قالت مصادر مطلعة، السبت، إن الجيش السوري يستعد للتقدم صوب الرقة معقل تنظيم داعش، في خطوة اعتبرها خبراء “استباقية”، لقطع الذرائع أمام أي تدخل سعودي بري محتمل بهدف محاربة التنظم المتشدد.
ولاحظ خبراء عسكريون أن هذا التطور يعد تحولا في تكتيكات الجيش السوري الذي اعتاد الامتناع عن شن هجمات ضد داعش، مرجحين أن هذا التحول يأتي بسبب مخاوف من تدخل بري سعودي تركي.
وذكرت تقارير، السبت، أن السعودية أرسلت فرقا استكشافية إلى قاعدة أنجرليك الجوية التركية، وهي تتأهب لإرسال مقاتلات إلى القاعدة القريبة من الحدود السورية، تمهيدا للتدخل البري.
ورأى الخبراء أن التقدم صوب الرقة سيمنح الحكومة السورية من جديد موطئ قدم في المحافظة لأول مرة منذ عام 2014، وهو يأتي في أعقاب انتصارات حققها الجيش السوري وحلفاؤه في أرياف محافظة حلب، بغطاء جوي روسي مكثف.
ويأتي هذا التطور الميداني اللافت، كذلك، عقب الإعلان في ميونخ الألمانية عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، في غضون أسبوع واحد.
واتفاق وقف إطلاق النار ليس هدنة رسمية، إذ لم توقع عليه الأطراف المتحاربة وهي الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالأسد في الحرب المندلعة منذ خمسة أعوام وأسفرت عن سقوط 250 ألف قتيل.
وأعلن الجيش السوري السيطرة على مزيد من الأراضي في شمال حلب حيث دعم حزب الله اللبناني المتحالف معه تقدمه وكذلك مقاتلون إيرانيون قطعوا طريق الإمداد الرئيسي لمقاتلي المعارضة من تركيا إلى مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب.
وإذا استعاد الجيش السوري حلب وأغلق الحدود مع تركيا فستوجه دمشق، بحسب مراقبين، ضربة ساحقة للمقاتلين الذين كانوا يحققون تقدما إلى أن تدخلت روسيا في سبتمبر/ أيلول الماضي دعما لحكم الأسد ولتمهيد الطريق أمام التقدم الحالي.
وقالت روسيا إنها ستواصل قصف تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تقاتل في العديد من المناطق في غرب سوريا قوات الحكومة مع مقاتلي المعارضة الذين تعتبرهم دول غربية معتدلين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الإقليمية للرقة بعد تحقيق تقدم سريع شرقا على طول طريق سريع صحراوي في الأيام القليلة الماضية.
ولم يكن للحكومة السورية أي تواجد في محافظة الرقة منذ أن سيطر مسلحو داعش على قاعدة الطبقة الجوية في عام 2014، علما أن هدف التنظيم المتشدد هو توسيع دولة “الخلافة” وليس الإطاحة بالأسد وإصلاح سوريا، بحسب ناشطين.
وقالت دول خليجية، التي تريد رحيل الأسد، إنها ستكون مستعدة لإرسال قوات ضمن أي هجوم بري تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، فيما أوضح وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، الجمعة، إنه يتوقع أن ترسل السعودية والإمارات العربية المتحدة قوات خاصة للمساعدة في استعادة الرقة.
وكانت الحكومة السورية قالت إنها ستحارب أي وجود لقوات أجنبية في البلاد دون موافقتها، في إشارة إلى القوات السعودية.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة نشرت، السبت، إن تدخل الجيش الروسي لن يساعد الأسد على البقاء في السلطة.
وأضاف لصحيفة سود دويتشه تسايتونج الألمانية “لن يكون هناك بشار الأسد في المستقبل.”
وجذبت الحرب الأهلية في سوريا المندلعة منذ عام 2011 معظم القوى الإقليمية والعالمية مما تسبب في أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم كما أدت إلى تجنيد جهاديين من أنحاء العالم.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، إن الأسد “واهم” إذا كان يعتقد أن هناك حلا عسكريا للحرب في سوريا، وذلك بعد ساعات من مقابلة للاسد تعهد فيها باستعادة السيطرة على كامل سوريا، مشيرا ألى أن القتال لن يتوقف حتى مع وجود محداثات مع المعارضة.
المعارضة، من جانبها، قالت إنها حصلت على كميات جيدة من صواريخ جراد من داعميهم الأجانب خلال الأيام الأخيرة لمساعدتهم على التصدي لهجوم حلب.