حمل خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام البرلمان، السبت، خمس رسائل تلخص الحالة المصرية برمتها من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قائلاً “إننا عازمون على بناء الدولة الديمقراطية في مصر”.
وكرر حديث السيسي خلال افتتاحه دورة جديدة لمجلس النواب المصري، الحديث عن الأزمات التي تواجه البلاد، بينما لم ينس مفجري الثورات الداخلية “الشباب” وبعث برسالة إلى الإرهاب، يفهمها المتخصصون والمتابعون للأحداث الميدانية أمنيا.
وتطرق الرئيس بشكل مجمل إلى الأزمات، وبعث برسائل طمأنة للمتشائمين، دون أن يخرج من إطار الواقع الذي يتخلله القلق أحيانا، فيما تجاهل أزمة داخلية تتمثل في المواجهة المتصاعدة للأطباء مع جهاز الشرطة وأخرى خارجية تتمثل في ملف سد النهضة.
الشباب محور الاهتمام
وكرر السيسي لعدة مرات، حديثه عن الشباب المصري ومساعي الدولة لاستغلال قدراتهم، بينما أعلن ولأول مرة عن إطلاق “حوار موسع يشمل كافة أطياف الشباب” للاستماع إلى مقترحاتهم ومشكلاتهم واحتوائهم، مذكرا بقرارات العفو عن الشباب الصادرة بحقهم أحكام بالحبس، داعيا في الوقت نفسه مؤسسات المجتمع المدني والوزارات والهيئات بالاستعانة بقدرات الشباب خلال الفترة المقبلة.
وبينما وجه الرئيس السيسي الوزراء والمحافظين بتعيين نواب لهم من الشباب، اتجه مخاطبا الشباب: “أرى فيكم الأمل والمستقبل”، في أول حديث صريح إليهم في أعقاب تصاعد دعوات شبابية معارضة للنظام خلال الفترة الأخيرة، خاصة الاحتجاج على ممارسات جهاز الشرطة، وسياسة النظام التي يعتبرونها “إقصائية” إضافة إلى غياب الشفافية ومصادر حرية التعبير عن الرأي.
أزمات مقلقة
وتضمن حديث الرئيس رسالة واضحة عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تمر به البلاد، معتبرا أن مصر تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة للغاية
وقال: “لم أخفِ عنكم شيئا، لقد كنت صادقا معكم، إذ أعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق”، لافتا إلى أن مصر تواجه أزمات وتحديات جساما “تجعل القلق والخوف أمرا مشروعا”.
وبينما كانت الصراحة حاضرة بشأن الوضع الاقتصادي المتردي والذي كررها السيسي عدة مرات خلال خطابه، فإنه أكد أن الأمل لا يزال معقودا في جبين الإنجازات التي عددها خلال خطابه، ومن بينها محور قناة السويس واستصلاح مليون ونصف المليون فدان والتي توفر فرص عمل لأكثر من مليون مواطن مصري، بما تنعكس آثاره على نحو أكثر من 5 ملايين مواطن.
الإرهاب ينحصر
رسالة ثالثة، حملها خطاب الرئيس عندما أعلن أن قوات الجيش والشرطة حققت تقدمات كبيرة في محاور المواجهة مع الإرهاب في الوادي الجديد غربا وسيناء شرقا، فيما قال إن عمليتي حق الشهيد الأولى والثانية تمكنت من السيطرة على الإرهاب وحصره في 3 مدن في شمال سيناء فقط وهي رفح والشيخ زويد والعريش دون امتداده لمدن أخرى، فيما تشمل شمال سيناء 6 مدن وهي “رفح، الشيخ زويد، العريش، الحسنة، نخل وبئر العبد”.
رسالة السيسي التي ترفع من معنويات القوات المقاتلة على محاور المواجهة، تحمل في الوقت نفسه مصارحة أمام الشعب وضربة لمعنويات الجماعات المسلحة.
رسالة للإخوان
بينما لم يذكر السيسي باللفظ اسم جماعة الإخوان المسلمين، لكن خطابه كان مليئا بالرسائل للتنظيم الذي اعتبرته الحكومة “تنظيما إرهابيا”، لافتا إلى أن النظام المصري استطاع استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لمصالحهم الشخصية وأجنداتهم الخارجية.
وخاطب الساعين لعرقلة مسيرة التنمية بمن فيهم التيارات الإسلامية، قائلا: “لن نسمح لأحد أن يعطل الانطلاق السياسي والاقتصادي لبناء مصر الحديثة”.
وأشار السيسي إلى أن النظام استطاع الحصول على ثقة العالم الخارجي إقليميا ودوليا، وتغيير النظرة عن الوضع القائم في أعقاب ثورة 30 يونيو، في رسالة بأن مساعي أعضاء الإخوان بالخارج باءت بالفشل.
وبدأت أولى جلسات مجلس النواب الجديد، في 10 يناير الماضي، بينما انتهى المجلس من مناقشة القوانين التي أصدرت في غياب السلطة التشريعية، حيث يعمل حاليا على وضع لائحة جديدة للمجلس.