أظهر تحليل رواسب بحرية قديمة في جزيرة “الأرض الجديدة” أن مستوى منسوب البحر ازداد في القرن الماضي أسرع منه خلال الـ3 آلاف عام الماضية.
وقال باحثون من جامعة روتجرز الأمريكية إن التنبؤ بارتفاع منسوب المحيط يستوجب فهم مدى تأثير المناخ على تصرف المحيط العالمي وعمقه. وستساعد المعطيات الدقيقة حول جريان مثل هذه التغيرات خلال الـ3 آلاف عام الماضية على الحصول على هذا التصور.
وأتضح لعلماء جامعة روتجرز أن ارتفاع منسوب المحيط يزيد اليوم أسرع بكثير مما كان يزيد عليه في الماضي. واكتشف العلماء علاقة غير عادية بين مراحل برودة المناخ وتقلبات منسوب المحيط وذلك عن طريق دراسة الترسبات المتشكلة على شواطئ المحيط في جزيرة “الأرض الجديدة” وفي 24 جزيرة أخرى تقع في أنحاء العالم وذلك لأن معطيات التقلبات في منسوب المحيط في نقطة واحدة على وجه الأرض أو في نقاط قليلة عدة قد تعود إلى عمليات طبيعية محلية وبالتالي لا تدل على شيء ذي قيمة.
فوضع الباحثون أسلوبا خاصا لتحليل المعطيات الإحصائية في كل الأماكن المحددة لإزالة التقلبات المحلية وتقدير كيفية اختلاف منسوب المحيط العالمي خلال الـ2700 سنة الماضية بمستوى مقبول من الدقة.
فتبين أن من الأفضل تقسيم الألفي سنة الماضيين إلى مرحلتين الأولى من بداية العصر الحديث وحتى السنة الـ700 حينما ارتفع منسوب المحيط بمعدل 0.1 ميليمتر سنويا وكان مرده إلى تزايد متوسط درجات الحرارة.
وفي أثناء المرحلة الثانية التي ظلت من العام الـ700 وحتى العام الـ1400تناقص منسوب المحيط بمعدل 0.2 ميليمتر سنويا. وبصورة عامة انخفض منسوب المحيط خلال هذه الفترة بـ8 سنتيمترات بينما انخفض مستوى متوسط درجة الحرارة بـ0.2 درجة مئوية فقط.
ثم بدأ منسوب المحيط بالازدياد منذ عام 1860 بناء على دراسة الترسبات بـ0.4 ميليمتر سنويا فبـ1.4 ميليمتر في كل عام في القرن العشرين. والآن يرتفع منسوب المحيط بـ2.5-3 ميليمترات سنويا وذلك بناء على المعطيات القادمة من الأقمار الصناعية المناخية. ووفقا لتقدير العلماء سيرتفع منسوب المحيط بـ1.3 متر تقريبا بحلول عام 2100 إذا لم تتخذ دول العالم إجراءات ترمي إلى كبح الاحتباس الحراري.