظهر عليها تتطابق مع منظومتي قياس تعود على استخدامها المصريون القدماء، إلا أن سبينس رفضت هذه الفكرة، مشيرة إلى أن علامات الترقيم المتمثلة في البتلات المنحوتة على سطح القطع الخشبية الأثرية صُفت بطريقة غير دقيقة تماما ما يجعلها لا تصلح لتكون مقياسا.
وعلى هذا المنوال تقف صروح المصريين القدماء وتفاصيلها البديعة ماثلة على مر الأجيال، تُدهش الأنظار وتستثير الخيال وتظل في الوقت نفسه سرا غامضا تدور حوله فرضيات لا يجد معظمها حتى الآن يقينا يقف عنده.