إسرائيل تحاكم فتى فلسطينيًا أرشد “الشاباك” لمواقع أنفاق حماس

كشفت مصادر إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، النقاب عن كواليس اكتشاف الأنفاق الحدودية لحركة “حماس” مؤخرًا، وزعمت أن فتى فلسطينيًا يبلغ من العمر 17 عاما وينتمي للحركة، كان قد أعتقل إبان تسلله إلى الأراضي الإسرائيلية.
وقالت المصادر، إن الفتى هو من أدلى بمعلومات وفيرة  لجهاز الأمن العام “الشاباك”، بشأن الأنفاق، وأساليب حفرها، أدت إلى كشف مواقعها، وبذلك تكون قد ناقضت المزاعم بشأن الأجهزة والتكنولوجيا الحديثة التي تمتلكها إسرائيل، والتي ساعدتها في كشف مواقع هذه الأنفاق.
وقدمت النيابة العامة بدولة الاحتلال الثلاثاء، لائحة اتهام بحق الفتى الفلسطيني، أمام المحكمة القطرية بمدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، وأشارت وسائل إعلام إلى أن الفتى من مخيم جباليا، وأنه ناشط في الذراع العسكرية للحركة، “كتائب عز الدين القسام”.
وطبقا لتقارير إعلامية، فقد اعتقل الفتى بعد أن اجتاز السياج الأمني وتسلل للأراضي الإسرائيلية الشهر الفائت، وخلال التحقيق معه من قبل “الشاباك” كشف معلومات وفيرة حول أنشطة حفر الأنفاق الحدودية، بما في ذلك مواقعها وأساليب العمل بداخلها.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن الفتى خضع للتجنيد ضمن لواء الشمال التابع لـ”حماس” في قطاع غزة قبل فترة وجيزة من عملية “الجرف الصامد”، ما يعني أن عمره كان وقتها أقل من 15 عاما، وأنه بعد ذلك تلقى دورات تدريبية وعمليات تأهيل من قبل الذراع العسكرية للحركة، ونفذ عمليات كثيرة، من بينها المشاركة في نصب كمائن للدوريات الإسرائيلية، وعمليات مراقبة لصالح الحركة، وحفر الأنفاق، بحسب ما ورد بلائحة الاتهام.
وتتهم سلطات الاحتلال الفتى الفلسطيني، بأنه خضع لتدريبات على التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وتفجير عبوات ناسفة، مشيرة إلى أنه أكد خلال التحقيقات أنه شارك في زرع عبوات ناسفة داخل الأنفاق وفي محيطها، لمنع قوات الجيش الإسرائيلي من اقتحامها، كما احتفظ بعبوات ناسفة في منزله.
وأشارت وسائل اعلام عبرية، إلى أن الفتى كشف للمحققين مواقع الأنفاق الحدودية، وتفاصيل وافية حول وحدات النخبة التابعة لـ”حماس”، والمسؤولة عن حفر وتشغيل تلك الأنفاق، التي كانت ستستخدم في حالات الطوارئ، حال تجددت المواجهات بين الجانبين.
كما أدلى بمعلومات حول مداخل ومخارج أنفاق عديدة في قطاع غزة، وأساليب الحفر، والأدوات المستخدمة، وطرق التخفي، ومن بينها أن من يعملون على حفر الأنفاق لا يخرجون منها إطلاقا بملابس العمل، ويكون عليهم الاستحمام بداخلها وارتداء ملابس أخرى قبل خروجهم من النفق.
وورد بلائحة الاتهام 6 جرائم مختلفة تنسبها سلطات الاحتلال للفتى الفلسطيني، منها ارتكاب جريمة الانضمام والعمل مع تنظيم غير قانوني، والتآمر على ارتكاب جرائم قتل أو اختطاف بحق جنود إسرائيليين، ومحاولة القتل، ونقل معلومات للعدو بهدف استخدامها في اعتداءات تمس بأمن البلاد، وجريمة حمل سلاح غير مرخص.
واكتشف جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي، نفقا هجوميا لحركة “حماس”، يمتد من داخل قطاع غزة ليصل إلى إحدى المستوطنات الواقعة ضمن المجلس البلدي لمدينة إشكول، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية عدوان “الجرف الصامد” على قطاع غزة، صيف العام 2014.
وقال الجيش، إن الكشف جاء بعد الاستعانة بتكنولوجيا متطورة للكشف عن الأنفاق، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح مسؤول عسكري كبير بجيش الاحتلال، أن الجيش يعمل منذ شهور في المناطق المتاخمة لقطاع غزة، مستخدما معدات هندسية وأجهزة متطورة في محاولة لكشف وجود أنفاق حدودية تخص حركة “حماس”، مشيرا إلى أن الحركة حرصت على عدم استخدام النفق المكتشف بشكل هجومي ضد الجيش الإسرائيلي، وأن الاحتمال الأرجح هو أن الحركة كانت تعتزم استخدامه في حال اندلعت حرب جديدة.
ورد قيادي بحركة “حماس” بأن الكشف عن النفق لن يؤدي إلى التصعيد على جبهة قطاع غزة، وأن الطرفين لا يوجد لديهما مصلحة في التصعيد، مع أن المسألة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، مضيفا أن الطرفين معنيان بالاستقرار والهدوء، مؤكدًا أن الوضع بين قطاع غزة وإسرائيل مستقر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *