تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” في مقال لها، الاتفاقية التي وقعتها المملكة العربية السعودية مع كوريا الجنوبية بشأن بناء مفاعلين نوويين، والنتائج المحتملة من ذلك.
وجاء في المقال:
على خلفية المفاوضات الطويلة والمعقدة بشأن البرنامج النووي الايراني وقعت المملكة العربية السعودية، دون أي عراقيل، اتفاقية مع كوريا الجنوبية لبناء مفاعلين نوويين. الولايات المتحدة تخشى ان تبدأ المملكة في بناء قدرات نووية تؤدي الى سباق التسلح في الشرق الأوسط.
وقعت الاتفاقية في الرياض خلال الزيارة الرسمية التي ادتها رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية الى المملكة، وتبلغ قيمتها 2 مليار دولار، ومدتها 20 سنة. ويذكر ان رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي آل سعود، كان قد صرح بأن الرياض ستباشر في بناء قدراتها النووية لكي لا تتخلف عن طهران. قد يقصد الأمير تخصيب اليورانيوم وتطوير العمل في مجال البلوتونيوم.
تقول صحيفة “وول ستريت جورنال” ان مسؤولين امريكيين وعرب، عبروا عن قلقهم من ان تؤدي المواجهة بين المملكة وايران، كما تحصل منذ عدة أشهر في سوريا والعراق ولبنان واليمن، الى سباق تسلح نووي. كما انه ليس مستبعدا ان تحصل المملكة على قنبلة ذرية من باكستان.
يقول مدير مركز الدراسات الاجتماعية – السياسية، فلاديمير يفسيف “تعتبر كوريا الجنوبية في الوقت الحاضر إحدى الدول القليلة التي يمكنها بناء مفاعلات نووية مختلفة وبكلفة منخفضة. لقد منع الغرب كوريا الجنوبية من انشاء مستلزمات تخصيب اليورانيوم وانتاج وقود الصواريخ النووي بهدف الحصول على البلوتونيوم. أي انه من المحتمل أن تبدأ هذه العملية في المملكة. هذه البنية التحتية تسمح بإنتاج السلاح النووي”.
وحسب قوله، انه في حالة حصول السعودية على اسلحة نووية، فسيكون من الصعب على الولايات المتحدة الضغط على ايران. إضافة الى أن المملكة تملك صواريخ صينية متوسطة المدى، يمكنها حمل الرؤوس النووية. ولكن من جانب آخر توجد في المنطقة دول أخرى تعمل على تطوير الصناعات الذرية، من بينها تركيا وقطر ومصر. أي ليس من المستبعد انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط مستقبلا.
يختتم يفسيف حديثه بالقول “تملك الولايات المتحدة العديد من وسائل الضغط على المملكة، وخاصة بعد تغير الملك. كما أن كوريا الجنوبية حليفتها، لذلك فهي تأمل أن تتمكن من مراقبة تطور الأوضاع، لكي تمنع الرياض من صنع القنبلة. ولكن نحن نعلم انه لم تقف العلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة وباكستان، حائلا أمام الأخيرة في صنع القنبلة الذرية. إضافة لهذا يمكن للصين التي ساعدت باكستان، أن تقدم نفس المساعدة للرياض مقابل النفط. وفي هذه الحالة لا يمكن الحديث عن احتمال سيطرة الولايات المتحدة على تطور الأوضاع”.
ويذكر ان المملكة السعودية كانت قد أعلنت عام 2013 عن خططها لبناء 17 مفاعلا نوويا لغاية عام 2030 بكلفة 100 مليار دولار، وقد وقعت اتفاقيات للتعاون في مجال الذرة مع الصين وفرنسا والارجنتين. وقد حاولت الولايات المتحدة توقيع اتفاقيات مماثلة مع المملكة إلا أن المباحثات باءت بالفشل بسبب الموقف المتشدد لإدارة اوباما.