انتقد زعيم جناح المعارضة بالكنيست الإسرائيلي، يتسحاق هيرتسوغ، لدى مشاركته في فعاليات “السبت الثقافي” في مدينة رامات جان، معارضي خطته الرامية للفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر عزل الأحياء والقرى والبلدات العربية بالقدس الشرقية، عما يعتبرها عاصمة إسرائيل بحيث تبقى السيطرة الإسرائيلية على مدينة القدس المحتلة وعدم طرح فكرة حل الدولتين في المرحلة الحالية.
وأشار هيرتسوغ إلى أن “الشعب الإسرائيلي لم يعد يرغب في سماع اليسار المتطرف الذي يرفض التعاطي مع أي مبادرات من أجل الحل السياسي”.
وأضاف أن الشعب “يعتبر أنه لا توجد أي من تلك المبادرات يمكنها أن توفر الأمن لإسرائيل، وكذلك اليمين المتطرف الذي يفرض على الشعب السير في مسار ضم الضفة الغربية بمن عليها للسيادة الإسرائيلية”.
الطريق لـ”إسرا- سطين”
وزعم المعارض الإسرائيلي أن خطته هي المبادرة الوحيدة التي ستحافظ على إسرائيل كدولة يهودية آمنة وديمرقراطية، وأن اليمين المتطرف وكذا اليسار، يتبنيان شعارات ستقود في النهاية إلى ما وصفها بدولة (إسرا- سطين)، أي دولة واحدة يهودية – عربية بين الأردن والبحر المتوسط.
ولفت إلى أنه من يقف على رأس تحالف “المعسكر الصهيوني” المعارض، والذي يضم حزبي “العمل” برئاسته و”الحركة” برئاسة تسيبي ليفني، هو وحده من يمتلك مبادرة واقعية قابلة للتنفيذ الفوري، وأنه لو امتلك المستوى السياسي والإرادة، لنفذها من الصباح الباكر، وبذلك سيجنب البلاد ما وصفها بـ”موجة الإرهاب” وسيغير الواقع الحالي.
ونوه هيرتسوغ إلى أن المواطنين في إسرائيل “قد سئموا الإتهامات التي يطلقها اليسار المتطرف، الذي لا يتوقف عن الحديث عن غياب الأفق السياسي دون أن يقدم حلولا”، منتقدا تمسك هذا التيار بحل الدولتين، وتحويل إسرائيل إلى دولة لكل مواطنيها مع إلغاء فكرة الدولة اليهودية الديمقراطية أو حل الدولة الوحدة ذات القوميتين، في إشارة إلى الفكر السياسي للتيارات التي تنتمي لأقصى يسار الخارطة السياسية الإسرائيلية والتي يطلق عليها “اليسار الراديكالي”.
واعتبر زعيم جناح المعارضة بالكنيست الإسرائيلي،ظ أن اليمين المتطرف بدوره “يريد أن يفرض على الإسرائيليين إخضاع جموع الفلسطينيين بالضفة الغربية وبالقدس الشرقية للسيادة الإسرائيلية الكاملة”، وبالتالي يرى أن خطته هي الأقرب إلى الواقع، وأن الفصل بين الجانبين هو البديل العملي عن حل الدولتين في الوقت الراهن.
وكان حزب “العمل” الذي يترأسه هيرتسوغ، قد تبنى خطته المشار إليها في الثامن من فبراير الماضي، موجها صفعة لمعارضي تلك الخطة داخل الحزب، ولا سيما زعيمته السابقة له “شيلي يحيموفيتش”.
تأجيل حل الدولتين
وتعتمد خطة هيرتسوغ التي طرحها للمرة الأولى في يناير الماضي، خلال لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي، فرانسواه أولاند، في قصر الإليزيه، على تأجيل الحديث عن حل الدولتين في الوقت الراهن في ظل العداء المتبادل وما يعتبره إرهابا فلسطينيا، فضلا عن صعود اليمين المتطرف في إسرائيل، واستحواذ الصهيونية الدينية وأتباع التيارات القومية على المناصب الحساسة.
وتشمل الخطة، فصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عن بعضهما البعض بشكل مادي حقيقي، بحيث يتم تمييز ما هو يهودي وما هو فلسطيني، كل بمعزل عن الآخر، ومن ثم بناء جدار عازل يفصل الأحياء والقرى والبلدات العربية بالقدس الشرقية عما يعتبرها عاصمة إسرائيل، بحيث تبقى السيطرة الإسرائيلية على المدينة المحتلة.
وتشمل الخطة أيضا مواصلة البناء داخل الكتل الاستيطانية فقط وليس خارجها، فضلا عن فترة إنتقالية تستمر بضع سنوات يمكنها أن تزيل التوتر بين الجانبين، قبل الحديث عن البدء في مفاوضات الحل النهائي. وتشمل أيضا، التعاون بين الجانبين في مجال الحرب ضد الإرهاب، والعمل على عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، والتواصل مع الدول العربية التي يصفها بالمعتدلة، وإشراكها في الحرب على الإرهاب والتطرف، بما في ذلك داخل المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.