حذر أثيل النجيفي قائد “الحشد الوطني” العراقي، من ظهور تنظيم أشد من داعش كرد فعل على الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات شيعية موالية للحكومة بحق المدنيين في المناطق التي تشهد معارك ضد التنظيم.
وقال النجيفي وهو محافظ نينوى السابق، إن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى إن “المدنيين الفارين من داعش في الفلوجة، أعدم قسم منهم وقسم آخر اعتقل ومن ثم أطلق سراحهم في محيط المدينة”.
وحمل النجيفي، في حوار مع وكالة الأناضول التركية، رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية سلامة المدنيين في الحملة العسكرية المتواصلة منذ 23 من الشهر الماضي لاستعادة الفلوجة، كبرى مدن الأنبار من تنظيم داعش.
وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة ومن ثم التوجه شمالا نحو الموصل لشن الحملة العسكرية الأوسع بطرد داعش من معقل التنظيم الرئيسي في العراق، وذلك قبل حلول نهاية العام الجاري.
وأضاف أن “المدنيين الذين ينقذون أنفسهم من براثن داعش يواجهون ميليشيات الحشد الشعبي، وهو ما يعطي رسالة للسنة (غالبية سكان الفلوجة) على أنهم لن ينعموا بالأمن والاستقرار وسيكونون متهمين دائما بصلتهم بداعش”.
ويتكون “الحشد الوطني” من أبناء محافظة نينوى، ومنتسبي الشرطة العراقية الذين فروا من الموصل بعد سقوطها بيد تنظيم داعش، وتتلقى قواته تدريبًا في معسكر زليكان، بمنطقة بعشيقة، التابعة للمحافظة، على يد مدربين عراقيين وأتراك، استعدادًا للمشاركة في عملية تحرير الموصل.
ووجه سياسيون وسكان محليون اتهامات متكررة على مدى الأسبوعين الماضيين لمسلحي “الحشد الشعبي”، وهو ميليشيات شيعية موالية للحكومة، بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة، في المناطق التي يجري استعادتها من داعش.
ويواجه “الحشد الشعبي” اتهامات بإعدام مدنيين بينهم قاصرون رميا بالرصاص، وتعذيب مئات المدنيين بهدف انتزاع اعترافات منهم، فضلا عن نهب منازل وتدمير دور العبادة، خلال الأسبوعين الأخيرين في محيط الفلوجة.
وقال العبادي، أمس الثلاثاء، في اجتماع الحكومة، إنه “تمت إحالة متهمين بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين إلى القضاء”.
وقالت الأمم المتحدة، في بيان أمس، إن “هناك تقارير محزنة للغاية وذات مصداقية عن تعرض رجال وصبية عراقيين لانتهاكات على أيدي الجماعات المسلحة التي تعمل مع قوات الأمن العراقية بعد الفرار من الفلوجة”.
كما أشارت المنظمة الدولية أن “لديها بعض المزاعم عن حالات إعدام”، مضيفة أن “شهودا وصفوا كيف تعتقل الجماعات المسلحة التي تدعم قوات الأمن العراقية الذكور لإخضاعهم لفحص أمني يتحول في بعض الحالات إلى انتهاكات جسدية وأشكال أخرى من الانتهاكات لانتزاع اعترافات قسرا على ما يبدو”.
واعتبر النجيفي، أن “ما يحدث في الفلوجة يؤكد أن مخاوف وقلق المكون السني من الحشد الشعبي كانت محقة، وإذا استمرت هذه السياسة وجاء الأخير إلى الموصل، ستحدث كارثة أسوأ”.
وتابع بالقول: “إذا واجه سكان الموصل، المتشددين السنة (تنظيم داعش) والمتشددين الشيعة (الحشد الشعبي) واضطروا إلى اختيار أحدهما، بالطبع فإن البعض سوف يختار الاصطفاف مع داعش لمحاربة الميليشيات الشيعية، لذا لا بد أن نبعث رسالة طمأنينة لأهالي الموصل”.
ولفت إلى أن “السنة في العراق يشكون لفترة طويلة من التهميش، واستفاد داعش من هذا الوضع”، محذرا بالقول “إذا استمر التعامل مع السنة على هذا النحو فإن العالم سيواجه تنظيما أشد وأقسى من داعش”.
وكانت الفلوجة، أولى المدن التي سيطر عليها تنظيم “داعش” مطلع عام 2014، قبل اجتياح شمال وغرب البلاد صيف العام نفسه.