حت هذا العنوان انعقدت ندوة عبر الانترنت بمشاركة كل من السيد شاكر الجوهري صحفي وإعلامي اردني والسيد موسى الشريفي ناشط سياسي وإعلامي إيراني والسيد هادي روشن روان عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في هذا المجلس.
وقال السيد هادي روشن روان عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ان هذه الانتخابات هي عبارة عن انتخابات تجري بين الجناحين الموجودين في مؤسسة الحكم للنظام، لها خلفية طويلة في النظام حيث مرت بتسع انتخابات برلمانية لمجلس الشورى وباربع انتخابات لمجلس الخبراء وفي كل مرة اقدم نظام الملالي على اقصاء وتهميش جزءًا من القوى السياسية بدءًا بمجاهدي خلق وقوى ثورية اخرى في الدورة الاولى ومرورا بسائر التيارات السياسية في خارج مؤسسة الحكم وداخلها ووصولا إلى اجنحة النظام الداخلية حيث اصبحت المنافسة قائمة بين جناح رفسنجاني وجناح خامنئي مما اضطر رفسنجاني إلى تأسيس حزب (كاركزاران) ومن خلاله حصل على 48 بالمائة من مقاعد مجلس الشورى في الدورة الخامسة للبرلمان فبذلك تمهدت الارضية لفوز محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية التي تلته في 1997. وشرح السيد روشن روان بان خامنئي وبالرغم من اقصائه جميع المرشحين المنتمين للتيار المسمى بالاصلاحات في الدورة السابعة للبرلمان و اتيانه بتيار الامنيين العسكرين برئاسة حداد عادل، غيرانه فشل من تكرار هذه الخطوة في الدورتين الثامنة والتاسعة والآن وللدورة العاشرة يحاول من خلال رفض اهلية اعداد كبيرة جدا من المرشحين المحسوبين على التيارات المنافسة الفوز بالاغلبية لصالح جناحه. واضاف بان القيادة العامة لقوات الحرس شكلت غرفة العمليات الخاصة بالانتخابات وانها تهدف إلى وضع خطة خاصة تعرف بـ ”هندسة الإنتخابات” مؤكدا ان المشكلة الرئيسية التي يخشى منها الجناحان كلاهما هي اولا تسريب حدة خلافاتهما وصراعاتهما إلى الذي يتربص لاجواء ومتنفس يعبر عن رفضه وسخطه تجاه النظام برمته وثانيا ان حدة الصراع القائم بينهما تحوول دون امكانية النظام الاعلان عن ارقام كبيرة مزيفة للناخبين لان الجهة التنفيذة للانتخابات هي وزارة الداخلية لحكومة روحاني. وحول انتخابات مجلس الخبراء قال السيد روشن روان كان مجلس الخبراء للمعينيين لان اعضاء مجلس صيانة الدستور هم معينين من قبل خامنئي وهذا المجلس ينظر في اهلية المرشحين للمجلس واحيانا لا يصل عدد المرشحين ضعف عدد المقاعد في هذا المجلس والان عدد المرشحين هو 161 اي بواقع 15 شخصا اقل من ضعفين وذلك سيدخل هذا العدد من المرشحين في مجلس الخبراء دون اجراء الانتخابات والتصويت لهم! فقال ان خامنئي وبتحسس شديد قام باقصاء جميع المرشحين الذين كانوا منتميين لزمرة رفسنجاني بما فيهم حفيد خميني، حسن خميني. رغم ذلك ان مجرد حضور رفسنجاني نفسه في مجلس الخبراء وإن كان ذلك في اقلية محدودة فبامكانه ان يضر خامنئي وموقعه. واختتم السيد روشن روان بان النظام بكلا الجناحين له يخشى من اندلاع انتفاضة تشارك فيها هذه المرة الطبقات المضطهدة للمجتمع حيث سيكون من الصعب جدا احتواءها خاصة وان تقارير لخبراء النظام تشير الى ان الشعب سوف يقاطع الانتخابات في نطاق اوسع من السابق وهم يتربصون من الاستفادة من الاجواء الناتجة عن الصراعات بين الجناحين من اجل الاطاحة بهذا النظام واسقاطه.
