جدد رئيس وزراء لبنان تمام سلّام، الإثنين، رفض بلاده الكامل لتوطين اللاجئين السوريين فيه، لكنه أكد في الوقت نفسه على أن لبنان “كان وسيبقى مفتوح القلب والذراعين لاستضافة إخوانه السوريين في عثرتهم”.
سلّام الذي كان يتحدث أمام القمة العالمية للعمل الإنساني، التي انطلقت في إسطنبول اليوم، قال إن “لبنان كان وسيقى مفتوح القلب والذراعين لاستضافة إخوانه السوريين في عثرتهم، رغم ضعف إمكاناته والمخاطر الكبيرة التي تواجه موارده واستقراره وأمنه”.
مستدركاً “لكننا نعلن مرة أخرى، تمسكنا بقاعدة ثابتة مكرسة في نص الدستور اللبناني وبحكم الإجماع الوطني اللبناني، ويجب أن يسمعها العالم أجمع، بأن لبنان بلد ليس لتوطين الآخرين على أرضه”.
وأضاف سلام “أعمال لبنان فيما يتعلق بالالتزامات والمسؤوليات الأساسية تتحدث عن نفسها، ولقد أدى ما عليه وما زال يقدم من خلال تعليم أبنائه وأبناء الآخرين، واحتراماً لحق كل طفل في العالم بتلقي التعليم، وبإعطائه نموذج يحتذى به حول كيفية عدم إستثناء أحد من الرعاية، على الرغم من الموارد القليلة والتقصير العالمي لتلبية كل الحاجات المطلوبة، لمواجهة تبعيات المأساة السورية”.
ويستقبل لبنان 1.1 مليون لاجئ سوري مسجلين رسمياً لدى المفوضية العليا للاجئين، إضافة إلى نحو 400 ألف لاجئ آخر غير مسجلين بحسب بيانات الحكومة اللبنانية.
ويشارك في القمة التي تعقد بمبادرة من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، ويشرف على تنظيمها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إلى جانب 60 رئيساً ورئيس حكومة، أكثر من 6 آلاف من المسؤولين وممثلي الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
وتهدف القمة إلى البحث عن تعهدات دولية لتطوير خطة عمل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، فضلاً عن وضع سياسات فعالة لمواجهة الحالات الطارئة.
وتتخلل القمة الإنسانية عدّة جلسات من المقرر أن يعلن خلالها الزعماء تعهداتهم، لتطوير “خطة عمل من أجل الإنسانية”، واجتماعات طاولة مستديرة رفيعة المستوى، لتقديم تعهدات قوية فيما يتعلق بالأزمات الإنسانية حول العالم، بالإضافة إلى اجتماعات خاصة تتناول العناصر الأخرى في أجندة العمل الإنساني العالمي.
وتتضمن القمة عقد 7 اجتماعات طاولة مستديرة، و15 جلسة خاصة، و120 فعالية جانبية، ليتم في نهايتها إعداد تقرير سيتم تقديمه للجمعية العامة للأمم المتحدة من قبل بان كي مون.
وبدأت أعمال القمة صباح اليوم، بفطور شارك فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزعماء الدول المشاركين في القمة، والتقاط الصورة التذكارية.
وتنتهي أعمال اليوم الأول، بمأدبة عشاء، يقيمها الرئيس التركي، على شرف الضيوف والمشاركين.