حذر أطباء من خطورة “إهمال” أو “التهاون” بــ “اضطرابات النوم”، التي أثبتت آخر الاحصاءات الطبية معايشة 20 في المائة من أفراد المجتمع السعودي لها، وذلك في ندوة علمية مصاحبة لاحتفالية نظمها مركز طب وبحوث النوم في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أمس الخميس، بمناسبة اليوم العالمي للنوم الذي يوافق الــ 12 من مارس.
وتشير النتائج الأولية لدراسة علمية، تعد الأولى من نوعها في المجتمع السعودي بإشراف مركز طب وبحوث النوم في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، إلى إصابة 20 في المائة من أفراد المجتمع بدرجات متفاوتة من أمراض النوم ومضاعفاته، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، ومن أهم أعراضه “الشخير” الذي يعاني منه حوالي 25 في المائة من العينة التي شملت ما يزيد عن 2000 حالة خضعت للدراسة، في حين ارتفعت نسبة الإصابة به لدى الأفراد المدخنين بأكثر من الضعف عن غير المدخنين.
ووجدت الدراسة أيضاً، زيادة احتمال إصابة الأبناء بانقطاع التنفس أثناء النوم، بمعدل الضعف، في حال ارتباط والديهم بزواج الأقارب (أبناء العمومة)، وهي إحدى النتائج التي تظهر للمرة الأولى كــ “عامل” خطر يختص بمجتمعات دأبت على تكريس الزواج من نفس العائلة، في إشارة إلى ارتباط انقطاع التنفس أثناء النوم بعوامل وراثية.
وفي ورقة علمية طرحها رئيس قسم الأمراض الصدرية ومدير مركز اضطرابات النوم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور أيمن بدر كريم، أعلن فيها عن ارتفاع نسبة المرضى الذين يعانون من مشاكل النوم، موضحاً أن مراكز اضطرابات النوم تعنى بتشخيص وعلاج المشاكل المختلفة المرتبطة بالنوم، ومن بين هذه المشاكل اضطرابات التنفس، بما في ذلك الشخير وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وكذلك الأرق المزمن وحالات الإفراط في النوم واضطرابات الحركة قبل وأثناء النوم؛ كمتلازمة الساقين غير المستقرة وغيرها مثل الكلام والمشي وتمثيل الأحلام.
وأوضح الدكتور كريم أن : “هذه الاضطرابات لا تؤدي عادة إلى رداءة النوم أثناء الليل فقط، بل ينعكس أثرها سلباً على الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية للفرد، كما يمكن لاضطرابات النوم أن تؤثر على شريك الحياة، فعلى سبيل المثال، قد يؤدي صوت شخير الزوج العالي والمستمر، وانقطاع تنفسه أثناء النوم بشكل متكرر، إلى أرق الزوجة ومعاناتها، ما يترتب عليه الكثير من المشاكل الصحية والعائلية والاجتماعية”.
وأكد كريم أنه يمكن التعرف على مراحل النوم المختلفة؛ كالنوم العميق والحالم وكشف أي خلل بها، وذلك في مختبر فحص النوم عن طريق تسجيل نشاط المخ والجسم أثناء النوم الذي يشمل تخطيط المخ، وحركة العينين، وتسجيل توتر بعض عضلات الجسم، وسرعة نبضات القلب، ومن خلال جمع هذه المعلومات يمكن معرفة طبيعة النوم وتشخيص نوع الاضطراب الذي يعاني منه المريض