عبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الاثنين، عن أمله في أن يتضح الموقف بشكل أكبر خلال يوم أو نحو ذلك، فيما يتعلق باستئناف وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدا أنه “اتفق مع روسيا على تعزيز مراقبته بمجرد أن يسري”.
وقال كيري للصحفيين في جنيف، بعد محادثات مع ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، “ساهم الجانبان.. المعارضة والنظام.. في هذه الفوضى، وسنعمل خلال الساعات المقبلة بشكل مكثف من أجل محاولة استعادة وقف الاقتتال.”
وأضاف، “اتفقت روسيا والولايات المتحدة، على أن يعمل مزيد من الأفراد من هنا في جنيف بشكل يومي، من أجل ضمان وجود فرصة أفضل لفرضه (وقف إطلاق النار)”.
وشدد الوزير الأمريكي، على أن “الصراع السوري أصبح خارج السيطرة من نواح كثيرة، وإنه لا يمكن إجراء محادثات سياسية مشروعة بشأن سوريا دون التزام الطرفين بوقف إطلاق النار”.
وفي وقت سابق اليوم، قال جون كيري، إن المحادثات مع روسيا وشركاء الولايات المتحدة في التحالف “تقترب من نقطة تفاهم” بشأن تجديد وقف إطلاق النار في سوريا بما في ذلك حول مدينة حلب.
وأكد، في بداية اجتماع مع نظيره السعودي عادل الجبير في جنيف في إطار جهود دبلوماسية مكثفة لوقف تصاعد القتال وإنقاذ محادثات سلام تقودها الأمم المتحدة بوساطة أمريكية وروسية، “نقترب من نقطة تفاهم.. لكن لا يزال أمامنا بعض العمل.. وهذا سبب وجودنا هنا.”
وأعلنت الحكومة السورية يوم الجمعة، عن “نظام تهدئة” مؤقت أي وقف للقتال في منطقة حول دمشق وفي محافظة اللاذقية، لكن كيري أوضح أن وقف إطلاق النار، الذي توسطت الولايات المتحدة وروسيا بشأنه في 27 فبراير شباط، “يجب أن يشمل أيضا حلب التي تحملت وطأة تصاعد وتيرة القتال”.
وبدوره ندد عادل الجبير، بالتصعيد في القتال بوصفه انتهاكًا لكل القوانين الإنسانية، وألقى باللوم في الضربات الجوية في حلب على القوات الحكومية ودعا الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي.
وقال وزير الخارجية السعودي، إن بوسع الأسد الرحيل من خلال عملية سياسية، وعبر عن أمله في أن يفعل ذلك وإلا فستتم الإطاحة به بالقوة.
وأضاف، أن العالم لن يدع الأسد يفلت بعد ما حدث، في إشارة إلى غارات جوية أصابت مستشفى في حلب الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل أطفال وأطباء.
روسيا: حلب قد تنضم للهدنة
في هذه الأثناء، نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء، عن مسؤول عسكري روسي قوله اليوم الاثنين، إن المحادثات مستمرة بشأن ضم محافظة حلب السورية إلى “نظام التهدئة”.
ونقلت الوكالة عن الجنرال سيرجي كورالينكو قوله أيضا، إن روسيا والولايات المتحدة والقيادة السورية والمعارضة “المعتدلة”، اتفقوا على تمديد “نظام التهدئة” في ضاحية الغوطة الشرقية بدمشق يومين آخرين حتى نهاية الثالث من مايو أيار.
اجتماعي ثلاثي
وكان خبراء ومحللون سياسيون، قد اعتبروا أن المحادثات الدولية بشأن سوريا، الجارية حاليًا في جنيف، ربما تتمخض عن إبرام اتفاق أمريكي روسي جديد “للتعايش الميداني السوري”.
ويعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، محادثات بشأن سوريا في جنيف، مع نظيريه الأردني ناصر جودة، والسعودي عادل الجبير. لكن السؤال الذي ظل يتردد لدى الكثير من المراقبين، هو لماذا اختار كيري اللقاء بجودة والجبير، دون غيرهما ودون ترتيب مسبق؟
وفي إطار الإجابة على هذا السؤال، يرى خبراء أن هناك “اهتمامًا مشتركًا للأطراف الثلاثة بترتيبات تخص الجنوب السوري المجاور للأردن، في إطار خطة أوسع يجري التفاوض عليها بين واشنطن وموسكو لتثبيت وقف شامل لإطلاق النار في مدينة حلب في الشمال السوري”.
ويقول خبراء إن “ما قررت الإدارة الأمريكية إطلاع بلدين عربيين معنيين مباشرة بالأزمة السورية، مثل الأردن والسعودية، عليه خلال مباحثات جنيف، سيشكل تحولًا مهمًا في الصراع السوري جنوبًا كما في الشمال في إطار تعايش ميداني بين النظام والمعارضة برعاية ورقابة أمريكية وروسية ميدانية وبمشاركة ودعم عدد من الإطراف العربية والإقليمية المعنية”.
ووفقًا للخطة التي سربت كل من واشنطن وموسكو أجزاء منها قبل إعلان صيغتها النهائية، فإن الهدف النهائي هو اتفاق لوقف إطلاق النار في كامل سوريا.