جدد وزير الخارجية الإسرائيلي إفيغدور ليبرلمان تهديداته لحماس، وهذه المرة من قلب الحرم الإبراهيمي بالخليل الذي وطئه أمس في خطوة اعتبرها الفلسطينيون دعائية قبل يومين من الانتخابات.
دخل ليبرلمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، الحرم الإبراهيمي الأحد 15 مارس/آذار في زيارة رافقها إغلاق البوابات التي تفصل الحرم عن السوق الفلسطيني بالبلدة القديمة، بوجود قوات عسكرية وشرطية كبيرة التي منعت وصول المصلين إلى الحرم.
واستغل ليبرمان زيارته التي لم تدم سوى نصف ساعة لإطلاق تصريحات نارية، رأى فيها البعض فرصة أخيرة لرفع أسهمه المتهاوية عشية الانتخابات البرلمانية.
وبرر تواجد ليبرمان تواجده بالمكان في هذا الظرف بالقول إنه يواظب على زيارة المسجد الإبراهيمي والخليل ضمن جولاته التي يقوم بها في كل حملة انتخابية لتأكيد هويتها اليهودية، مؤكدا أن حزبه “لم يسلم الخليل لذلك فإن المعسكر الوطني هنا وليس في أي مكان آخر مهاجما نتنياهو والليكود بصفته من “سلم” الخليل، حسب تعبيره.
وجدد زعيم “إسرائيل بيتنا” من الحرم الإبراهمي تهديداته لحماس ورفضه لأي انسحاب من الضفة الغربية على غرار الانسحاب من قطاع غزة عام 2005
وقال: “جئت إلى هنا لأجلس بين الأشخاص الوطنيين، الذين يرغبون في تدمير حماس”، مجددا دعوته إلى إعدام الأسرى الفلسطينيين بدلا من الإفراج عنهم.
زيارة ليبرمان أثارت ردود فعل فلسطينية غاضبة إذ اعتبر مدير الأوقاف في الخليل إسماعيل حلاوة أن ” ليبرمان يهدف بهذا الاقتحام إلى تعزيز دعايته الانتخابية التي تكتسب طابعا قوميا ومتطرفا”.
وشدد على أن ما حدث يعتبر استفزازا لمشاعر المسلمين عامة ولأهل الخليل خاصة، وأن قيام ليبرمان بدعايته الانتخابية من قلب المسجد الإبراهيمي الشريف يعتبر “انتهاكا واضحا للقوانين الدولية وللمؤسسات الحقوقية التي تمنع الاعتداء على دور العبادة في زمن الاحتلال”.
كما دان قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش الزيارة، مؤكدا أنها لعب بالنار يثير المزيد من العداوة والكراهية والتوتر.
وقال الهباش في بيان صحفي الأحد إن “اقتحام” الحرم الإبراهيمي من قبل ليبرمان ونفتالي بينيت يكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل القائم على عدم تقبل الآخر والسير باتجاه وضع اليد ومحو الطابع العربي والإسلامي عن مدينة الخليل.
ويتوقع أن يكون ليبرمان من أكبر الخاسرين خلال الانتخابات المقررة الثلاثاء المقبل، إذ شكلت فضائح الفساد لقيادات من حزبه كشف عنها العام الماضي ضربة كبيرة له ما أدى إلى تراجعه في استطلاعات الرأي التي تشير إلى إمكانية حصوله على 5 مقاعد فقط في الكنيست المقبل.