أفادت وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية بأن اليونان بصدد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأن أثينا تعتبر أن التأخير في الاعتراف بالدولة سببه ظروف خاصة، ملمحة إلى أن الحديث يجري عن خطأ سيتم تصحيحه.
جاء هذا في إطار زيارة وفد نيابي يوناني للأراضي الفلسطينية بهدف الإطلاع على الأوضاع الفلسطينية على أرض الواقع، للمساهمة في تكوين صورة أوروبية واضجة عن الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية.
وكان البرلمان اليوناني صوت أواخر العام الماضي لصالح قرار ينص على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن القرار لم ير النور بعد، وهو ما أرجعه الوفد اليوناني الذي زار رام الله السبت إلى أسباب خاصة لم يحددها.
بيد أنه في حال اعترفت اليونان في الدولة الفلسطينية، فإنها ستكون بذلك الدولة الأوروبية الثانية التي تعترف بها بشكل رسمي، بعد اعتراف السويد في العام 2014.
في حين زار وفد حزب سيريزا اليوناني برئاسة الأمين العام بانجيتيس ريجاس الأراضي الفلسطينية السبت، في الوقت الذي التقوا فيه أعضاء هيئة الكتل والقوائم البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني، مؤكدين أن اليونان ستعترف في القريب العاجل بالدولة الفلسطينية.
وبحسب ما أوردته وكالة معا الفلسطينية، أطلع أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الوفد الحزبي اليوناني على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والممارسات الإسرائيلية على أرض الواقع، والإجراءات التعسفية التي يفرضها الاحتلال بهدف تدمير عملية السلام والقضاء على الآمال بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وطبقا لما نشرت الوكالة الفلسطينية، أكد النواب الفلسطينيين للوفد اليوناني على ضرورة قيام المجتمع الدولي، لا سيما في أوروبا بخطوات لحث إسرائيل على العودة لمسار السلام، داعين اليونان لاستغلال علاقاتها مع الجانب الإسرائيلي لتحقيق مصلحة كل دول المنطقة.
ووفقا للوكالة، انتقد أعضاء المجلس التشريعي التعاون العسكري القائم بين اليونان وإسرائيل، في الوقت الذي قالوا فيه للوفد اليوناني الذي يزور الأراضي الفلسطينية إنه “إذا لم تستطيعوا مقاطعة منتجات المستوطنات ومحاربة الاحتلال الإسرائيلي اقتصاديا، فإنكم على الأقل قادرون على مقاطعة إسرائيل عسكريا”.
من ناحيته، أكد الوفد اليوناني خلال الزيارة على موقف أثينا والحزب الحاكم تجاه القضية الفلسطينية، وشددوا على دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني بهدف نيل الحرية والاستقلال وفق قرارات الشرعية الدولية، إضافة إلى التعبير عن قناعتهم بضرورة استئناف مفاوضات السلام التي توقفت لفترة طويلة.
إلى ذلك، يعول الفلسطينيون على اعتراف اليونان بالدولة الفلسطينية كخطوة مهمة للغاية، يمكنها أن تتحول إلى نزعة أوروبية، لا سيما مع بوادر فشل الجهود التي تقودها باريس بسبب تعنت الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.