– مبادرة السيسي جاءت فى توقيت هام بعد سيطرة اليمن المتطرفة على الحكومة الاسرائيلية
– لا نري فائدة من تقديم تنازلات سياسية مجانية للاحتلال دون مقابل
– مصر هي الدولة الوحيدة المهيئة لتولي ملف المصالحة والدور القطري لن يكون بديلا للدور المصري
شهدت المرحلة الماضية تحركات دبلوماسية مكثفة لتحريك عملية السلام واحياء ملف المصالحة وفى هذا الاطار طرح الرئيس السيسي مبادرتة لتحقيق السلام المصالحة والتى جاءت بعد المبادرة المصرية كما تحدثت الانباء عن مشاروات عربية لتعديل مبادرة السلام العربية وفى ظل تلك التطورات ادلي واصل ابو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بحوار شامل تناول فية وجهة من التطورات الراهنة
1- ما هي رؤيتكم للمبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي الخاصة بحل المشكلة الفلسطينية ؟
لقيت المبادرة المصرية من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ترحيبا فلسطينيا رسميا منذ اللحظة الأولى لطرح الرئيس عبد الفتاح السيسي للمبادرة.
ونحن نؤكد على أن ما جاء في خطاب الرئيس السيسي مهم جدا، من حيث التوقيت ومن حيث المضمون، فمن حيث التوقيت هناك مراهنة على انشغال الدول العربية في أوضاعها الداخلية، وعدم إدراج القضية الفلسطينية على جدول أعمالها، فالرئيس السيسي عندما تحدث عن الأمر كان يدرك أنه لابد من فتح هذه النافذة في ظل محاولات نتن ياهو لإغلاق الأفق السياسي، ومن حيث المضمون، نرحب بما جاء في حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونأمل أن تكون هناك آليات واقعية خلال الفترة القادمة، تفضي إلى إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه، إضافة إلى ما تحدث به الرئيس السيسي عن ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وترتيب الوضع السياسي، ليفضي إلى حرية واستقلال الشعب الفلسطيني”.
2- وهل يمكن أن تحرك تلك المبادرة الجمود في عملية السلام ؟
نعتقد أن ما قدمته وتقدمه مصر تاريخيا من دعم وإسناد لقضية شعبنا العادلة ولكفاح شعبنا التحرري، قد جعل منها حاضنة حقيقية للقضية الفلسطينية، وعمق عربي وقومي لا يمكن الاستغناء عنه.
ونؤكد على أن القيادة المصرية لم توفر جهدا إلا وتبذله من اجل تعزيز وإسناد الموقف الفلسطيني، والحفاظ على حقوق شعبنا الوطنية غير القابلة للتصرف، وصولا إلى حل قضية الصراع استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ونرى أن أهمية طرح هذه المبادرة في هذا الوقت، إنما تأتي في إطار سيطرة اليمين واليمين المتطرف على الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتن ياهو، الأمر الذي يتطلب ترتيب الوضع الداخلي، ويتطلب أيضا تدخل دولي وعربي، ومصر لها ثقل على هذا الصعيد.
3- وهل تري أن تلك المبادرة يمكن أن تعطي إسرائيل ذريعة للتهرب من المبادرة الفرنسية ؟
السياسة الإسرائيلية واضحة ولا تحتاج لذرائع أو مسوغات للتهرب أو لرفض أية أفكار أو مبادرات سياسية أيا كان مصدرها، ويمكن أن تفضي لحل الصراع استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، خاصة وان حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، تنتهج سياسة العدوان والاستعمار الاستيطاني، وبالتالي لن تتعاطى مع أي مسار سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
4- وكيف تنظرون إلى إقدام نتنياهو على تعيين المتطرف ليبرمان في هذا التوقيت؟
إن حكومة الاحتلال بقيادة نتن ياهو، هي بالأساس حكومة يمين متطرف، ويسيطر عليها المستوطنين الاستعماريين، وتعين المستوطن الإرهابي ليبرمان كوزير للحرب، إنما ينسجم مع تركيبة هذه الحكومة، وتعزيزا لنهجها العدواني، وسياساتها ومخططاتها الاستيطانية الاستعمارية، ولتوجيه رسالة إلى العالم مفادها، أن هذه الحكومة لا تريد السلام، ولا تؤمن به، ولن تتخلى عن نهجها وسياساتها العدوانية والتوسعية.
5- ترددت أبناء عن مشاورات مصرية أردنية سعودية لتعديل المبادرة العربية للسلام، فهل تري أن هذا الإجراء يمكن أن يكون مناسب في هذا التوقيت ؟
بالرغم من حالة الضعف والتمزق التي تعيشها المنطقة العربية بسب الحروب الداخلية والصراعات الدائرة فيها، لا نرى ضرورة أو فائدة من تقديم مزيد من التنازلات السياسية المجانية، التي لن يستفيد منها إلا الاحتلال دون مقابل، علما أن المبادرة العربية ذاتها، بقيت حبيسة أدراج الجامعية العربية منذ أن وصفها الإرهابي شارون، بأنها لا تساوي الحبر الذي كتيت فيه، أي أنها تعطلت بسبب التعنت الإسرائيلي. ولا نعتقد أن حكومة الاحتلال الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ إسرائيل، يمكن أن تتعاطى بايجابية مع أية مبادرة سياسية يمكن أن تفضي إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، يستند لقرارات الشرعية الدولية.
6- وما هو تقييمكم للمبادرة الفرنسية وهل يمكن أن تشكل أساس لحل القضية ؟
“المبادرة الفرنسية”، لم تتجاوز حدود الأفكار السياسية التي تتداولها باريس مع أطراف الصراع، والعواصم المؤثرة في هذه القضية، بهدف صياغة مبادرة سياسية متكاملة، تعيد مسار المفاوضات السياسية بين طرفي الصراع في إطار حل الدولتين، ولكن هذه المرة بغطاء دولي، يؤدي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدا في العام 1967، وفق جداول زمنية محددة، وبالتالي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ونحن أعلنا موقنا في حينه، بأننا مع أي مبادرة سياسية تؤدي لحل القضية الفلسطينية استنادا لقرارات الشرعية الدولية، وندعو لعقد مؤتمر دولي تشرف عليه الأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف.
وأكدنا على أن أي مبادرة سياسية لا تحافظ على حقوق شعبنا الوطنية الثابتة، لن يكتب لها النجاح، وستسقط أمام صمود شعبنا، وتمسكه بحقوقه وثوابته الوطنية، وحقه بمواصلة مقاومته الوطنية بكافة أشكالها المتاحة والمشروعة حتى زوال الاحتلال وتحقيق حريته وعودته واستقلاله الوطني الناجز.
7- وهل تتوقعون نجاح الجهود المصرية لتحقيق المصالحة بين فتح وحماس خاصة بعد التحسن النسبي في العلاقات بين مصر وحماس ؟
أن الرئيس السيسي والقيادة المصرية يدركون أهمية ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وتحقيق المصالحة، ومن هنا جاءت استضافة القاهرة لعدد كبير من اللقاءات والاجتماعات لتوحيد الصف الفلسطيني، فعندما نستند إلى حل كل الخلافات نستند إلى اتفاق نوقع عليه كمسؤولي الفصائل الفلسطينية في مايو 2011، ومن هذا المنطلق نعتقد أن مصر بما لها من ثقل ودعم لا محدود للقضية الفلسطينية، هي الوحيدة التي تنجح في عملية رأب الصدع الفلسطيني.
8- تحدثت الإنباء عن إمكانية ترشيح مروان البرغوثي لانتخابات الرئاسة فهل تتوقعون أن يصبح الرئيس القادم لدولة فلسطين ؟
للمناضل الأسير مروان البرغوثي، مقدرة وكفاءة قيادية متميزة، وكذلك تاريخ نضالي مشرف يؤهله لان يتبوأ أي منصب قيادي بين أبناء شعبه، ولكن نعتقد انه من السابق لأوانه الحديث في هذا الأمر، خاصة وان الرئيس (أبو مازن) مازال يشغل هذا الموقع، ويقود دولة فلسطين، ودفة قيادة منظمة التحرير، والسلطة الفلسطينية بكفاءة وحنكة واقتدار، ومن جانب آخر لم يحدد بعد موعدا للانتخابات الرئاسية، كي تتسنى الفرصة لأن يترشح أي من أبناء شعبنا اللذين تتوفر لديهم شروط الترشح لهذا المنصب وفق القانون الأساسي، وقانون الانتخابات الفلسطيني.
9- وكيف تفسرون تلبية ابو مازن لدعوة امير قطر للاجتماع بخالد مشعل ؟ وهل يعني ذلك ان قطر يمكن ان تكون بديلا للدور المصري ؟
زيارة ابو مازن لقطر من باب المجاملة تلبية لدعوة امير قطر للاجتماع بمشعل الا ان ذلك لن يكون بديلا للدور المصري والتى اجمعت كل الاطراف على انة موكلة بملف المصالحة واذا حدث اتفاق فوق يكون من خلال الدور المصري
10 – وكيف تنظرون إلى ترشيحة لجائزة نوبل للسلام ؟
من اجل رفع الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا، وبهدف تحقيق الأهداف النبيلة لقضيته العادلة، وتحقيق تطلعاته الوطنية وأمانيه في الحرية والعودة وتقرير المصير، قدم شعبنا التضحيات العظيمة، التي جعلت منه أسطورة للتحدي والصمود والكفاح الوطني والإنساني، الذي يؤهله للحصول على جائزة السلام بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني إنسانية وثقافية وحقوقية وسياسية.
وعليه فإننا نرى أن ترشيح المناضل الأسير مروان البرغوثي لهذه الجائزة، كونه ابن هذا الشعب، ويقضي حكما بأربع مؤبدات، وأربعين عاما في سجون الاحتلال، بسبب نضاله المشروع من اجل حرية شعبه، يجب أن ينظر إليه في هذا السياق