ائلة ابن عمها، لإجبارها على الطلاق من زوجها والزواج من ابن عمها، حسبما تنص التقاليد القبلية في الجنوب المصري.
وكان مدير أمن قنا، قد تلقى إخطاراً يفيد يانتحار فتاة (17 عامًا)، عقب تناولها صبغة شعر، ونقلت الجثة إلى المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة لتتولى التحقيقات.
وأفادت التحريات الأولية، أنّ عائلة ابن عم الفتاة أرادت تطليقها من زوجها الذي عقد قرانه عليها منذ ثلاثة أشهر، ولم يدخل بها، كي تتزوج من ابن عمها، حسب عادات وتقاليد القبيلة، وهو ما رفضته الفتاة وعائلتها، لكن الضغوط عليها استمرت حتى وافق أهلها، وبدأوا في الضغط عليها.
وكان عدد من أهالي قبيلة الفتاة، قد تظاهروا، احتجاجاً على زواجها بشاب من خارج أفراد قبيلتهم.
وتجمع المحتجون على زواج “ر.أ . أ . م” ابنة قبيلة الهوارة ، من “أ.م.ع .م” ابن قبيلة الأشراف، أمام منزل ابنة قبيلتهم، مطالبين بطلاقها من زوجها، وظلوا محاصرين منزلها لأيام، خلال الأسبوع الماضي، إلى أن تدخل بعض رموز القبيلة، وتم فض التظاهرة، على أن تتواصل المفاوضات مع الفتاة وأسرتها، لإقناعهم بفض الزواج، الذي وصفه المتظاهرون بأنه مخالف لعادات وتقاليد القبيلة، التي تمنع زواج فتياتها من أشخاص من خارج قبيلة الهوارة.
وكانت الفتاة ” ر.أ . أ. م ” بطلة واقعة الزواج الأول لفتاة من قبيلة الهوارة بشخص من خارج قبيلتها، قد أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كشفت عن تفاصيل قصتها، عبر صفحتها على “فيس بوك”.
وأشارت الفتاة عبر صفحتها، إلى أن ما وصفته بـ”مأساتها” بدأت قبل 6 أشهر، حين تقدم زوجها لخطبتها، وكانت تتوقع رفض أسرتها لتلك الخطوبة، نظرًا لأن زواج فتيات قبيلتها من شبان من قبيلة أخرى هو أمر محظور، لكنها بحسب روايتها فوجئت بقبولهم لزواجها من شاب ينتمي لقبيلة الأشراف، على ألا تعلن خطوبتها إلا بعد عقد قرانهما.
وفور عقد قرانهما وإعلان ذلك أمام أهل قبيلتها، فوجئت برفض جماعي من كل أفراد القبيلة، ووصل الأمر إلى تلقيها تهديدات بالقتل، وظلت حبيسة منزلها طوال ثلاثة أشهر كاملة، وحين عرفت القبيلة برفضها ورفض أسرتها لإنهاء زواجها من زوجها، تجمهر العشرات منهم في محيط منزلها، ولم يغادروه إلا بعد تدخل وجهاء القبيلة، مؤكدة أنها محرومة من لقاء زوجها بسبب ما أسمته بالعادات والتقاليد التي تحكم أفراد قبيلتها ليظل زواجها حبرًا على ورق.
وتقول تقارير محلية، إن معاناة النساء تتواصل في صعيد مصر، من قيود المجتمع وعاداته وتقاليده المتوارثة، وسط اتهامات لوسائل الإعلام بتجاهل آلام وآمال وطموحات وإبداعات المرأة بتلك المجتمعات، التي تصفها المبدعات في محافظات جنوب مصر بالقسوة، وذلك لما تمثله موروثاته الاجتماعية من إعاقة لمسيرة المرأة، خاصة المرأة المبدعة التي باتت عاجزة عن التعبير بصدق عما بداخلها من مشاعر، لأن اعترافاتها على الورق تعد عيبًا كبيرًا في نظر المجتمع.
وكادت بعض المبدعات، أن يدفعن حياتهن ثمنًا لإبداعهن الأدبي وطموحهن العلمي والعملي، وسط كل تلك العواصف في وجه حقوق المرأة بـ صعيد مصر، الأمر الذي دفع بعض الناشطات النسوية بمحافظة قنا العام الماضي، إلى إطلاق أول رابطة للمرأة بالجنوب المصري، الذي يعد معقلاً لكل الموروثات الرافضة لكل دعوات حقوق المرأة، وذلك بهدف مواجهة ما تعانيه المرأة من تهميش وإهدار لما حققته من مكتسبات عبر عقود طويلة من تاريخ نضال المرأة المصرية، وما تتعرض المرأة في صعيد مصر من قيود تحول دون أن تحقق النساء ما يحلمن به من نجاحات وإثبات وجود في مجال العمل والسياسة والإبداع.