كشف مصدر في الخطوط الجوية العراقية،عن مغادرة أكثر من 220 مسؤولاً وبرلمانياً عراقيا عبر 3 مطارات خلال اليومين الماضيين، تزامنا مع دعوات لإغلاق المنطقة الخضراء أو إلغائها.
وقال ضابط في إدارة الجوازات العراقية، إن “غالبية الحجوزات على الخطوط العراقية وخطوط أخرى، كانت لمسؤولين عراقيين وعائلاتهم ومقربين منهم، والذين توجهوا إلى العاصمة الأردنية عمّان وإسطنبول التركية، فضلاً عن حجوزات إلى دبي في الإمارات”.
وبحسب المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن “أكثر من 350 عائلة وصل تعداد أفرادها إلى نحو 1400 شخص بينهم أطفال ونساء، غادروا العراق خلال الأيام الأخيرة، وجميعهم أقارب لمسؤولين ونواب عراقيين”.
من جهته، قال موظف رفيع في إحدى الدوائر الخدمية، التابعة للمنطقة الخضراء حيث المقار الحكومية، إن “أكثر من 120 داراً وشقة فخمة يسكنها مسؤولون وبرلمانيون، أصبحت خالية داخل المنطقة الخضراء، بعد أن هجرها سكانها، أخيرا”.
وأضاف، أنور التميمي، الموظف في المنطقة الخضراء، أن”معظم الوحدات السكنية والمناطق الترفيهية، المعدة لسكن سياسيين، أصبحت خالية من سكانها الذين غادروا إلى عواصم خارج البلاد، بينما غادر ممثلو بعض النواب إلى محافظاتهم ومناطقهم العشائرية”.
وتحدثت مصادر سياسية عن حالة من “الذعر” أصابت سياسيين وبرلمانيين عراقيين، مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات التي ينفذها أتباع التيار الصدري ومدنيون متحالفون معهم في محيط المنطقة المعززة أمنياً، مهددين باقتحامها.
وتبدو العاصمة العراقية، بغداد، خالية من حركة السياسيين الذين عادة ما يتنقلون ضمن مواكب ضخمة من السيارات المصفحة، فضلاً عن فتور نشاطهم الإعلامي واقتصاره على تصريحات يكتبونها على صفحاتهم في مواقع التواصل.
ويحذر مسؤولون عراقيون من “انقلاب ناعم” ينفذه الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، إلى حد تشبيهه بثورة الخميني ضد حكم شاه إيران في 1979.
ويقتصر التواجد في المنطقة الخضراء، التي عزلها الأمريكيون لدى احتلالهم العراق في 2003، على عناصر أمنية وبعض موظفي السفارات الأجنبية العاملة في العراق، كما نقلت مصادر عراقية من داخل المربع الأمني الخاص بسكن النخبة السياسية الحاكمة.
وتتزامن هذه الأنباء مع دعوات أطلقها نواب وسياسيون لإلغاء المنطقة الخضراء، مقر السياسيين الحصين أو إغلاقها.
ولاتبدو ملامح إنقاذ العملية السياسية الحالية ممكنة إلا بتدخل من مرجعية السيستاني، أو من خلال تدخل دولي من قبل أبرز لاعبين على المسرح العراقي وهما النظام الإيراني المتحكم، والبيت الأبيض الضاغط