طالبت عضوة الكنيست تسيبي ليفني، رئيسة حزب “الحركة”، أحد جناحي تحالف “المعسكر الصهيوني” المعارض، بإجراء استفتاء شعبي يشارك فيه الإسرائيليون لتحديد موقفهم من حل الدولتين، وإذا ما كانوا يؤيدون هذا الحل أم يرفضونه.
وتطرقت ليفني، خلال مشاركتها في فعاليات “السبت الثقافي” بمدينة ريشون لتسيون، لتصريحات أطلقها وزير الدفاع السابق موشي يعلون، ورئيس الحكومة ووزير الدفاع الأسبق إيهود باراك، خلال مشاركتهما في مؤتمر هيرتسيليا الأيام الاخيرة، وهجومهما الحاد ضد حكومة نتنياهو اليمينية.
ونوهت أن تلك التصريحات، تأتي في ضوء المخاوف العميقة إزاء فقدان القيم الديمقراطية، وقالت إنهما يريا ما يحدث في إسرائيل بواسطة هذه الحكومة، ويخشون تداعيات خطيرة ستنجم عن حالة التطرف التي تخيم على المشهد، وأنهما يعلمان من منطلق كونهما توليا مناصب حساسة، أن الحكومة الحالية تنفذ إرادة المتطرفين الذين يشكلون أقلية، لكنها تفرض رؤيتها على الحكومة وعلى الجميع.
ودعت لإجراء استفتاء شعبي لمعرفة إذا ما كان الإسرائيليون يرغبون في حل الدولتين للشعبين أم لعلهم يريدون دولة واحدة ثنائية القومية تحت السيادة الإسرائيلية، مضيفة أنها تريد أن يجري هذا الاستفتاء فورا، لكي يدرك الجميع ما إذا كان الشعب الإسرائيلي يريد بالفعل دولة واحدة بين البحر والأردن، أم أنه يؤيد حل الدولتين.
وتابعت، أن إسرائيل اليهودية الديمقراطية تختلف كثيرا عن إسرائيل اليهودية غير الديمقراطية، وأنه ينبغي أن يقرر الإسرائيليون وجهتهم الآن، لافتة إلى أن نتنياهو عاجز عن الإقدام على خطوة الاستفتاء لأنه في الأساس يعجز عن استغلال أية فرصة للقيام بخطوات كان الجيش قد أوصى بها لصالح الاقتصاد الفلسطيني، وينفذ فقط ما يوصي به نفتالي بينيت وزير التعليم.
وهاجمت ليفني رئيس الحكومة الإسرائيلية، وأكدت أن هناك أقلية تسيطر على غالبية مقدرات البلاد ولديها شركاء متعاونين، معتبرة أن نتنياهو هو أكبر الشركاء المتعاونين مع هذه الأقلية المتطرفة، على الرغم من أنه يعرف الحلول وما الذي ينبغي عليه فعله.
ودللت على كون نتنياهو شريكا متعاونا مع هذه الأقلية المسيطرة بواقعة الجندي، الذي أعدم بدم بارد شابا فلسطينيا مصابا بمدينة الخليل، وقالت إن نتنياهو أخذ مسار القضية إلى المسار الذي اختاره هؤلاء، بمعزل تام عن قيم الجيش الرئيسية، لينتهي به المطاف بتعيين وزير دفاع مثل ليبرمان، موجها بذلك رسالة للجميع بأنه ينبغي الكف عن الحديث عن قيم إسرائيلية أو قيم الجيش.
وأردفت، أن نتنياهو يتحدث طوال الوقت عن حل الدولتين، ووقت أن كان قد اتهم المعارضة بالضعف والتمهيد لوصول “داعش” إلى إسرائيل، ولا سيما إبان الحملة الانتخابية لحزب “الليكود” قبل أكثر من عام، وبعد أن شكل الحكومة تبين أن إسرائيل تسقط في الوهم ما بين الكلمات والأفعال، مضيفة أن كلمات نتنياهو لا تساوي أية قيمة، حيث أنه لن يحرك ساكنا طالما لا يؤيد بينيت وزمرته هذا الحل، وأن إسرائيل بهذه الطريقة تسير بلا بوصلة ويبدو وأنها فقدت الاتجاه.