أثار استقبال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من طرف وزير المالية القطري بمطار الدوحة، خلال زيارته التي تتواصل إلى يوم غد الجمعة، بدعوة من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، عدداً من التونسيين، الذين ملؤوا صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنّ ذلك “ضربٌ لهيبة الدولة”.
ورأى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ استقبال الرئيس التونسي من طرف وزير المالية القطري “يعطي انطباعاً بعدم الاهتمام بالضيف بالرغم من أنّ الزيارة رسمية، وبدعوة من الأمير القطري”، لكن دبلوماسيين وسياسيين أكدوا أنّ الأمر “عادي”، ولا يخرج عن حدود “المسائل البروتوكولية” في استقبال الرؤساء والمسؤولين السامين في الدول.
وأكد الدبلوماسي التونسي السابق عبدالله العبيدي أنّ “البروتوكول في استقبال رؤساء الدول لا يتطلب بالضرورة استقبال الرئيس من طرف رئيس أو أمير أو ملك الدولة المضيفة، ولذك لسبب من الأسباب العادية التي لا تحمل في مضامينها أبعاداً سياسية”، مضيفاً أنّ أهمية الرئيس الضيف بالنسبة للدولة المضيفة “لا تقاس بأهمية المسؤول الذي قام بالاستقبال”.
وضرب العبيدي في حديث خاص لـ “إرم نيوز” مثلاً على استقبال رئيسي إيطاليا والنمسا خلال زيارتيهما الأخيرتين إلى تونس، واستقبلهما وزيران تونسيان، برغم العلاقة القوية بين تونس وهذين البلدين.
وأوضح العبيدي أنّ “زيارة الدولة” أهمّ من “الزيارة الرسمية”، مشيراً إلى أنّ السبسي في “زيارة رسمية” إلى قطر، معتبراً أنّ الأخيرة “لم تخالف القواعد الدبلوماسية”، وأنّ ما حصل “لا يرقى إلى درجة مثل هذه الآراء والاستنتاجات”.
وكان الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي استقبل في مطار القاهرة من طرف وزير الكهرباء المصري، في الثالث عشر من يوليو 2012، واعتبره الإعلام التونسي حينها “تجاوزاً صارخاً للأعراف الدبلوماسية وبروتوكول الاستقبالات الرسمية لرؤساء الدول”.
واستقبل وزير الصناعة المصري الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بمطار القاهرة، خلال زيارته إلى مصر في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2015.
ويؤدي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي زيارة رسمية إلى دولة قطر تتواصل حتى يوم غد الجمعة، يلتقي فيها المسؤولين ورجال الأعمال القطريين، “لبحث تدعيم العلاقات بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها”، إلى جانب “التباحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما تطورات الأحداث في المنطقة خاصة الوضع الليبي”