واكد السيد شاكر الجوهري الكاتب والإعلامي الاردني : أنا استطيع أن اربط بقلب مطمئن ما بين إجراء هذه الانتخابات ومابين الوضع الاقليمي في المنطقة ، خصوصا الحروب المنتشرة في كلا من سوريا والعراق والافاق المسدودة أمام النظام ملالي في طهران وكذلك المصير الاسود الذي ينتظر الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. الملالي قالوا بكلام واضح صريح لايقبل أي تأويل، اذا سقط النظام السوري في دمشق وانهم سيسقطون في طهران وبالتالي هم يتمسكون بابقاء النظام السوري حتي لايسقطوا ولايسقط تابعهم وينتهي حزب الله في لبنان، ولكن ما حدث أنه حين استجار بشار الاسد بالرئيس الروسي بوتين، طالب منه الدعم العسكري في ذات اليوم الذي وصلت فيه طلائع القوات والطائرات روسيه الى سوريا كان قد انتهي في الواقع نفوذ الملالي في سوريا لمصلحة النفوذ الروسي ..وهذا يعني أنهم يدفعون الان بقواتهم لتقاتل في سوريا بغطاء جوي روسي لتحقيق اهداف روسية تؤدي في نهايه المطاف الى نتيجتين لايمكن أن يقبل الملالي بهما وهم في كامل وعيهما. النتيجة الاولي هو احلال النفوذ الروسي محل نفوذ الملالي وتحولوا الى اداة ونتيجة ثانية وهي اكثر خطورة بالنسبة لوجهة نظر مصالحهم أن الروس جاؤوا بالاساس الى سوريا ليس بهدف أن يخرجوا منها، بل جاؤوا ليبقوا فيها لاهداف متعددة . الهدف الاول حماية نفوذهم و مصالحهم الستراتيجية في سوريآ هذه المصالح الستراتيجية لا تختصر فقط علي القواعد العسكرية الروسية في سوريا ..وأنما هناك ايضا هدف استراتيجي كبيرللروس في سوريا ، .. هم الان يريدون أن ينتقلوا من دمشق الي بغداد في بغداد جعلوا .. غرفة عملياتهم المشتركة التي تقود القتال في سوريا والهدف وضع موطئ قدما لهم في بغداد ومن بغداد يستطيعوا أن يمارسوا ضغوطا جديدا علي نفوذ الملالي في العراق ليفرضوا نفوذهم في العراق ثم ليفرضوا سياساتهم النفطية على العالم أجمع .. هذه هي الاهداف وبالتالي النظام في ايران نظام الملالي الجاهل الذي ظن نفسه قادرا على أن يحقق من خلال الاتفاق مع واشنطن والدول الغربيه أنه يستطيع أن يحقق كل ما يريده من النفوذ والسلطة في كامل الاقليم ليستولي هو علي أبار نفط وانتاجها وتجارتها وجد نفسه يقدم كل شئ للروس دون أن يحظى بشئ…
وفي مداخلته أشار السيد موسى الشريفي الناشط السياسي والإعلامي الإيراني إلى الانتخابات وسياقاتها في إيران مؤكدا : منذ مجيئه الخميني إلى السلطة واقصاء حركات سياسية والاحزاب مثل منظمة مجاهدي خلق، الذي ساهمت بانتصار ثورة مساهمة فعال وموثرة واحزاب اخري احزاب فدايي الشعب وغيرهم والوطنيون والوطنيون المذهبيون وكل هذه التيارات التي في الواقع هي التي حملت مسؤولية الثورة ووصلت الثورة الي ساحل النجاة بالتالي الخميني سرق المعطيات الثورة ونتاج الثورة وكرس ولاية الفقية .. اذا نظرنا للاحصائيات التي تقدمت بها اخيرا حتي التيارات المحسوبة الى النظام، لما يكون من اصل 12039 مرشح يشطب 7310 وهذه يعني حقيقة كارثة بنسبة للنظام يعني ظل الفراغ الكبير من التنظيمات السياسية العريقة في ايران مثل المجلس الوطني (للمقاومة) مثل الاحزاب اليسارية مثل احزاب الوطنية حتي احزاب القومية داخل ايران مثلا احزاب كردية، احزاب عربية في الأهواز وكلها مهمشة وبالتالي كل هذه تختزل في تيارات النظام نفسه .. النظام الايراني يعرف تماما أنه بعد 37 سنة الاجيال الايرانية شعلت مطالبات بالديمقراطية والحرية .. ونظام يخاف من اي انفتاح ولو ضئيل ولو حتي في اطار هذا النظام في الدستور هذا النظام هو يخشيه واخر من رأيناه من خشية هذا النظام هو أن اصلاحيين تقدم بثلاثة آلاف مرشح ويشطب كلهم ما عدا الى ثلاثين غير معروفين .. العالم كله يعرف أن النظام الايراني ..لاينسجم مع تطلعات أي نوع من الديمقراطية.. النظام الايراني نظام رجعي يستقر على نظرية ولاية الفقية التي هي لاتقل حدة من نظرية الخلافة لابوبكر البغدادي، هذه الديكتاتورية، ديكتاتورية الولي الفقية ..هذه الانتخابات هي الاعوبة ولكن اصرار خامنئي على مشاركة الناس واصرار روحاني و اصرار كثير من وجوه النظام، يريدون من خلال هذه الانتخابات يكسبون نوع من الشرعية أمام الغرب لان الغرب في الحرج…النظام يريد من خلال هذه اللعبه، يكرس نوع من الشرعية ونوع من الغطاء لمستقبله مع الغرب ولكن أنا اعتقد أن الشعب الايراني شعب ذكي وشعب له باع طويل في النضال من اجل الديمقراطيه والحريه والان هناك اصوات كثيرة على الشبكة الاينترنت، تطالب الشباب والنساء ان لايساهموا ولا يشاركوا في الانتخابات…
وقال الدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بدوره بانه لامعنى للانتخابات في الديكتاتورية المطلقة الدينية الحاكمة في إيران .. في نظام ولاية الفقيه الحقوق والصلاحيات والخيارات كلها بيد الولي الفقيه الذي له سيطرة على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصاديه والثقافية والعسكرية والأمنية وغيرها. .. يجب أن نعرف أن المرشحين التابعين لجناح ولي الفقيه معروفون في معاداتهم للحرية والديمقراطية وتأييدهم لجميع ممارسات النظام في مجال القمع وتصدير الارهاب والفساد والسلب والنهب. لكن هذا ليس معناه أن في الجناح المنافس رجال نزهاء. للعلم نشير إلى بعض من هم في قائمة رفسنجاني الذين كانوا ولايزالون من اشدّ المسؤولين للقمع والارهاب والبطش والمجازر. علي سبيل المثال مصطفي بورمحمدي وزير العدل في حكومة روحاني كان عضو لجنة الموت في ارتكاب المجازر بحق ثلاثين ألفا من السجناء السياسيين في العام 1988. محمد ري شهري كان أول وزير مخابرات ايران وهو الذي نفذ الاعدام بحق العديد من رجال الدين المعارضين للنظام وهو الذي قام بوضع آية الله منتظر تحت الإقامة الجبرية حتى فوته. على رازيني قام بإعدام مئات الأشخاص من المجاهدين المناضلين وهو الذي طبق عملية الرجم الذي تم تصويرها وهزّ العالم. على فلاحيان الذي كان وزير الإرهاب ومعظم عمليات الإرهاب والاغتيالات خارج ايران تمت تحت اشرافه وعندما كان وزيرا للمخابرات. والملا دري نجف آبادي الذي كان أيضا وزير المخابرات ودبر عمليات سلسلة الاغتيالات السياسية داخل ايران .. واكد زاهدي هناك قاسم مشترك او بالاصح خط أحمر لا يقترب أحد من عصابات النظام به وهو احتمال حدوث انتفاضة شعبية ضد النظام كما حدث في العام 2009. من هذا المنطلق جميع الأجنحة الداخلية تدعو إلى ضرورة المشاركة وصرّح روحاني بعد عمليات الإقصاء من قبل مجلس المراقبة على الدستور بتعبير معبّر جدا حيث قال« إذا شاركنا في الانتخابات فلن نحصل إلا نتائج ضئيلة لكن إذا لم نشارك فتلحق بنا خسائر كبيرة وعلينا أن نبني على جني ثمار ضئيلة بدل قبول خسائر كبيرة». واشار الدكتور زاهدي إلى تناقضات هذه المرحلة تمتاز عن سوابقها. ومنها شطب اسم حسن خميني حفيد مؤسس النظام من قائمة المرشحين لمجلس الخبراء مع أن حوالي عشرة من كبار المراجع أيدوا أهليته وكفاءته العلمية. وحديث أمام جمعة مدينة طهران العاصمة من جماعة خامنئي الملا احمد خاتمي حيث حذّر من استقواء الجناح المنافس وصرّح إنهم إذا استطاعوا أن يركبوا قطار السلطة فسيقيمون مشانق في جميع المدن!. وفي نفس الإطار بعث عميد الحرس محمد رضا نقدي قائد الباسيج رسالة إلى أعضاء البسيج وطلب منهم بالحاح وتضرع بأن ينشطوا ويذهبوا إلى عوائلهم واقاربهم وحثهم للمشاركة في عملية التصويت. هناك ظاهرة أخرى جديدة أيضا وهي العديد من الشخصيات التي كانت يوما ما مع النظام وانشقت منها أو الشخصيات المعارضة في الداخل وكذلك السجناء السياسيون أصدروا بيانات ضد «مهزلة» او«مسرحية» الانتخابات ودعوا إلي مقاطعته.
وكمحصلة: الإنتخابات الراهنة هي كسابقاتها متناقض مع طبيعة نظام ولاية الفقيه ولاشك أن الشعب بأكمله سيقاطعها لكن حتي في إطار 4 إلي 5 بالمائة الذين هم من انصار النظام والذين يشاركون فإنها تحوّلت إلى معضلة كبيرة للنظام. حيث أنها حتى ولو لم تتحول إلى حركة شعبية كبيرة وانتفاضة، لكن لاشك أن نظام ولاية الفقيه الذي يخرج من مخاض هذه البوتقة المحتدمة سيكون أضعف بكثير عما كان قبلها.
.