تجمعت فيه كل الصفات الحيوانية والتي قد يكون البعض من هذه الحيوانات منها براء، وبدم بارد وبمشاعر فاقت الحجر الذي يتفجر منه الماء وبمكر فاق الثعالب ظل يتربص بضحيته متحينا الفرصة للانقضاض عليها، لم يتورع عن غرس أنيابه وانتزاع براءتها، وهي الصغيرة المغلوبة على أمرها دون شفقه أو رحمة.
الغريب أن الضحية لم تكن إلا إحدي قريباته، ابنة خالته الصغيرة التي لم يتعد عمرها التسع سنوات، وعندما لم تستسلم سارع بقتلها وإلقائها بالطريق ليمحو آثار جريمته ويبعد الشبهة عن نفسه خوفا من عقاب قد يناله في دنياه، مطمئنا إلى أن أحدا لن يشتبه به، ولم يع أن عدالة السماء لا تغفل ولا تنام.
فتم القبض عليه وإحالته للنيابة التي تولت التحقيق بإشراف المستشار وليد جمال المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية
ببراءة الأطفال كالزهور المتفتحة والفراشات البريئة كانت الصغيرة تقفز هنا وهناك، تلهو كمن هم في مثل عمرها عندما تملكته الشهوة واندفع يرمقها بنظراته المريضة كالسهام تخترق جسدها وتفاصيله دون أن تنتبه الصغيرة حتي انتهي لقراره اللعين.
لم تشفع لها صلة الرحم والقرابة التي تربطهما وطفولتها البريئة لإزاحة شيطانه الذي استبد به – استغل ثقتها فيه وحينما اطمأن لغياب الجميع سارع لاستدراجها طالبها بأن تصعد معه لأعلى ليريها شيئا بغرفته، وذهبت الصغيرة التي لم تتوقع أن يمكر بها القريب أو من هو بمثابة الأخ الأكبر.
وما إن انفرد بها حتي خلع عنه قناعه وكشف الذئب عن انيابة وبخسة الضباع وسرعة الذئاب وظهرت صورته الحقيقية فقد آدميته وتخلي عن إنسانيته واندفع ينقض عليها وقد غاب عقله دون إن يرق لتوسلاتها أو صوتها وأنينها الضعيف الذي انحشر في حلقها من شدة الخوف والهلع وهي تطالبه بالبعد عنها وتركها تغادر وفي محاولة للإفلات.
هددت الصغيرة التي تربت علي “العيب والحرام” بشكواه للأسرة وفضح أمره وكان ما أزعجه، خشي الأهل والجيران ولم يخش الخالق وبدلا من التوجه لله والندم سارع لتكبيل الطفلة من يديها وقدميها وكتم أنفاسها وخنقها بكلتا يديه حتي فارقت الحياة ويموت معها السر، وحينما اطمأن لسكون جسدها ووفاتها تركها وغادر ليظهر أمام الجميع الذين كانوا يتحركون في كل اتجاه للبحث عنها وقبل أن يبزغ فجر اليوم الجديد، وبعدما خلد الكل لمنازله ووسط عتمة الليل سارع لاصطحاب الجثة والنزول وإلقائها بالطريق علي بعد أمتار من منزلهم.
تلقي اللواء حسن سيف مدير امن الشرقية إخطارا بالعثور علي جثة الطفلة م.ص 9 سنوات مقيدة ومخنوقة، وذلك بعد ساعات من اختفائها أثناء لهوها أمام منزلهم فتم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء هشام خطاب مدير المباحث الجنائية والعميد أحمد عبد العزيز رئيس المباحث الجنائية، وتوصلت التحريات التي قام بها ومعاونوه إلى أن نجل خالتها عاطل في منتصف العقد الثالث من عمره، هو مرتكب الحادث تم القبض عليه واحالته للنيابة التي تولت التحقيق بإشراف المستشار وليد جمال المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية وقررت حبسه.