بدأت في مدينة إسطنبول التركية، صباح اليوم الخميس أعمال القمة الـ13 لـ”منظمة التعاون الإسلامي”، بمشاركة قادة ورؤساء وفود أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية.
وتسلمت تركيا من جمهورية مصر العربية -التي كانت تترأس الدورة 12- رئاسة القمة.
وقال العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز في كلمته خلال القمة إنه يجب العمل على إنهاء الأزمة السورية على أساس جنيف 1.
وأضاف الملك أن زعماء الدول الإسلامية مطالبون بإيجاد حلول للأزمات في سوريا والعراق وليبيا، مؤكدا دعم بلاده للمشاورات القائمة بالكويت لإحلال السلام في اليمن، مبينا أنه يجب العمل على حل الأزمة في اليمن على أساس قرارات مجلس الأمن.
وأعلن الملك سلمان أن التحالف الإسلامي يمثّل خطوة لحماية الشباب المسلم من الإرهاب، منوها بوجوب معالجة القضايا الإسلامية الأساسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ضرورة تأسيس هيئة أو مؤسسة لمكافحة الإرهاب، معتبرا أنّ الإرهاب والعنف أكثر ما يعانيه العالم الإسلامي.
وناشد أردوغان دول العالم العمل بجدية لمكافحة الإرهاب، مضيفا: أن العالم يتحدث عن إرهاب بروكسل وباريس وينسى اسطنبول وأنقرة ولاهور.
وشدد الرئيس التركي على أهمية وحدة العالم الاسلامي، لافتا الى أنّه عانى من القاعدة والآن يعاني من داعش أيضا، وأردف بالقول: علينا أن نجتنب الخلافات والخصومات، معتبرا أنّ العالم الإسلامي يواجه الفتنة المذهبية والتمييز العنصري.
وفيما أشار الى أنّ تركيا فخورة باستضافة قمة منظمة التعاون الإسلامي، دعا أردوغان إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن الدولي، مستنكرا عدم وجود دولة إسلامية بين أعضائه.
ومن المتوقع أن تشهد القمة اليوم، والتي يحضرها قادة العالم الإسلامي، اتخاذ قرارات ومبادرات عملية تسعى إلى النهوض بالعمل الإسلامي المشترك، والارتقاء بالدور المنوط بمنظمة التعاون الإسلامي على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري -الذي مثل بلاده في القمة- استمرار جهود بلاده مع منظمة التعاون الإسلامي، والدول الأعضاء في خدمة العالم الإسلامي.
وأضاف أن “الحروب في سوريا واليمن والعراق وليبيا نتاج مشاكل داخلية وإقليمية ودولية”.
وجدد الوزير المصري التأكيد على ضرورة الحل السياسي لهذه الأزمة، مضيفاً: “إرادة الحل السياسي التي أبدتها موسكو وواشنطن باتجاه إيجاد تسوية للأزمة السورية والتحسن النسبي على الأرض دليل عملي على استعادة قدر من التوازن، ونأمل أن ينسحب ذلك على الساحة الدولية كلها”.
ويناقش القادة ورؤساء الوفود على مدى يومين في القمة، التي تنعقد تحت شعار “الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام”، ملفات الإسلاموفوبيا، والوضع الإنساني في العالم الإسلامي، والخطة العشرية الجديدة 2015-2025 لـ”منظمة التعاون الإسلامي“.
كما يبحثون قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، وحالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة، ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وحسب تسريبات إعلامية لمشروع البيان الختامي للقمة، فقد دان قادة ورؤساء الحكومات الاعتداءات على البعثات السعودية في إيران، ورفضوا التصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية بحق مرتكبي الجرائم الإرهابية في السعودية.
كما دان البيان التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين واليمن وسوريا والصومال واستمرار هذه الدولة في دعم الإرهاب.
وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة ركزوا نقاشاتهم خلال اجتماعاتهم التحضيرية، على الصراعات والنزاعات التي تشهدها المنطقة، وانتشار الجماعات المتطرفة كما ركز المجتمعون على بحث القضية الفلسطينية.