أيها الأصدقاء الأعزاء في المجلسين البريطانيين،
أيها المناصرون الشرفاء للمقاومة الايرانية،
في بداية السنة الفارسية الجديدة التي تتواكب مع نضارة الربيع، أتمنى لكم ولعائلاتكم، والشعب البريطاني العظيم عاما حافلا بالتقدم والسلام، بعيدا عن خطر الإرهاب والأصولية.
نوروز هو العيد الإيراني الأهم منذ آلاف السنين. أساطير بلاد فارس القديمة، والقصص والقصائد كلها تشير إلى أن عيد نوروز هو واحد من أهم الدعائم الأساسية للثقافة الإيرانية.
ما هو معنى عيد نوروز؟ إنه يعني تجدد الطبيعة، وتجدد السنة والوقت، وتجدد القلوب، والرؤى والمصير.
لذلك، نوروز هو أبعد من الاحتفال برأس السنة الجديدة، إنه جزء من رؤية الشعب الإيراني وتطلعاته إلى العالم.
وهذا يعني أنهم واثقون من أن الوضع لن يبقى كما هو، وسوف يتغير بالتأكيد. ومن هنا يمكن للمرء أن يفهم الصراع العميق القائم بين هكذا شعب وله مثل هذه الثقافة والتاريخ، وبين نظام الملالي الحاكم.
لم تكن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران على مدى السنوات الـ 37 الماضية قادرة على منع الناس من الاحتفال بعيد نوروز.
في سنوات حكم الملالي، يحتفل الإيرانيون بعيد نوروز مئة مرة أكثر مما كانت عليه في الماضي.
والرسالة هي أن الملالي هم ذاهبون وأن أبناء الشعب الإيراني يريدون التغيير. انهم أظهروا ذلك من خلال آلاف من الاحتجاجات والإضرابات خلال العام الماضي. وفي مواجهة هكذا شعب فلا يمكن للملالي أن يحافظوا على حكمهم إلا بالقمع الأكثر وحشية. روحاني الذي كان يقول إنه سيجلب الاعتدال، فقد جلب بدلا من ذلك المزيد من الإعدام لإيران والمزيد من الحرب لسوريا.
وكان الملالي يقولون إن الشعب الإيراني سيعيش أفضل حالا بعد الاتفاق النووي، ولكن الأصول المفرج عنها جراء رفع العقوبات ذهبت إلى قوات الحرس وأنفقت على الحرب في اليمن وسوريا والعراق.
وبات شعبنا أكثر فقرا من أي وقت مضى. وكان واحدا من نتائج الاتفاق النووي مجزرة أخرى نفذت ضد أعضاء المقاومة الإيرانية في مخيم ليبرتي مما أثبت مرة أخرى أنه طالما الملالي هم في السلطة، فان ليبرتي وكذلك حقوق الإنسان والسجناء السياسيين يبقون في خطر ولذلك الدفاع عنهم أمر ضروري للغاية.
ومع ذلك رسالة عيد نوروز، هو أن الحكام المستبدين محكوم عليهم بالذهاب. رسالة أخرى للعيد هي أنه يثني على أولئك الذين يمهدون الطريق لمجيء الربيع. وأنتم أيها الأصدقاء الأعزاء، يا من نهضتم للدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان في إيران وحماية أفراد المقاومة الإيرانية في مخيم ليبرتي، أنتم من بين أولئك الذين يمهدون الطريق لحلول فصل الربيع وعيد نوروز.
وأنا أقدر بصدق بذل جهودكم السخية والشجاعة.
التاريخ يشهد بأن هذه الجهود هي التي تحول العالم القديم إلى العالم الجديد وهي التي تبني دعائم السلام والصداقة والتقدم للجميع، وأفضل العلاقات بين شعوب بلدينا.
أشكركم جزيل الشكر.