بوادر انشقاق ثالث في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن

أعلن عدد من أعضاء لجنة المتابعة لمبادرة الشراكة والإنقاذ أو ما يعرف بتيار الحكماء داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن عن قرب تأسيس حزب جديد، الأمر الذي تسبب بجدل داخل أوساط الجماعة، في حين اعتبره البعض من داخل الجماعة بأنه يمثل شرخا وانشقاقا جديدا بالجسد الإخواني.
في ذلك، كشف المراقب العام السابق لجماعة الإخوان في الأردن سالم الفلاحات الذي يعتبر أحد القائمين على الحزب الجديد والمنظرين له عن تبلور فكرة عامة للحزب الذي وصفه بـ”الأمل والفكرة”.
وحول دواعي تأسيس الحزب الجديد قال الفلاحات إنه “من أجل إيجاد مظلة أوسع للعمل الحزبي وخطوة جديدة تهدف للتعديل الثقافي، إضافة إلى أنه منهجية جديدة لا تقصي أحدا ومنفتحة على الجميع”.
وكانت لجنة المتابعة لمبادرة الشراكة والإنقاذ أو ما يعرف بتيار الحكماء داخل جماعة الإخوان المسلمين، اجتمعت مساء السبت الماضي للتداول في إنشاء وتأسيس الحزب الجديد، على أن يتم تحديد التوقيت المناسب وآليات إخراج أي خطوات مستقبلية حول الحزب.
بهذا الإعلان عن تأسيس حزب جديد تبدو جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، كأنها تواجه انشقاقا جديدا ثالثا في جسدها المنهك أصلا، إذ سبق وأن أعلن المراقب العام الأسبق للجماعة المحامي عبد المجيد ذنيبات عن تأسيس جمعية جماعة الإخوان المسلمين، بديلا للجماعة الأم.
وما يزال الخلاف كبيرا بين جمعية الإخوان التي يرأسها الذنيبات وجماعة الإخوان التي يرأسها الدكتور همام سعيد وذلك على مبدأ الشرعية والأحقية في تمثيل جماعة الإخوان المسلمين.
في حين أقدم القيادي في الجماعة سابقا الدكتور رحيل غرايبة، إلى جانب آخرين  على تأسيس وإطلاق ما عرف بمبادرة زمزم، التي انبثق عنها  مؤخرا عنها حزب جديد تحت اسم زمزم.
وكانت لجنة الشركة والانقاذ داخل جماعة الإخوان، أطلقت مبادرات عدة كان آخرها مبادرة بحل القيادة الحالية خلال شهرين من تاريخ إرسال نصها، وإلا فإنها ستشكل إطارا تنظيميا جديدا للخروج من الأزمة، وإجراء إصلاحات فورية في قيادتي الجماعة والحزب، وفق نص المبادرة.
ودعت اللجنة حينها إلى إعادة تشكيل الهيئات القيادية التنفيذية الأولى في الجماعة والحزب، على أسس الشراكة الحقيقية في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات، وأن تعتمد على الكفاءة والقدرة على حمل أهداف الجماعة ومشروعها من قبل أشخاص معروفين بروح التوافق.
وكان الفلاحات قال في تصريحات صحفية سابقة إن أكثر من 18 مبادرة طرحت على قيادة الجماعة من أطراف وطنية وإخوانية مختلفة إلا أن الرد واحد من المراقب العام للجماعة همام سعيد بأن ما يحدث هو “زوبعة حكومية في فنجان مكسور وأنه مستهدف شخصيا من هذه الأزمة وبقاؤه هو المصلحة للجماعة”.
وبين أنه تقدم بمقترح للقيادة قبل ترخيص جميعة جماعة الإخوان المسلمين المرخصة، يتضمن إقالة المراقب العام همام سعيد وأن يأتي بديل متفق عليه إخوانيا واجتماعيا مثل عبد اللطيف عربيات إلا أن المقترح قوبل بالرفض.
ولفت الفلاحات إلى أن رفض المبادرات الأخيرة والانقلاب على التوافق في انتخابات حزب جبهة العمل الإسلامي الأخيرة، هو ما دفع نحو إيجاد حلول بديلة ومظلة تحتوي الجميع لإنقاذ الوضع وتقليل الخسائر.
من ناحيته، أكد الناطق الرسمي باسم لجنة المتابعة لمبادرة الشراكة والإنقاذ خالد حسنين أن فكرة إنشاء حزب جديد مطروحة إلا أنها لم تُحسم بعد، ولا تزال المباحثات بشأنها جارية بين أعضاء لجنة المتابعة لمبادرة الشراكة والإنقاذ.
وفي بيان صحفي، قال حسنين إن “الهيئة العامة لمبادرة الشراكة والانقاذ عقدت بالفعل اجتماعها يوم السبت الماضي، وتداولت في العديد من القضايا التي تهم الشأن الوطني العام، وما آلت إليه أوضاع الوطن في هذه المرحلة الدقيقة”.
وختم حسنين تصريحاته في البيان بأن “الحالة الوطنية والحالة الاقليمية تتطلب من الجميع عدم التسرع والانزلاق وراء الآراء الشخصية، وأن أي إطار سياسي جديد لن تنفرد فيه جهة في معزل عن بقية شركائنا في العمل الوطني؛ ضمانا لتنسيق الخطوات، والانسجام مع أنفسنا في سعينا لبناء إطار جامع يستجيب لحاجات المواطن الأردني، ويأخذ بالاعتبار آراء الجميع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *