يعاني ملايين البشر، من حالة مزعجة جدا، هي التعرق الشديد حتى خلال الأشهر الباردة. فهل التعرق مرض، أم إشارة الى مرض؟
كثيرو التعرق عادة ما يخجلون من مراجعة الطبيب مع ظهور هذه الحالة، وقلة فقط يدركون أن التعرق هو رد فعل الجسم، أي هو من الأعراض وليس حالة مرضية مستقلة.
لكن بعد استشارة الطبيب، يدرك الشخص أن سبب التعرق الشديد، هو انخفاض ضغط الدم (أقل من 10060 ملم عمود زئبق)، كما يمكن أن يكون السبب مشاكل نفسية وبدنية والتغيرات المناخية والنحول وأسباب عاطفية مختلفة، واللامبالاة والتشتت وضعف الذاكرة وعدم القدرة على العمل، وجيمع هذه الأسباب يعاني منها عادة سكان المدن الكبيرة المزدحمة.
يمكن أن يكون التعرق حالة طبيعية للجسم، وقد يكون إشارة الى الإصابة بالمرض. وكل شخص يمكنه، حسب أخصائي أمراض القلب إيفان غروزديف، أن يحدد بنفسه إن كان تعرقه “صحيا” أم “مرضيا”.
ويضيف أن انخفاض ضغط الدم هو حالة مرضية وليست مسألة طبيعية، وأعراضه تستمر ليلا ونهارا، ويزداد التعرق بزيادة الطاقة المصروفة، يرافقها رغبة في التقيؤ والغثيان والقشعريرة وتخدر الأطراف والقلق والكآبة.
وحسب قوله، من المهم أن ينام الشخص المدة اللازمة وأن لا يغادرة الفراش بصورة مفاجئة وسريعة بعد أن يستيقظ من النوم، بل بصورة هادئة يتبعها بعض التمارين البدنية لمدة 5 دقائق، ويليها حمام الصباح، وعليه بعد ذلك أن يتناول فطورا يتضمن أطعمة ذات طعم حاد، لزيادة الشهية، وشيئا مالحا.
يؤكد الخبير، على أن 90 بالمائة من حالات التعرق كانت في السابق تنسب إلى انخفاض ضغط الدم والضعف العصبي، أما الآن فقد تبين أن 30 – 40 بالمائة منها سببها نزف داخلي، 10 بالمائة هو خلل في عمل الغدد الصماء وغيرها من أعضاء الجسم باستثناء الدماغ، وأن 50 – 55 بالمائة فقط سببها انخفاض ضغط الدم والضعف العصبي.
علاج التعرق – يرتبط العلاج بنوع التعرق، فتحليل الدم يشير إلى الطريقة الصحيحة الواجب اتباعها في العلاج، فمثلا إذا كان عدد الكريات البيضاء ومستوى عنصر الحديد منخفضين فإن هذا يشير الى نزف دموي داخلي، عند الرجال بسبب قرحة المعدة أو الاثني عشري، وعند النساء بسبب بعض الأمراض النسائية. هنا لا بد من تحديد السبب بعمل تحاليل وفحوصات إضافية.
أي أن علاج حالة التعرق يجب أن يكون على أساس نتائج الفحوصات والتحاليل المرضية اللازمة، وليس بصورة ارتجالية لا تعتمد على أسس علمية صحيحة.