اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، على عشرات المصلين الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى، لدى محاولتهم منع مجموعة من المستوطنين اليهود من اقتحامه لأداء طقوس تلمودية، ما تسبب في إصابة عدد من المصلين.
ولفتت تقارير إعلامية فلسطينية إلى أن قرابة 130 مستوطنا حاولوا صباح اليوم الثلاثاء اقتحام الأقصى، وأن هناك العديد من المحاولات التي لا تتوقف من قبل مستوطنين، لأداء طقوسهم التلمودية بحجة الأعياد اليهودية.
وزعمت شرطة الاحتلال عبر بيان أصدرته الثلاثاء أنه في نهاية زيارة قامت بها مجموعة من الزوار اليهود، وخلال خروج آخرهم من ساحات جبل الهيكل “المسمى العبري للحرم القدسي الشريف”، بدأ مصلون فلسطينيون في هتافات ضد هؤلاء الزوار تطالب بخروجهم من المكان، قبل أن تقع مشادات.
وأشار البيان إلى أن الشرطة قامت على الفور بإبعاد اليهود عن الموقع، ومنعت حدوث خروقات، ونجحت في السيطرة على الأوضاع وإعادتها إلى طبيعتها، مضيفا أن الشرطة مستعدة اليوم مثل جميع أيام عيد الفصح، وأنها تدفع بأفضل من لديها من عناصر في شرق وغرب مدينة القدس.
وحاول أكثر من 50 مستوطنا يوم أمس الإثنين اقتحام المسجد، وتصدى لهم فلسطينيون، ووقعت مشادات بينهم وبين شرطة الاحتلال، وصلت إلى الاشتباك بالأيدي، وانتهت بإبعاد مجموعة كبيرة من المستوطنين وإخراجهم من ساحته.
وفي وقت سابق دعت منظمات يهودية تطالب بهدم الأقصى وبناء ما تسميه الهيكل، للمشاركة في تقديم قرابين عيد الفصح اليهودي أمام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، فيما حذرت مصادر فلسطينية من أن تلك الدعوات تأتي في إطار محاولات ممنهجة لاقتحام المسجد خلال عيد الفصح اليهودي الذي يحتفل به حاليا.
وحذر المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، وقال في بيان رسمي أمس الإثنين، أن “الممارسات الإسرائيلية بحق الأقصى ستؤدي إلى عواقب وخيمة”، منددا باقتحام مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين ساحات المسجد تحت غطاء قوات الشرطة الإسرائيلية.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الهجمة الإسرائيلية المنظمة على الحرم القدسي الشريف، وأداء الطقوس التلمودية الاستفزازية، وإقدام قوات الاحتلال على غلق الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين الفلسطينيين، بزعم الأعياد اليهودية.
ولفت بيان الخارجية الفلسطينية إلى أن الحديث يجري عن “هجمة ممنهجة وليست مجرد جماعات هامشية تعمل بشكل منفرد، ولكنها جهات تعمل ضمن منظومة متكاملة، تقودها وتحتضنها وتمول جزءا من أعمالها الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو.
ونفى مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو، أن يكون قد تعهد لملك الأردن عبدالله الثاني، بالحد من اقتحام المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى، وأشار إلى أنه لم يصدر أي تعهد من هذا النوع، وأن القيد الوحيد فُرض على زيارة نواب الكنيست العرب واليهود.