بوابة العرب اليوم
كشف “مرصد الفتاوى التكفيرية” التابع لـ”دار الإفتاء” المصرية أسباب تنفيذ تنظيم “داعش” الإرهابي لعملية أورلاندو بأميركا (والتي أسفرت عن مقتل 50 شخصا) في هذا التوقيت.
وذكّر المرصد بأن وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “داعش” أعلنت أن الهجوم نفذه مقاتل من التنظيم، وهذا يؤكد ما حذّر منه المرصد في بيان سابق تناول فيه تحليل كلمة أبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم، بأن “داعش” يسعى للقيام بعمليات نوعية في أماكن غير تقليدية تلبية لدعوته لأنصار التنظيم بالقيام بالعمليات الفردية في الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا في شهر رمضان.
وأشار المرصد إلى أن العملية الإرهابية في فلوريدا في هذا التوقيت تهدف إلى التأكيد على أن التنظيم لا يزال قادراً على القيام بعمليات نوعية في العمق الغربي، حتى مع تعرضه لأعنف ضربات منذ سيطرته على الموصل والرقة بسوريا والعراق، كما أنه يسعى إلى تخفيف الضغط عن مقاتليه في معاقله برفع المعنويات من خلال تلك العمليات النوعية ذات الأثر الكبير.
وأوضح أن هذه العملية الإرهابية تصب في صالح الخطاب اليميني المتطرف في الغرب وتدعم الأصوات المتطرفة وتزيد من فرص نجاحهم في الانتخابات المختلفة، خاصة الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي يخوضها المرشح اليميني دونالد ترامب، والذي استغل بدوره الحادث في تعظيم شعبيته وكسب المزيد من الأصوات.
وقال المرصد إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب جدد دعوته إلى منع المسلمين من دخول الأراضي الأميركية، وذلك في أعقاب العملية الإرهابية حيث قال بعد ساعات من وقوع الهجوم، إنه كان محقًّا بشأن “الإرهاب الأصولي الإسلامي”، وهو ما يؤكد أن تنظيم “داعش” يدعم اليمين المتطرف في الغرب بممارساته الإرهابية التي تضر أشد الضرر بالإسلام والمسلمين هناك، كما أن التيار اليميني المتطرف يدعم بشكل كامل الأيديولوجيات المتطرفة والإرهابية، لأنها تصب في الأخير لصالحه وتزيد من شعبيته، حسب المرصد.
وذكر المرصد أن العملية الإرهابية تأتي في أعقاب تشييع جنازة الملاكم العالمي محمد علي كلاي، والتي شهدت عدداً من التصريحات الإيجابية بخصوص الإسلام والمسلمين من قبل عدد من المسؤولين والشخصيات العامة في الولايات المتحدة وأوروبا، وكان لها الأثر الكبير في تصحيح صورة الإسلام لدى الكثير من الدوائر الغربية.
وحذر المرصد من تزايد سعار “الإسلاموفوبيا” بعد هذا الحادث وتعرض المسلمين والمراكز الإسلامية ودور العبادة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى اعتداءات من عدد من المتطرفين المعادين للإسلام والمسلمين، خاصة مع تزايد فرص اليمين المتطرف في الغرب بشكل عام في الحصول على المقاعد البرلمانية والفوز في الانتخابات بأنواعها المختلفة على المستوى القطري والمحلي، وهو ما يزيد من فرص تعرض المسلمين هناك للاعتداءات والمضايقات على عدة مستويات.
