دلالات زيارة الملك سلمان لمصر

تتجه الأنظار غداً الخميس، إلى مطار القاهرة الدولي، حيث تحط طائرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لأول مرة منذ توليه عرش المملكة قبل عام.
ويقول مراقبون للسياسة السعودية، إن زيارة الملك سلمان إلى القاهرة، تحمل أبعاداً أكبر مما يتم الحديث عنه في الأوساط السياسية والإعلامية، وأنها ستكشف عن عقيدة الملك سلمان تجاه حليفه المصري بعد أكثر من عام على توليه سدة الحكم في المملكة.
 ويحيط الغموض وتغيب التصريحات الرسمية عن جدول أعمال المباحثات بين زعيمي البلدين في كل من الرياض والقاهرة، فيما تتحدث التقارير الإعلامية عن مجموعة قضايا سيجري مناقشتها بين الطرفين.
 وتتركز التوقعات حول الزيارة في الشق السياسي بالتركيز على الأزمة اليمنية وما يمكن أن تلعبه القاهرة هناك، إضافة لمحاولة الرياض تنظيم مصالحة مصرية تركية، وتحديد موقف الطرفين للحل الأنسب للأزمة السورية، فيما تدور التوقعات في الشق الاقتصادي حول حجم الدعم والجدول الزمني للنهوض بالاقتصاد المصري  .
 وقال دبلوماسي خليجي   إن الملك سلمان سيبحث مع نظيره عبد الفتاح السيسي مجموعة قضايا سياسية إقليمية لبلورة موقف موحد بشأنها يتبعه خطوات فعلية تغير من المشهد الإقليمي المتأزم لصالح المحور السعودي الذي يعتبر إيران أكبر تهديد لمصالح الرياض وحلفائها.
وأضاف الدبلوماسي الذي عمل في الرياض لسنوات، أن الملك سلمان لن يضغط على حليفه المصري في أي ملف، لأن السياسة السعودية الجديدة تقوم على احترام الحلفاء ومصالحهم وسياستهم الخاصة بدولهم بما لا يتناقض مع السياسة العامة للتحالف الكبير.
 وتوقع الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن يطلب الملك سلمان من السيسي تحديد حجم الدعم الاقتصادي وضع جدول زمني محدد يقود نحو اقتصاد مصري متعافي لايشكل قلقاً للرياض التي تنظر للقاهرة كأهم وأكبر حليف لها يؤثر في المنطقة.
 وتجنبت الرياض والقاهرة طوال الفترة الماضية التعليق رسمياً على التقارير التي تتحدث عن وجود خلاف بين البلدين حول سياسة كل منهما في الأزمتين السورية واليمنية، لتبدد الزيارة بتوقيتها كل تلك التوقعات عن وجود خلاف.
 وقال الكاتب ورجل الأعمال السعودي المعروف حسن شبكشي معلقاً على الزيارة “السعودیة ومصر یجمعھما كثیر من الإرث والمصالح المشتركة، وھي القاعدة التي تؤسس العلاقة بین البلدین، وإذا كان ھناك اختلاف في بعض الملفات وعدم وجود اتفاق كامل، فإن ھذا لا یمنع وجود الوفاق على الصورة الكبیرة والأهداف العریضة والخطوط الأساسیة.
 ويقول مراقبون للسياسة السعودية إن الرياض تختلف مع حلفائها الأتراك والقطريين والباكستانيين في كثير من القضايا، لكن ذلك لم يمنع الملك سلمان من العمل معهم جميعاً بشكل وثيق لتحقيق مصالح مشتركة يتصدرها الأمن في منطقة تعصف بها الحروب، وأن هذه العقيدة ستُتبع مع مصر أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *