أفاد نشطاء بأن أكثر من 6 آلاف مدني نزحوا من ريف حلب الشمالي غالبيتهم من مدينة مارع، التي يحاول تنظيم “داعش” اقتحامها، بعد سماح قوات سوريا الديموقراطية لهم بالمرور من مناطق سيطرتها.
وأكد النشطاء الأحد 29 مايو/ أيار أن غالبية النازحين من النساء والأطفال تمكنوا من الفرار من مناطق في ريف حلب الشمالي سيطر عليها التنظيم في اليومين الأخيرين أو يحاول اقتحامها وتحديدا مدينة مارع وقرية الشيخ عيسى المجاورة.
ووصل النازحون ليلة السبت إلى مناطق في ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية بعدما سمحت لهم بالمرور من مارع إلى الشيخ عيسى باتجاه تل رفعت وعفرين.
ولا تزال قوات سوريا الديموقراطية، التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا، تحاصر مدينة مارع التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة ومعارضة من جهة الغرب، فيما تحاصرها القوات الحكومية من الجنوب و”داعش” من جهتي الشرق والشمال، وفق وكالة “فرانس برس”.
ويخوض التنظيم معارك ضد الفصائل المقاتلة على أطراف مارع في محاولة لاقتحامها، بعدما تمكنوا فجر الجمعة من السيطرة على خمس قرى أهمها كلجبرين وكفركلبين الواقعتين على طريق الإمداد الوحيد الذي كان يربط بين مدينة مارع و مدينة إعزاز.
ووفق حصيلة غير مؤكدة، قتل 47 عنصرا من “داعش” بينهم 9 انتحاريين، و61 مقاتلا من الفصائل، أما حصيلة الضحايا المدنيين فبلغت 29 مدنيا منذ بدء هجوم التنظيم الجمعة.
وأبدت المنظمات الدولية والطبية في المنطقة خشيتها، إثر هجوم التنظيم المفاجئ، حول مصير نحو 165 ألف نازح أصبحوا عالقين بين مناطق الاشتباكات القريبة والحدود التركية المغلقة.
وقال أحد العاملين في مستشفى الحرية في مارع إنه بفعل حركة النزوح الكبيرة من المدينة لم يبق في مستشفى الحرية، الوحيد في المدينة، سوى 4 عاملين في الكادر الطبي”.
وأضاف العامل أن التنظيم حاصر المستشفى عشر ساعات يوم الجمعة، وأصيب عاملان فيها واضطر الأطباء إلى إجراء عملية جراحية لأحدهما من دون كهرباء، بعد توقف المولد الخاص بالمستشفى.
وأشار إلى أنه اضطر هو وعائلته إلى مغادرة مارع إلى مدينة إعزاز عبر قرية الشيخ عيسى السبت بعد سقوط قذيفة على منزل أقربائه تسببت بمقتل خمسة منهم.
من جهته قال ممرض في مستشفى السلامة في شمال إعزاز، المدعوم من منظمة أطباء بلا حدود: “هناك ضغط كبير على المستشفيات” في المنطقة.
وأضاف أن المنظمة اضطرت إلى إجلاء المرضى والطاقم الطبي من مستشفى السلامة بعدما باتت المعارك على بعد ثلاثة كم منه، قائلا: “مشفانا بات في حكم المغلق سوى أمام الحالات الطارئة والإسعافات