عمد تنظيم داعش المتطرف إلى تفخيخ “كل شيء” في تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، ما أدى إلى عرقلة العملية التي تشنها القوات العراقية منذ أسبوعين لاستعادتها، بحسب ما أفاد به متحدث لوكالة فرانس برس الثلاثاء.
وقال جواد الطليباوي، المتحدث باسم “عصائب أهل الحق”، وهي فصيل شيعي يقاتل إلى جانب القوات الأمنية، “زرعوا العبوات في جميع الشوارع والمباني والجسور.. فخخوا كل شيء”.
وأضاف: “توقفت قواتنا بسبب هذه الإجراءات الدفاعية”، متابعا: “نحتاج إلى قوات مدربة على حرب المدن”.
ولجأ التنظيم في مواجهة القوات المتقدمة إلى سلاح القنص والهجمات الانتحارية، إضافة إلى العبوات الناسفة المزروعة في المنازل وعلى جوانب الطرق. وتعتمد القوات العراقية على العنصر البشري لتفكيك هذه العبوات في غياب التجهيزات الآلية أو كاسحات الألغام.
وقال الطليباوي إن “معركة استعادة تكريت ستكون صعبة بسبب التحضيرات التي قام بها داعش”.
وفي حين أشار إلى أن الجهاديين محاصرون في أحياء المدينة (160 كلم شمال بغداد)، أقر بأن “الشخص المحاصر يقاتل بشراسة”.
وانطلقت عملية استعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، في 8 مارس، بمشاركة نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة والفصائل الشيعية وأبناء بعض العشائر السنية.
وتمكنت القوات العراقية من استعادة مناطق محيطة بتكريت، كما اقتحمت منتصف الأسبوع الماضي حي القادسية في الجزء الشمالي منها، دون أن تتمكن من استعادته بالكامل. وتراجعت حدة الاشتباكات خلال الأيام الماضية، مع استمرار القصف المدفعي وتدخل سلاح الطيران العراقي.
وأعلن وزير الداخلية، محمد سالم الغبان، الاثنين، “توقف” العملية للحد من خسائر القوات العراقية في مواجهة العبوات الناسفة وعمليات القنص، من دون أن يحدد السبل التي ستسمح باستئناف العمليات الهجومية.
وفي حين يشرف الغبان على قوات الشرطة، لم يتضح موقف القيادات العسكرية الأخرى المشاركة في العملية.
وكان قائد عمليات صلاح الدين، الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، أكد، الأحد، أن مشاركة التحالف الدولي في عملية تكريت “ضرورية”، مؤكدا أنه طلب “منذ بداية العملية” عبر وزارة الدفاع العراقية، توفير إسناد جوي من التحالف، إلا أن ذلك “لم يتم”.
ولم يشارك التحالف الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في سوريا والعراق في عملية تكريت.