أكد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن تنظيم داعش نفذ حادث فرنسا، الذي راح ضحيته قائد بالشرطة الفرنسية وزوجته، ومن قبله حادث الملهى الليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا، وفق استراتيجية “سمكة الصحراء” العسكرية، لبسط نفوذه على مناطق جديدة، وضم مقاتلين جدد إلى صفوف التنظيم، والهروب من نيران التحالف التي أنهكته وقلصت من مناطق نفوذه.
وقال المرصد إن التنظيم نجح في الإفلات من مناطق الصراع في الشرق الأوسط إلى مناطق جديدة في أوروبا وأميركا، تلافيا للضربات المتلاحقة التي أضعفت من قوة التنظيم في مناطق نفوذه في سوريا والعراق وليبيا وغيرها.
وأضاف أن تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسؤوليته عن الحادث الإرهابي الذي وقع في فرنسا، وذلك عبر وكالة أعماق التابعة للتنظيم والتي قالت: “مقاتل في داعش يقتل قائدًا بالشرطة الفرنسية في مدينة ليه موروه وزوجته طعنا بالسكين، موضحا أن حادثة الطعن هذه لم تكن الأولى في فرنسا، بل سبقتها أخرى قبل عامين، حيث هاجم رجل في العشرين من ديسمبر من العام 2014 عناصر شرطة بسكين في جويه ليه تور وسط غرب فرنسا قبل أن تقتله قوات الأمن، ما يؤكد أن التنظيم لا يكل ولا يمل من استخدام “الذئاب المنفردة” أو “الجنود التائهة” لتنفيذ عملياته، سواء أكانت هذه العمليات بالأسلحة المتطورة أو بالطرق البدائية السكين أو العصا.
وأكد مرصد الإفتاء أن حادثتي أميركا وفرنسا الأخيرتين كسرتا “الجدار الأمني العازل” في نفوس الأميركيين والفرنسيين، وتؤكدان أن تنظيم داعش يعتمد في استراتيجيته العسكرية على فكرة التنوع في استخدام الأسلحة أمام خصومه، فقد قتل ضحايا في أميركا بالرصاص، وفي فرنسا بالسكين، وتُعد هذه الطرق نوعا من المراوغة للأجهزة الأمنية التابعة لهذه الدول، بحيث يضمن له كسر نظرية التوقع عند هذه الأجهزة، ما يعطيه الفرصة لممارسة مزيد من الأعمال الإجرامية في حق ضحاياه، وصعوبة توقع ما تتمخض عنه أفكار في العمليات التالية.
وأكد المرصد أن الخطوات التي اتخذتها الدول الغربية للحيلولة دون وصول مقاتلين من داخل أراضيها إلى تنظيم داعش كانت لها نتيجتان، إحداهما إيجابية وهي خنق التنظيم بوقف الدعم البشري عنه، وإصابته بالوهن والضعف وعزله، والثانية سلبية تمثلت في أن هذه الخطوات الاحترازية من قبل الدول الأوروبية قد دفعت عناصر التنظيم في هذه الدول- والذين فشلوا في الوصول إلى قيادتهم المركزية – إلى تنفيذ علميات إرهابية في العمق الأوروبي.
واختتم المرصد تقريره بالتأكيد على أن استخدام داعش لاستراتيجية ما يسمى “سمكة الصحراء” التي تقوم بالأساس على المراوغة ونقل الصراع من مكان إلى آخر، وتنفيذ عمليات نوعية متزامنة في دول مختلفة، يسترعي اهتمام الجميع بمقابلة هذه الاستراتيجية الدموية باستراتيجية ضخمة يتكاتف فيها الجميع لمواجهة هذا التنظيم الدموي، وتنسيق الجهود العسكرية للقضاء عليه.