إدانة سياسة أميركا في الشرق الأوسط

في حديث أدلى به إسترون إستيفنسون، رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق (EIFA)  عشية ندوة كبرى في مجلس العموم البريطاني أدان السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقال إسترون إستيفنسون:
“لأولئك الذين كانوا يعتقدون أن أمريكا تعمل خلسة على الانسحاب من الشرق الأوسط في إطار سياسة أوباما لعدم المشاركة تدريجيا، بدأت تتكشف الآن حقيقة مدهشة. و بعيدا عن عدم الاشتراك، فإن إدارة أوباما قد شكلت منذ مدة فعلا تحالفا على أرض الواقع مع إيران في الحرب ضد العرب السنة.
“في استغلاله الصراع ضد داعش كفرصة لتطهير عرقي للسكان العرب السنة في الأنبار وغيرها من المحافظات العراقية، زود النظام الإيراني 60 مجموعة من الميليشيات أغلبيتها شيعية تعمل في العراق بعسكريين ومصادر عسكرية.  هذه الميليشيات التي تعمل تحت قيادة قائد فيلق القدس للحرس الثوري – الجنرال قاسم سليماني- اعتقلت  آلافا من الرجال السنة الأبرياء وحتى الأطفال، خلال قتالهم إلى “تحرير” المدن العراقية في تكريت والرمادي والفلوجة ومارسوا التعذيب والتمثيل بحقهم وذبحهم وعدد قليل من المنازل التي بقيت سالمة، في أعقاب قصف لا هوادة من قبل الطائرات الأمريكية أحرقتها الميليشيات الشيعية الطائفية.  إيران وما يسمى حلفاؤها هدموا بلا رحمة هذه المدن العراقية التي كانت ذات أيام كبيرة وقديمة على الأرض وأبيدوا سكانها تقريبا.
“وقال قائد إحدى الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران الاسبوع الماضي:” ما فيها (الفلوجة) انسان وطني، ما فيها انسان ديني فهي الآن فرصتنا لتطهير العراق باستئصال ورم الفلوجة”. هذا هو واقع النظام الإيراني، الذي تحاول إدارة أوباما أن تكون لها علاقة حسنة معه. وهو نظام جهنمي عقد العزم على حملة الإبادة الجماعية في أنحاء العراق و سوريا و ليبيا و لبنان و فلسطين واليمن و البحرين وفي نهاية المطاف السعودية وإسرائيل. ان دفع أوباما العاجز للتوقيع على الاتفاق النووي مع ايران كان ينبغي أن يكون أوضح إشارة للعالم بأنه قد خطط لتحالف جديد وخطير. فرفع العقوبات ووقف تجميد الأصول الإيرانية، والإفراج غير المتوقع عن المليارات من الدولارات التي بات  الآن بامكان نظام الملالي استخدامها لاستغلالها في حملاته الإقليمية لدعم بشار الأسد في سوريا، ودعم الميليشيات الشيعية في العراق، وتمويل وتسليح حماس في فلسطين، والمتمردين الحوثيين في اليمن. ايران تصدر الارهاب وأمريكا أطلقت الأموال التي تمكنها من القيام بذلك بقوة متجددة.
“هذا الأسبوع المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي أقال الجنرال فيروزآبادي رئيس هيئة الاركان للقوات المسلحة وعين الجنرال باقري خلفا له. وأعلنت وسائل الاعلام الحكومية  الإيرانية أن واحدا من أهداف هذا التغيير هو تعزيز فيلق القدس”.
“إن الهدف التالي للميليشيات المدعومة من ايران هو الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق وموطن لأكثر من مليوني سني.  وقد بدأت الضربات الجوية الأمريكية بالفعل على الضواحي. كارثة إنسانية غير مسبوقة بدأ يتسع نطاقها بسرعة ما لم يستيقظ الغرب ويفضح النفاق الأمريكي. الطريق الوحيد لمكافحة داعش هو تجنيد وإشراك القبائل السنية في العراق. انهم أفضل امكانية للقضاء على ارهابيي داعش الذين احتلوا بلادهم خلال العامين الماضيين”.
وأضاف إستيفنسون “لكن زعماء العشائر السنية لديهم أسباب وجيهة للاعتقاد بأن أمريكا قد انضمت الآن الى القوات الإيرانية لشن حرب على العرب السنة، وهم ليسوا راغبين في مساعدة قوات التحالف التي قد تؤدي حتما إلى دمارهم على يد الميليشيات الشيعية الطائفية المدعومة من إيران. واعتبر  وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الثلاثاء وجود إيران في العراق “مفيدا” لمحاولات أمريكا لصد خطر داعش!
“ان الجمعية الأوروبية لحرية العراق تدين أي دعم لإيران وتدعو كاملة إلى إعادة التفكير في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط قبل فوات الأوان. إشراك النظام الإيراني والميليشيات التابعة له خطأ كبير الأمر الذي سيخلق أزمة أكبر في المنطقة “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *